شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تسريبات إعلامية ونفي رسمي... هل تحصل سوريا على لقاح

تسريبات إعلامية ونفي رسمي... هل تحصل سوريا على لقاح "كوفيد" من إسرائيل؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 21 فبراير 202101:52 م

 كشفت صحيفة ها-آرتس الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة في صفقة تبادل الأسرى بين سوريا ودولة الاحتلال، التي تسربت تفاصيلها خلال الأسبوع الماضي. وزعم تقرير جديد للصحيفة نشر في 20 شباط/ فبراير، أن الحكومة السورية اشترطت قيام إسرائيل بشراء كمية من اللقاح الروسي Sputnik V، التي ستسلم مباشرة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، مقابل الإفراج عن فتاة إسرائيلية مسجونة لدى دمشق بتهمة التجسس.

وقال التقرير الصحافي إن إسرائيل وافقت بالفعل على شراء  "مئات الآلاف" من الجرعات للقاح مصنوع في روسيا، ومنحه إلى الحكومة السورية مقابل الإفراج عن مواطنتها. إلا أن الوكالة السورية الرسمية "سانا" نفت ما أعلنته الصحافة الإسرائيلية حول صفقة اللقاحات.

بدأت المزاعم، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، من خبر أعلنه الموقع الإسرائيلي "والا" مفاده أن هناك بنداً سرياً في صفقة تبادل الاسرى التي تمت بين الجانبين برعاية روسية، تضمَّن دفع تل أبيب 102 مليون دولار أميركي ثمناً لشحنة من لقاح "سبوتنيك في" الروسي، ترسل إلى دمشق لتطعيم سوريين. فيما ذكرت قناة «كان» العبرية أن الحكومة الإسرائيلية صادقت بالإجماع على "دفع ثمن إضافي" مقابل الإفراج عن الفتاة الإسرائيلية.

روسيا تقود قناة سرية للاتصال بين نظام الأسد وإسرائيل.

وقال مصدر سوري – لم يكشف عن هويته – لشبكة CNN الأمريكية أنه لا صحة لوجود ما يسمى بـ"البند السري" في صفقة تبادل الأسرى، وأن الحكومة السورية لم تطلب من إسرائيل أن تشتري لصالحها لقاح روسي. وأضاف المصدر في تصريحاته التي نقلتها الشبكة الإخبارية الأمريكية: "ترويج هذه المعلومات الملفقة حول وجود بند في عملية التبادل يتعلق بالحصول على لقاحات كورونا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدفه الإساءة إلى عملية تحرير الأسرى السوريين من سجون الاحتلال، والإساءة إلى سوريا وتشويه الجانب الوطني والإنساني للعملية".

واتهم المصدر السوري تل أبيب بالسعي إلى "تلميع صورة الاحتلال" و"منحه صفات إنسانية يفتقدها".

في الوقت الذي نفت فيه الحكومة الإسرائيلية على لسان رئيس وزرائها تسليم لقاحات إلى سوريا، وإن لم ينف منطوق تصريح نتنياهو وجود بنود غير معلنة. وأضفى التصريح مزيدًا من الغموض حول الصفقة المنعقدة بين الجانبين، والدور الروسي فيها. قال نتنياهو "أحضرنا الفتاة ولم يذهب لقاح واحد لهذا الشيء... ولن أصرح أو أفصح عن المزيد لأن هذا طلب روسي".

من الممانعة إلى المفاوضة

وبدأت محادثات بين حكومة الأسد وحكومة بنيامين نتنياهو، لتبادل ثلاثة من الأسرى السوريين لدى تل أبيب وهم محمد حسين وطارق العبيدان ونهال المقت، كما أعلنت أسماءهم الوكالة السورية الرسمية، مقابل إطلاق دمشق لسراح فتاة إسرائيلية عبرت خط ألفا الفاصل بين الجانبين. وذلك بوساطة روسية استدعت توجيه نتنياهو الشكر إلى فلاديمير بوتن على "رعايته للصفقة".

وتبنى النظام السوري طويلاً سياسة الرفض التام لأية محادثات مع الدولة التي لا تزال تحتل هضبة الجولان السورية منذ 1967. ورفض المحادثات المباشرة مع إسرائيل، ما جعل صفقات تبادل الأسرى بين الجانبين تتم طول الوقت عن طريق وسيط، منذ عملية المفاوضات الأولى التي تلت حرب 1948 وحتى اليوم.

"أحضرنا الفتاة ولم يذهب لقاح واحد لهذا الشيء... ولن أصرح أو أفصح عن المزيد لأن هذا طلب روسي". نتنياهو.

إلا أن رياح التغيير في المنطقة العربية التي تتسابق دولها على عقد اتفاقات تطبيع مع دولة الاحتلال، جعلت محللين يتكهنون أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مؤشر على قرب حدوث مباحثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، قد تقود قريباً إلى اتفاقية جديدة تنضم إلى سلسلة اتفاقيات أبراهام الموقعة بين إسرائيل من جانب، والإمارات والمغرب والبحرين والسودان من جانب آخر. ويدعم تلك التكهنات تصريحات حديثة نسبياً للرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تنازل فيها عميد الممانعة العربية عن لاءاته القاطعة، قائلًا إن "التطبيع مع إسرائيل ممكن ولكن بشرط"، وهذا الشرط هو استعادة هضبة الجولان، دون أي ذكر للأراضي العربية الأخرى الواقعة تحت الاحتلال. أو الرفض السوري طويل الأمد لوجود دولة إسرائيل على الاراضي الفلسطينية المحتلة. ونفى بشار وقتها وجود أية محادثات مع إسرائيل.

ضغوط عربية

وتتعرض سوريا منذ بدء سلسلة اتفاقيات أبراهام إلى ضغوط بعضها معلن للانضمام إلى ركب الدول المتصالحة مع دولة الاحتلال، وهو ما كشفت عنه صحيفة فورين بوليسي في تقرير لها بعنوان "الإمارات وإسرائيل أحدث الأصدقاء الأعزاء في الشرق الأوسط"، نشر في كانون الثاني/ يناير الماضي، أفادت فيه بسعي إماراتي حثيث لإقناع الأسد بتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل. ودعم تلك التكهنات أن النظام السوري لم يطلق تصريحاته المعهودة التي يهاجم فيها عادة أية خطوة تقارب بين الدول والأنظمة العربية وإسرائيل.

 بينما تداول مستخدمو الشبكات الاجتماعية فيديو لأحد قيادات حزب البعث، يدعو فيه إلى التصالح مع إسرائيل، وإن كان قد اشترط عودة الجولان وإعلان الدولة الفلسطينية قبل أن تمضي دمشق في التصالح مع تل أبيب.

إلا أن مسؤولًا سوريا سابقًا ومعارضاً حالياً هو بسام بربندي، قال لفورين بوليسي أن الفيديو المنتشر هو في الحقيقة قديم، واتهم النظام السوري بترويج الفيديو من جديد عبر جيوشه الإلكترونية، لإيصال رسالة حول استعداده للتفاوض مع عدوه الجنوبي.

ونشر كيان يدعى مركز دراسات الشرق الأوسط، يهتم اهتماماً خاصاً بالعلاقات الروسية العربية، ومقره تركيا، ورقة حول الدور الروسي في قيادة وتوجيه عملية التطبيع التي اعتبرها وشيكة بين النظام السوري وإسرائيل.

دبلوماسية اللقاح

المزاعم التي نشرتها الصحف الإسرائيلية حول "البند السري" في صفقة تبادل الأسرى، يأتي في ظل ما تواجهه سوريا وعدد من دول المنطقة، التي تعاني صعوبات اقتصادية، من عجز عن توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد لشعوبها.

حتى الآن تنتظر سوريا وصول لقاحات وُعِدت بها من خلال اتفاقية "كوفاكس"، التي ستوفر ما مجموعه مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد لصالح المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، بينما تلقى النظام نفسه 150 ألف جرعة من اللقاحات الصينية، على سبيل الهدية من حكومة الرئيس الصيني "شي بينج"، كما نشرت رصيف 22.

إلا أن عدد المواطنين في الداخل السوري يبلغ 17 ونصف مليون مواطن، يصل عدد المسنين بينهم إلى حوالي 4.8 مليون، بحسب توقعات إحصائية مبنية على التعداد العام لسنة 2012. وتضع منظمة الصحة العالمية المسنين ضمن الفئات الأولى باللقاح، جنباً إلى جنب مع أصحاب الأمراض المزمنة والاطقم الطبية. ما يؤشر إلى عجز لدى الدولة السورية في الوفاء باحتياجات الفئات الأكثر هشاشة إلى اللقاح.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image