شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري... شقيقة السعودي عبد الرحمن السدحان تُبشر بقرب الإفراج عنه

بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري... شقيقة السعودي عبد الرحمن السدحان تُبشر بقرب الإفراج عنه

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 23 فبراير 202112:42 م

أعلنت أريج السدحان، شقيقة المُعتقل السعودي عبدالرحمن السدحان، أن السلطات السعودية تنوي الإفراج عن شقيقها قريباً. 

وكتبت أريج في تغريدة، مساء 22 شباط/فبراير، أن هُناك "بشارة خير". وتابعت: "أخوي عبدالرحمن اتصل على أهلي بالرياض أخيراً، ثاني اتصال من قرابة 3 سنين اختفاء. تم إخباره من السلطات بأنه سيفرج عنه قريب ولا توجد عليه تُهم. أخيراً بعد 3 سنوات من العذاب، نحن في أشد الشوق نشوفه. لن أتوقف حتى أطمئن عليه بعيني ونراه معنا قريباً يا رب". 

عبدالرحمن السدحان هو موظف في الهلال الأحمر السعودي، تقول شقيقته إنه اختطف من مقرّ عمله على أيدي شرطة سرّية يوم 12 آذار/مارس 2018، ضمن موجة من الاعتقالات استهدفت الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً على تويتر، مُشيرةً إلى أن خلال تلك الفترة، اختفى الكثير من النشطاء على مواقع التواصل من على الساحات. 

عدا المُكالمة الأخيرة التي أعلنت أريج عنها، لم تتلقَّ العائلة أي اتصال من عبدالرحمن سوى في 12 شباط/فبراير 2020، بعد عامين من احتجازه. كان برفقة أحد حُرّاس الأمن، واستمرت المكالمة نحو دقيقة. أخبرهم خلالها أنه محتجز في سجن الحائر. لم تؤكد السلطات مكانه ولم تسمح لأسرته بزيارته، ولم يُسمح له بمقابلة محامٍ، ولم توجه إليه اتهامات محددة.

وتُرجع أريج سبب اعتقاله إلى تغريدات كُتبت في حساب له باسم مستعار، كان من الحسابات التي استُهدفت من قبل متجسسين سعوديين عملوا  في موقع تويتر، إذ قالت لوكالة "بلومبيرغ" إن شقيقها كان "ناشطاً يُعلق على الأحداث في إطار قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في السعودية من خلال حساب مجهول على تويتر كان يتابعه الآلاف"، وهو ما أدّى إلى استهدافه.

وأشارت إلى أن شخصاً مطلعاً على تحقيق أمريكي حول تسريب بيانات نشطاء على منصة تويتر، أخبرها بأن عبد الرحمن كان من الذين تم اختراق حساباتهم من قبل عُملاء السعودية. 

وبحسب مركز الخليج لحقوق الإنسان، "تؤكد مصادر موثوق بها، ومنها أسر المعتقلين الآخرين، أنه جرى تعذيب عبدالرحمن في السجن حيث تكررت هذه التقارير عدة مرات منذ اعتقاله".

"لم يعتدِ ولم يظلم أحداً يوماً. حتماً لا يستحق ظلماً كهذا في حقه وحق أهله"... عبدالرحمن السدحان أُخفي قسراً منذ نحو ثلاث سنوات من دون تُهم

وتأتي نيّة الإفراج عنه بعد نحو أسبوعين من الإفراج عن لجين الهذلول، التي اعتُقلت في أيار/مايو 2018 لمُطالبتها بحقوق المرأة السعودية كقيادة السيارة. وفي نفس يوم الإفراج عن الهذلول، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقرار، مستهلاً تصريحاته في البنتاغون بالقول إن إطلاق سراح لجين هو "الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله".

تقول أريج إنها كثيراً ما تتلقى تهديدات لمُطالبتها بالإفراج عن شقيقها، وتسليطها الضوء على ما يُمارسه النظام السعودي في حقّ مُعتقلي الرأي، إذ صرّحت: "هذه التهديدات تستمر في كل مرة أكتب فيها تغريدة عن الاختفاء القسري والتعذيب اللذين يحدثان في السجون السعودية، ومن ضحاياهما أخي عبدالرحمن السدحان".

وكثيراً ما تساءلت خلال فترة الاعتقال المستمرة حتى اللحظة: "#أين_عبدالرحمن_السدحان؟".

أسرة عبد الرحمن مُنعَت من زيارته وتلقت منه مكالمتين فقط في ثلاث سنوات. أولاهما بعد عامين من الإخفاء القسري

"سأحكي"

أريج ظنّت أن الصمت قد يُسرّع من ظهور شقيقها أو الإفراج عنه. تماماً كما ظنّ وليد الهذلول شقيق لجين الذي كتب في مقاله الأول حول اعتقال شقيقته وتعذيبها: "فضّلنا عدم الظهور إعلامياً حين اعتُقلت لجين لاعتقادنا أن الصمت قد يحل المُشكلة، لكن الصمت زاد الأمر سوءاً في الحقيقة".

في 16 نيسان/أبريل 2019، قررت أريج الحديث عن إخفاء شقيقها قسراً للمرة الأولى، في سلسلة تغريدات، جذبت الحقوقيين محلياً، وعربياً، وعالمياً. بدأتها بالتغريدة الآتية: "للأسف سنة من الصمت لم تحل شيئاً بل زادت الوضع سوءاً، لذلك سأحكي اضطراراً حيث الصمت أصبح أكثر خطراً من الكلام في بيئة يُحرّم فيها الكلام. سأحكي عن قضية أخي عبدالرحمن السدحان ضحية الإخفاء القسري وسأذكر بعض التفاصيل المؤلمة لما حصل في سلسلة من التغريدات تحت وسام #سأحكي". 

قالت إنه مُختفٍ منذ أكثر من سنة، ولم تستطع العائلة التواصل معه أو معرفة أخباره. وأضافت: "في اليوم التالي اقتحمت مجموعة من الرجال بلباس الشرطة المنزل واستغرقت وقتاً في التفتيش وأخذت جهاز الحاسوب الآلي وبعض الأغراض الشخصية". 

ومما قالته أيضاً إن بعد نحو ثلاثة أشهر، حصلت العائلة على تأكيد من "موظف أنه معتقل لديهم وأنه قيد التحقيق"، مضيفةً: "رفض مشاركة أي معلومات أخرى كمكان الاعتقال أو سبب الاعتقال كما رفض أي مجال للتواصل معه أو تعيين محامٍ". 

وتابعت في سلسلة تغريداتها: "ثم في تشرين الأول/أكتوبر وصلنا من شاهد عيان أنه رأى أخي في سجن ذهبان وأنه تعرض لتعذيب شديد مما زادنا قلقاً وخوفاً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image