شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
منع التأشيرة عن مواطني 13 دولة...

منع التأشيرة عن مواطني 13 دولة... "عامل مشترك" يجمع الدول المشمولة بقرار الإمارات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 25 نوفمبر 202006:49 م

في سابقة جديدة في الشرق الأوسط، قررت الإمارات منع مواطني 13 دولة ذات أغلبية مسلمة وعربية من الحصول على تأشيرة، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة من أبو ظبي لتضييق الخناق على خصومها في المنطقة.

وأفادت وكالة "رويترز" أن الإمارات لم تعلن هذا القرار رسمياً لكنها أبلغت الشركات المعنية، وقد دخل بالفعل حيّز التنفيذ منذ ما يقرب الأسبوع، دون أن تذكر أي أسباب.

رجّحت مصادر مختلفة أن يكون سبب هذا القرار "أمنياً"، بعدما قررت الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن بالنظر إلى الدول المشمولة في القرار أشار متابعون إلى أن له أبعاد سياسية كذلك.

الدول الممنوعة

أفادت "رويترز" أن الإمارات توقفت عن إصدار تأشيرات جديدة لمواطني 13 دولة ذات أغلبية مسلمة وعربية، وهي إيران وسوريا والصومال وتركيا وباكستان ولبنان وأفغانستان والجزائر وتونس والعراق وكينيا واليمن وليبيا.

وكشفت وثيقة - ذكرت "رويترز" أنها اطلعت عليها بعد إرسالها إلى عدة شركات - أن القرار دخل حيز التنفيذ، في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، مشيرة إلى أن طلبات الحصول على تأشيرات عمل وزيارة جديدة تم تعليقها للمواطنين الموجودين خارج الإمارات من 13 دولة حتى إشعار آخر.

ولم يتضح ما إذا كانت هناك استثناءات للحظر المفروض على الدول الـ13، كما لم يصدر تعليق رسمي من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية في دولة الإمارات.

وقال مصدر مطلع على الأمر لـ"رويترز" إن الإمارات أوقفت مؤقتاً إصدار تأشيرات جديدة للأفغان والباكستانيين ومواطني عدة دول أخرى بسبب مخاوف أمنية.

ولم يوضح المصدر ما هي هذه المخاوف، لكنه قال إن حظر التأشيرات من المتوقع أن يستمر لفترة قصيرة.

عامل مشترك بين الدول

من الواضح أن القرار صدر بحق مواطني مجموعة من الدول التي تشترك في عامل واحد وهو أن حكوماتها تشهد خلافات حادة مع أبو ظبي مثل تركيا وإيران.

وفي تونس ولبنان والعراق وليبيا واليمن، تشارك أحزاب موالية لتركيا أو إيران في الحكم، منها "حركة النهضة" و"حزب الله"، أما الصومال فتستضيف قاعدة عسكرية تركية وقد امتنعت عدة مرات عن التصويت في الجامعة العربية على قرارات مناهضة لأنقرة.

كشفت وثيقة - ذكرت "رويترز" أنها اطلعت عليها بعد إرسالها إلى عدة شركات - أن القرار دخل حيز التنفيذ، في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، مشيرة إلى أن طلبات الحصول على تأشيرات عمل وزيارة تم تعليقها للمواطنين الموجودين خارج الإمارات من 13 دولة حتى إشعار آخر

وكان من اللافت أن القرار تضمن الجزائر التي التزمت الحياد في الأزمة الليبية، وامتنعت عن إدانة التدخل التركي، كما افتتحت الإمارات مؤخراً قنصلية في الصحراء الغربية في خطوة اعتبرها محللون دعماً للمغرب ضد الجزائر.

وبخصوص باكستان، قالت وزارة الخارجية في إسلام آباد إن الإمارات أوقفت إصدار التأشيرات الجديدة لمواطنيها ومواطني بعض الدول الأخرى، مشيرة إلى أنها تسعى للحصول على معلومات من الإمارات حول سبب التعليق لكنها تعتقد أنه مرتبط بـ "وباء فيروس كورونا".

وقالت الوزارة الباكستانية إن حاملي تأشيرات سارية المفعول لم يتأثروا بالقيود الجديدة ويمكنهم دخول الإمارات.

وكان تقرير صحافي أشار إلى أن العلاقات بين باكستان والإمارات في حالة تدهور في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن انتقد رئيس الوزراء عمران خان التطبيع مع إسرائيل.

وتجلى ذلك في اعتقال ناشطين باكستانيين مؤيدين لفلسطين في الإمارات، واعتقال مواطنين باكستانيين آخرين بسبب "جرائم بسيطة"، ما رفع عدد المعتقلين إلى خمسة آلاف باكستاني في سجن السويحان في أبو ظبي وحدها.

ويُرجّح التقرير أن تفرض الإمارات قواعد أكثر صرامة على المواطنين الباكستانيين الذين يرغبون في السفر إلى الإمارات للعمل، أو حتى لتجديد تصاريح الإقامة.

ردود فعل

علق عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار الإمارات.

غردت اللبنانية ميلاني كريمونا: "هذا أمر مقلق حقاً ومقلق للغاية ويفطر القلب. الأشخاص الخطأ يُعاقبون. كانت دبي من المدن النادرة التي استقبلت العمالة اللبنانية".

من جانبه، غرد المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي عبد الخالق عبد الله: "في زمن كورونا جميع الدول لديها قوائم خضراء وصفراء وحمراء وقد يكون الدافع أمني أو أسباب أخرى".

ورد عبد الله على تغريدة للمذيعة في "قناة الجزيرة" غادة عويس ذكرت فيها "أسباب أخرى مثل التطبيع مع إسرائيل"، قائلاً: "أسباب أخرى مثل تجنب غادة عويس وأتباعها من المغضوب عليهم ومن الضالين عن الصراط المستقيم".

من جانبه، كتب الأكاديمي والباحث التركي على باكير في تغريدة على تويتر: "ربما يؤدي نشر الإسلاموفوبيا في الغرب أو التدخل في هذه الدول إلى شعورهم بعدم الأمان".

وقالت الباحثة الأمريكية من أصول إيرانية هولي داغريس في تغريدة على تويتر: "خلال سنوات ترامب، بدأت الإمارات، وهي مركز للاستثمار الإيراني، في رفض الطلبات الإيرانية لتأشيرات العمل والإقامة. في السنوات القليلة الماضية وحدها، غادر حوالي 50 ألف مقيم إيراني الإمارات".

الإسرائيليون من دون تأشيرة

في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت وزارة الخارجية أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على خطة تسمح للإسرائيليين بالسفر إلى أبو ظبي في غضون أيام، حتى قبل أن تدخل اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة حيز التنفيذ.

 "خلال سنوات ترامب، بدأت الإمارات، وهي مركز للاستثمار الإيراني، في رفض الطلبات الإيرانية لتأشيرات العمل والإقامة"... 13 دولة ذات أغلبية مسلمة وعربية مشمولة بقرار الإمارات وقف منح التأشيرات لمواطنيها حسب "رويترز"، فما الذي يجمع هذه الدول؟  

ووقع البلدان اللذان أقاما علاقات دبلوماسية رسمية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، على اتفاقية الإعفاء من التأشيرة. ومع ذلك، لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد 30 يوماً من اكتمال بعض الإجراءات الرسمية.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها طلبت من أبو ظبي حلاً مؤقتاً للسفر من دون تأشيرة، وذلك دون أي تفسير لأسباب هذا التعجل اللافت.

واتفقا على منح شركات الطيران الإسرائيلية تصاريح لدخول الإمارات لجميع الركاب الإسرائيليين في رحلاتهم عبر تسجيل إلكتروني فحسب.

وقالت شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية "العال" إنها ستنظم 14 رحلة أسبوعية إلى دبي اعتباراً من 13 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

يُذكر، بموازاة ذلك، أنه خلال زيارة قام بها وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، وقعت إسرائيل والبحرين اللتان قامت مؤخراً بتطبيع العلاقات بوساطة أمريكية اتفاقية تسمح للمواطنين من البلدين بالتقدم عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image