مع تجدد زيادة حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، يشتبه المسؤولون الصوماليون في أن طفرةً أكثر عدوى من الفيروس التاجي تنتشر في البلاد، معوّلين على نتائج الاختبارات للتحقق من ذلك.
خلال الأيام الماضية، لوحظت زيادة الإصابات والوفيات لدرجة أنهكت أحد أكثر النظم الصحية هشاشة في العالم. وهو ما ترافق مع تشديد وزيرة الصحة الصومالية، فوزية أبيكر نور، على أهمية الوقاية من الإصابة وإتباع الإرشادات الرسمية المعلنة والتدابير الاحترازية.
طفرة جديدة؟
وفي تصريح لوكالة أسوشيتد برس نُشر اليوم، قال صادق عدن حسين، نائب مدير مستشفى مارتيني (Martini Hospital)، إن 50 شخصاً توفّواخلال الأسبوعين الماضيين تقريباً مقابل شفاء 60 مريضاً بكوفيد-19 أدخلوا مركز عزل كوفيد الوحيد في العاصمة مقديشو، خلال نفس الفترة.
وأضاف: "نعتقد أن هذه الموجة الثانية مدفوعة بطفرة جديدة للفيروس. في وقت سابق، عندما نُقل 100 مشتبه بإصابته بكوفيد إلى الحجر الصحي، لم يكن أكثر من 30 منهم إيجابيين. لكن الآن جميعهم تقريباً مصابون".
خلال الأسبوعين الماضيين توفي 50 شخصاً ممن أدخلوا مركز عزل كوفيد-19 في مقديشو مقابل شفاء 60 آخرين. مسؤولو الصحة في الصومال يشتبهون في أن طفرة جديدة من الفيروس وراء ذلك
خلال الشهر الجاري فقط، قفزت إصابات كورونا في الصومال من 4784 إلى 6549، وفق الأرقام الرسمية.
أجرى المسؤولون اختبارات لمعرفة إذا كانت الإصابات الجديدة مدفوعة بإحدى الطفرات الحديثة المكتشفة للفيروس التاجي أو حتى طفرة جديدة تماماً، غير أن نتائج الاختبارات متوقع ظهورها الشهر المقبل، بحسب حسين.
المثير للقلق أن الصومال، وهي واحدة من أفقر دول العالم، وقد دمرّت سنوات من الحرب الأهلية ومحاربة الإرهاب اقتصادها وأنظمتها الصحية، لم تحصل بعد على لقاح كوفيد-19 المتوقع أيضاً أن تبدأ جرعاته في الوصول الشهر المقبل.
وفقد الصوماليون عدداً من مشاهيرهم في غضون هذه الموجة الثانية من الوباء، وأبرزهم المطربة والملحنة فطومة علي نكروما التي امتدت رحلتها الفنية نحو 50 عاماً، والباحث الإسلامي الشهير الشيخ نور بارود جورهان.
قال حسين أيضاً إن واحدة من كبريات الشركات في مقديشو - لم يسمها - فقدت عشرات من موظفيها بسبب فيروس كورونا في الأيام القليلة الماضية، مدللاً بذلك على "مدى انتشار هذا النوع الجديد من الفيروس" الذي "لم نكن مستعدين له".
تضليل ذو "دوافع سياسية"
إلى ذلك، حذّر حسين من أن انتشار "المعلومات المضللة" على مواقع التواصل الاجتماعي حول ارتفاع عدد وفيات الوباء في الصومال "دفع بعض الناس إلى عدم الذهاب إلى المستشفى للحصول على الرعاية اللازمة"، مفضلين "الموت في منازلهم".
تشهد البلاد موجة ثانية أكثر تفشيّاً من كوفيد- 19. مع ذلك، يستمر - دون اكتراث للأرواح - التضليل ذو "الدوافع السياسية" حول الوباء بسبب الخلاف على قرار الحكومة تأجيل الانتخابات الوطنية
أحال المسؤول الطبي هذه الشائعات إلى "دوافع سياسية"، موضحاً أن هناك أزمة حالية في الصومال حول الانتخابات الوطنية عقب قرار تأجيلها تفادياً لانتشار كوفيد-19 بسبب الازدحام و"تجاهل التباعد الاجتماعي".
وبينما حظرت الحكومة التجمعات العامة على خلفية الجائحة، يزعم مرشحو الرئاسة المعارضين وغيرهم من منتقدي الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو أن القرار يهدف فإلى خنق فعالياتهم والتظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس.
وهناك تظاهرة مرتقبة في مقديشو ضد قرار تأجيل الانتخابات الجمعة. وكانت قوات الأمن قد أطلقت النار لتفريق تظاهرة في الأسبوع الماضي.
حصيلة الضحايا "أعلى بكثير"
الأكثر إثارة للقلق من الخلافات السياسية أن بعض العاملين في القطاع الصحي بالبلاد يعتقدون أن عدد الوفيات بسبب الوباء "أعلى بكثير" من الرقم الرسمي المبلغ عنه، 218 شخصاً، قائلين إن الكثير من المصابين يفضلون التوجه إلى المستشفيات الخاصة أملاً في رعاية أفضل.
في حين قال أحد العاملين الصحيين في مستشفى صنعاء (Sana Hospital)، يُدعى أحمد فرح علي: "مع ذلك، لا يتجشم الكثير من الناس عناء الذهاب إلى المستشفيات. نتيجة لذلك إما يموتون أو يتعافون ولا يعرف أحد عنهم".
والصومال، كما العديد من الدول الأفريقية، ليس لديه نظام رسمي لتتبع بيانات الوفيات، وحتى عدد المقابر في مقديشو غير معروف.
خلال الموجة السابقة من الوباء، تعامل الكثير من المواطنين في الصومال مع COVID-19 باستخفاف فيما طبّقت معظم دول العالم الإغلاق. مع عودة ظهور الحالات، يرتدي العديد من سكان مقديشو الآن أقنعة الوجه ولم يعودوا يتصافحون. وأعيد بث رسائل التحذير والتوعية بأهمية الوقاية عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين.
رغم الشعور المتزايد بجسامة الأزمة هذه المرة، ظلت المساجد والمدارس والأسواق نشطة كما كانت من قبل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ 3 ساعاتأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 9 ساعاتحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com