شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أيها الرجل، الأمر غير متعلق بك... لهذه الأسباب تحب المرأة الألعاب الجنسية

أيها الرجل، الأمر غير متعلق بك... لهذه الأسباب تحب المرأة الألعاب الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 3 مارس 202112:18 م

أتذكر هذا اليوم جيداً. تلقت أمي مكالمة هاتفية من أحد أقاربها. كان الحديث هامساً، بينما صوت أمي يغلفه الدهشة والذهول. بعد انتهاء المحادثة أدركت أن هذا الاتصال يجمل خبر طلاق واحد من أقاربي الشباب الذي تزوج حديثاً واضطره عمله للسفر فترات طويلة تصل إلى شهور في بلد عربي. وعند عودته اكتشف أمراً عن زوجته جعله يختار الطلاق كنهاية لتلك الزيجة التي لم تبدأ بعد. لم تكن المعلومة، التي عرفها هذا الشاب، خيانة زوجته؛ له كما قد يتخيل البعض. بل إنّه وعند عودته إلى البيت في إجازة من العمل، وأثناء بحثه بين ملابسها، وجد "ديلدو" -وهو العضو الذكري الاصطناعي المصنوع من السيلكون، والذي تستخدمه النساء من أجل متعتها الجنسية.

رؤية هذا القضيب الاصطناعي في دولاب زوجته كان بمثابة رؤية رجل أسفل الفراش بالنسبة له. وإلا لم يكن ليتخذ قراره بأن يطلقها. مع أن الأمر من وجهة نظري كان يجب أن يكون مفرحاً له. فهذا "الديلدو" هو دليل على أن زوجته لم تختر أن تقيم علاقة جنسية مع رجل آخر أثناء غيابه لشهور طويلة، واختارت أن تمنح نفسها المتعة لحين أن يعود زوجها من السفر. لكن رؤية قضيب غير قضيبه، حتى لو كان صناعياً، كان بمثابة طعنة له في ذكورته الشرقية، وكأنه لا يريد الاعتراف أن زوجته طوال هذه الأشهر كانت في حاجة للممارسة الجنس، وهي "عروسة جديدة" قد اكتشفت عالم الجنس للتو، ثم تركها زوجها وسافر. هو لا يريدها أن تعترف باحتياجتها الجنسية حتى لا تُشعره بالتقصير. وتم الطلاق بالفعل بعد أن انتشر الخبر بين الأسرتين ووجهت أصابع الاتهام للزوجة الشابة كأنها "عاهرة"، زوجها طلقها "عشان مشيها البطال".

رؤية قضيب غير قضيبه، حتى لو كان صناعياً، كان بمثابة طعنة له في ذكورته الشرقية

تلك الحادثة أثارت غضبي. لا استطيع الإنكار- رغم أني لم أكن طرفاً فيها، ولم يكن لي الحق حتى في التدخل لإقناع هذا الشاب بأن ما يفعله هو الظلم بعينه من وجهة نظري- أنّها في المقابل جعلتني أريد التحدث للرجال مباشرة، لأقول لهم: أيها الرجال... الأمر غير متعلق بكم، وهناك أسباب تجعل المرأة تحب الألعاب الجنسية لا تتعلق بمدى رجولتك أو مدى استمتاعتها معك. وقد تكون هناك امرأة  تعيش حياة جنسية مستقرة مع شريكها، ومع ذلك تحب أن تستخدم لعبة جنسيّة؛ "سكس توي"، لأسباب أعتقد أن على بعض الرجال أن يعرفوها.

هناك نوعان من الاورجازم تختبرهم المرأة. ذاك الناتج عن ممارسة الجنس من خلال الإيلاج في المهبل، والنوع الثاني عن طريق تحفيز وإثارة البظر. وقد اتضح لي بأنّ هذا الأخير، ومن خلال سنوات من العمل والكتابة في الثقافة الجنسية التي أتاحت لي فرصة الحديث مع الكثير من النساء والرجال عن حياتهم الجنسية إلى جانب ترجمة العديد من الدراسات التي تخص هذا الشأن؛ لا تختبره مع شريكها الجنسي نسبة كبيرة من النساء. فالأورجازم الناتج عن تحفيز البظر يتطلب أن يكون الرجل منفتحاَ جنسياَ بالشكل الكافي الذي يسمح له بممارسة الجنس الفموي لشريكته، أو استخدام اليد والأصابع لتحفيز البظر. وهذا لا يحدث كثيراً على أرض الواقع، ما يُشعر المرأة بعد ممارسة الجنس، مهما كان ممتعًا من خلال المهبل، أن هناك شيئاً ناقصاً في شعورها بالرضا الجنسي. وهو ما يدفع بعض النساء لممارسة الاستمناء بعد ممارسة الجنس مع شريكها للشعور بالاكتفاء. خاصة وأن الاورجازم الناتج عن تحفيز البظر يمنح المرأة استرخاءً ومتعة لا يوفرها الاورجازم الناتج عن الإيلاج في المهبل فقط.

على الرجال النظر للأمر بطريقة مختلفة. فمشاعر المرأة قد تكون أقوى وأعمق تجاه الرجل الذي ترى فيه رغبة في مدّها بالمزيد من السعادة الجنسية

على الجانب الآخر، قد تختبر المرأة النوعان من الأورجازم مع شريكها، لكنّها تريد المزيد من المتعة. وهو ليس رفاهية بل ضروريةً، من وجهة نظري. سيّما عندما تمارس المرأة الجنس مع شريك واحد لفترة طويلة، فهي تحتاج للتجديد مثلها مثل الرجل تماماً. الكثير من الألعاب الجنسية صُمم ليمنح المرأة أحاسيس لا يستطيع قضيب الرجل أن يقدمها لها، لتكون تلك الألعاب بمثابة عامل مساعد يوفر المزيد من المتعة للطرفين وليس للمرأة فقط. على سبيل المثال؛ "خاتم القضيب الهزاز"، والذي يرتديه الرجل أثناء ممارسة الجنس، يُصدر هزات تمنح متعة مزدوجة للطرفين، أو القضيب الهزاز الذي سيحتاج الرجل للكثير من الشجاعة في مشاركته مع امرأته، كونه يتطلّب من القضيب التنحي جانباً في العلاقة، لتمطتي المرأة هذا القضيب الذي سيمنحها نوعاً من المتعة لا يوفرها قضيب الرجل.

الاهتزازات هي ما تمنح المرأة متعة لا يمكن للرجل أن يوفرها لها، سواء بقضيبه أو بيديه. وفي حالة ممارسة الجنس عن طريق الايلاج بقضيب الرجل. بينما يُحفز بظرها بجهاز هزاز في نفس الوقت؛ قد تصل المرأة نتيجة تلك العملية إلى هزة جماع قوية ومُرضية. إلا أنّ بعض الرجال، عندما يرون المرأة أكثر سعادة مع استخدام الألعاب الجنسيّة، قد يشعرون بالتقصير أو النقص أو أنهم غير كافين لإشباع شريكتهم.

في مجتمعنا العربي يرتبط الاستمناء في الأذهان بالرجال، فهو ليس مرفوضاً عند البعض نظراً لكونه الحل الأفضل من أن يمارس الرجل الجنس "في الحرام".

على الرجال النظر للأمر بطريقة مختلفة. فمشاعر المرأة قد تكون أقوى وأعمق تجاه الرجل الذي ترى فيه رغبة في مدّها بالمزيد من السعادة الجنسية. واستخدامه للعبة جنسيّة قد تمنحها المزيد من المتعة لا يقلل من رجولته في نظرها، بل على العكس، يُشعرها أنه يملك القدر الكافي من الثقة في نفسه ورجولته. فأي رجل يثق بنفسه قد يشعر بالتهديد من وجود لعبة جنسيّة معه في الفراش؟ الأمر الذي لاحظت أنه قد يكون أثقل وطأة على الرجل، هو فكرة أن تستخدم شريكته الألعاب الجنسيّة بمفردها بغرض الاستمناء، على الرغم من أن هذا الرجل قد يكون هو نفسه يمارس الاستمناء في طقوس لا تجمعه بشريكته. لكن في مجتمعنا العربي يرتبط الاستمناء في الأذهان بالرجال، فهو ليس مرفوضاً عند البعض نظراً لكونه الحل الأفضل من أن يمارس الرجل الجنس "في الحرام". بينما ممارسة المرأة أو "البنت" للاستمناء يعد اعترافاً برغابتها الجنسية، وهو الأمر الذي لا يجد طريقه بسهوله إلى أذهان المجتمعات العربية.

ما أودّ للرجال الذين يقرأون هذا المقال معرفته؛ أن طقس الاستمناء باستخدام الألعاب الجنسيّة، يمنح المرأة فرصة للتعرف أكثر على جسدها ومناطق متعته. ومثلما يقدم لك الاستمناء متعة خالصة لا تحتاج فيها إلى التفكير في إرضاء الشريك، فإنّ هذا الطقس يمنحها نفس المتعة، لأن المرء أثناء الاستمناء يكون الأكثر دراية بالخطوة القادمة التي تجعله أكثر إثارة أو أكثر سعادة ورضا. وممارسة المرأة لهذا الطقس دون إشاركك فيه، ليس له أي علاقة برجولتك أو بالمتعة التي تشعر بها أثناء ممارسة الجنس معك.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard