تسلّمت السلطات الصحية في قطاع غزة المحاصر، اليوم، 20 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك في" المضاد لفيروس كورونا المستجد، عبر منفذ رفح البري الذي يربط بين القطاع وشبه جزيرة سيناء المصرية. هذه الدفعة الثانية من اللقاح ضد الفيروس تصل القطاع، بعد 1000 جرعة تسلمتها غزة من السلطة الفلسطينية، مرت عبر الأراضي المحتلة بموافقة إسرائيلية.
الجرعات الجديدة وصلت من الإمارات إلى مصر ومنها إلى القطاع، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن شحنة اللقاحات الأولى كانت هدية من روسيا إلى قطاع غزة عن طريق السلطة الفلسطينية في رام الله، بينما تأتي الجرعات الجديدة (20 ألفاً) هدية من الإمارات يرعاها محمد دحلان، القيادي السابق بحركة فتح والذي استقر في الإمارات بعد وقوع الخلافات بين جناحه في الحركة "الديموقراطي الإصلاحي" وجناح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
تيار دحلان عازم على الفوز حتى بعد فشل الضغوط العربية من أجل المصالحة.
نجدة الانتخابات
تأتي هدية دحلان والإمارات في الوقت الذي تجرى فيه الاستعدادات لانتخابات تشريعية جديدة، هي الأولى التي تشهدها أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية منذ خمسة عشر عاماً. كما أنها تأتي بعد أسابيع قليلة من تقارير إعلامية تفيد بضغوط تمارسها مصر والإمارات والأردن لفرض المصالحة بين عباس ودحلان وتياريهما، إلا أن تلك المحاولات وصلت – بحسب قناة "الجزيرة" القطرية القريبة من حركة حماس- إلى طريق مسدود.
تقرير "الجزيرة" المنشور قبل أيام قليلة أعلن "فشل المصالحة" بين دحلان وعباس، ونقل عن قيادات في التيار الإصلاحي الذي يقوده دحلان، أن الأخير لا يعلق آمالاً كبيرة على مسألة المصالحة، ويعدّ لخوض الانتخابات التشريعية بقائمة مستقلة، على أن تدار حملته الانتخابية من قطاع غزة الذي تنفرد حركة حماس بحكمه منذ عام 2006.
دحلان يقدم اللقاح وعباس يعد بالحرية... الصراع على الأصوات ينقذ الفسلطينيين.
في 14 شباط/ فبراير الجاري، عاد عبد الحكيم عوض، عضو تيار الإصلاح القريب من دحلان، إلى قطاع غزة، بالتزامن مع بدء وصول وفود الفصائل الفلسطينية التي شاركت في حوار القاهرة الذي انعقد في 8 شباط/ فبراير. وعوض هو صاحب الخبرة في ملف إدارة الانتخابات في تيار دحلان. وهي زيارة عبدالحكيم الأولى إلى غزة منذ غادرها مضطراً عام 2007 عقب وقوع الانقسام.
وصرح عماد محسن المتحدث باسم تيار دحلان لـ"الجزيرة" بأن موقف تيار دحلان المبدئي هو خوض الانتخابات على قائمة فتح بالتنسيق مع رئيس السلطة الفسلطينية محمود عباس، إلا أن التيار عازم على خوض الانتخابات على قائمته المستقلة لدى رفض عباس المصالحة. وأضاف: "لا أحد يمكنه إقصاء التيار وحرمانه من خوض المسار الديمقراطي، وليس فقط الاستحقاق التشريعي، وأيضاً الانتخابات الرئاسية، وبالصيغة التي يراها ملائمة لمتطلبات الحالة الراهنة".
اللقاح أم الحرية مقابل الأصوات؟
وبحسب "هآرتس" فقد تعهد دحلان – القريب من رجل الإمارات القوي محمد بن زايد- استمرار مد قطاع غزة باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحاته حول اللقاح لم يرد فيها ذكر السلطة الفلسطينية ولا حركة حماس.
على الجانب الآخر، وتمهيداً للانتخابات التشريعية، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قراراً بوقف الملاحقة الأمنية لمن يعبرون عن رأيهم وانتماءاتهم السياسية. بالإضافة إلى الإفراج الفوري عمن اعتقل على خلفية اتهامات تتصل بالتعبير عن الرأي أو إعلان الموقف السياسي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين