شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
سجن ناشط يُشعل التظاهرات في جنوب الجزائر

سجن ناشط يُشعل التظاهرات في جنوب الجزائر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 1 مارس 202112:00 ص

اندلعت احتجاجات واسعة مساء الأحد 28 شباط/فبراير في أحياء عدة في مدينة ورقلة جنوب الجزائر، بعدما قضت محكمة بحبس الناشط  الجنوبي عامر قراش، ابن المدينة، سبع سنوات بعد إدانته بـ"التحريض على الإرهاب".

وذكرت تقارير صحافية جزائرية أن المحتجين أحرقوا إطارات السيارات، وأغلقوا عدة طرق في ورقلة احتجاجاً على سجن قراش. وأظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي رشق المحتجين رجال الشرطة بالحجارة وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيلة للدموع.

وفي مقطع فيديو آخر، ناشدت والدة عامر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إطلاق سراح ابنها، الذي عُرف باستخدامه لهجة لاذعة في انتقاد سياسة الحكومة في الجنوب.

وكتبت اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين في الجزائر، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن محكمة الجنايات الابتدائية لمجلس قضاء ورقلة سجنت قراش سبع سنوات.

ودانت المحكمة قراش بـ"التحريض على القيام بأعمال إرهابية والإشادة بها"، وبجنحتَي "عرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية"، و"التحريض على التجمهر".

محلل سياسي يرى أن تهميش السلطات للجنوب والمناطق الفقيرة يزيد من الفقر ويخلق وقوداً للإرهاب 

من هو قراش؟

عامر قراش، البالغ من العمر 31 عاماً، ناشط وشاعر، وأحد أبرز الكوادر التنظيمية للحركات الاحتجاجية في ولاية ورقلة وجنوب البلاد. يظهر على حسابه فيسبوك أنه كان يهاجم سياسات الدولة في جنوب الجزائر إذ وصفها بـ"الإقصائية"، كما هدد باحتمال تمرد المحافظات الجنوبية بسبب التمييز العنصري الذي تمارسه الحكومة في التنمية.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن حيثيات الحكم أشارت إلى أن عناصر الشرطة القضائية في أمن ورقلة، رصدوا على فيسبوك مقطع فيديو يحمل حساب المدعو (ع - ق) مدته ساعة و11 دقيقة، يروج فيه لـ"خطابات الكراهية".

واكتفت الوكالة بالإشارة إلى أن المدان نشر على صفحته في فيسبوك صوراً لأسلحة. وتابعت: "بعد تحديد هوية صاحب الحساب تم توقيفه بمسكنه العائلي في حي المخادمة بورقلة، عثر لديه على هاتف نقال وآلة تصوير، كما أفضت الخبرة التقنية التي أجريت على الهاتف النقال محل الحجز إلى العثور على صورة إرهابي".

فيديو على  فيسبوك كان سبباً في حكم بالسجن سبع سنوات ضد قراش

لكن النشطاء يقولون إن سجن قراش جاء بسبب منشور على فيسبوك، أشاد فيه بثاني أخطر إرهابي جزائري وهو عبد السلام طرمون الذي قتل في ليبيا عام 2018.

في المنشور، وصف قراش عبد السلام طرمون بالأسد الذي علّمهم النضال من أجل الكرامة، والشهيد الذي علّمهم أن البناء يكون عبر المطالبة بالعدالة الاجتماعية.

لكن ما أثار موجة الغضب شعبياً في ولايته، هو نشر النشطاء فيديو لقراش، وهو يحرق علم فرنسا، التي يتهمها بتعطيل التنمية في الجنوب الجزائري، مشيراً إلى أن الحكومة سجنته دفاعاً عن "الاستعمار الفرنسي".

دعوة إلى التهدئة

في سياق متصل، دعا عدد من الباحثين والصحافيين الجزائريين إلى الإفراج عن قراش، وتجنب أعمال العنف ومواصلة التظاهر بشكل سلمي، محذرين من احتمال "استمرار أعمال الشغب" في محافظات الجنوب التي تشكو التهميش.

في رأي الصحافي عثمان لحياني، يمثّل عامر قراش "نموذجاً لما تنتجه البيئة السياسية المغلقة التي فرضتها السلطة على الجزائريين لعقود"، مشيراً إلى أن عامر كان متحمساً لحل مشكلات منطقة الجنوب والقهر الاجتماعي المسلط عليها، لكنه "لم يتلق تنشئة سياسية تتيح له وضع المفردات في مكانها، والتفريق بين المطالبة بالحقوق المشروعة، وبين فكر التمرد المرفوض مهما كانت الدوافع".

وقال لحياني: "أخطأ عامر. لكن معاقبته بهذه القسوة لن تحل المشكلة ولن تدفعه سوى الى مزيد من الشطط في منطقة ستكون أكثر حساسية مستقبلاً بكل تأكيد، فلتنتبه السلطة أين تحرث وماذا تزرع ، وبماذا وفي أي ظرف".

وكتب المحلل السياسي الجزائري مالك بلقاسم على فيسبوك: "من هو هذا القاضي الذي استباح أمراً حرمه الله على نفسه (الظلم). لا يوجد مسؤول في الدولة الجزائرية لم يخطىء بدءاً من رئيس الجمهورية إلى أبسط رئيس بلدية نتغاضى عنهم لأنهم رتب ومقامات وتنهال على شاب كعامر إذا ما أخطأ لأنه ضعيف فقير لا حول له ولا قوة، عامر بريء".

ودعت الإعلامية منار منصري إلى التظاهر السلمي، قائلة: "الخطوة الحكيمة التي تساند عامر قراش وكل شباب ورقلة المهمشين هي الخروج يوم الجمعة في مسيرات الحراك السلمية".

 

 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard