شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
صفقة تبادل أسرى تثير التكهنات… هل بات التطبيع السوري الإسرائيلي وشيكاً؟

صفقة تبادل أسرى تثير التكهنات… هل بات التطبيع السوري الإسرائيلي وشيكاً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 17 فبراير 202106:48 م

أعلنت سوريا، في 17 شباط/ فبراير، عن عملية تبادل أسرى مع إسرائيل بوساطة روسية، تستهدف منها بالأساس تحرير مواطنين سوريين اثنين من أبناء الجولان السوري المحتل في سجون الاحتلال. لكن الإعلان الاستباقي للعملية سبب ريبةً وأثار تكهنات بقرب توقيع اتفاق تطبيعي بين النظام السوري وإسرائيل.

 

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن العملية تأتي "في إطار حرص الدولة السورية على تحرير مواطنيها من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي بكل السبل والأثمان الممكنة"، وأنها تجري حالياً. 

 

أما المعتقلين السوريين المستهدف إطلاق سراحهما فهما: نهال المقت وذياب قهموز على أن يتم تبادلهما بفتاة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية عبر منطقة القنيطرة بطريق الخطأ واعتقلها الأمن السوري.

 

وكانت محكمة الاحتلال قد أصدرت في حزيران/ يونيو عام 2020 حكماً بالسجن ثلاثة أعوام مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 1500 دولار أمريكي بحق نهال، ابنة واحدة من أشد العائلات السورية مقاومةً للاحتلال الإسرائيلي في بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل. أما "قهموز" فمعتقل لدى الاحتلال منذ عام 2016، وهو محكوم بالسجن 14 عاماً.

 

هل تنجح الصفقة؟

تأكيداً لما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، الجهة المعنية بأخبار الأسرى في السجون الإسرائيلية، بأن قهموز، الأسير السوري، رفض الإفراج عنه مقابل نقله إلى سوريا، مصراً على العودة إلى مسقط رأسه، قرية الغجر في الجولان المحتل.

 

وفي التفاصيل أشار نادي الأسير إلى أن إدارة سجن النقب الصحراوي استدعت الأسير قهموز، صباح الأربعاء 17 شباط/ فبراير، لإبلاغه بقرار الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل تجري بين سوريا والاحتلال بوساطة روسية، مؤكداً أنه رفض نقله إلى سوريا مشترطاً العودة إلى قريته قبل العودة إلى سجنه.

 بوساطة روسية… سوريا تعلن قرب مبادلة فتاة إسرائيلية بأسيرين من الجولان المحتل. وباحث:"القصة أكبر بكثير"

وليس واضحاً إن كانت الصفقة تعقدت أو ستتم باستثناء ما يتعلق بـ"قهموز"، غير أن موقع "هيئة البث الإسرائيلي" (مكان) قال إن مستشار شؤون الأمن القومي مئير بن شابات، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يارون بلوم، توجها إلى موسكو لمناقشة الإفراج عن المواطنة الإسرائيلية المشار إليها في خبر سانا.

 

ونقل الموقع الإسرائيلى عن المبعوث الروسي الخاص لسوريا، ألكسندر ليفيرنتييف، أنه صرّح لصحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن اتصالات تجري بين موسكو وتل أبيب ضمن مساعٍ للتوصل إلى تفاهمات حول وقف الهجمات الإسرائيلية على أهداف سورية.

 

مبادلة سورية أم روسية؟

بدوره، أشار مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبد الرحمن، إلى أن الفتاة الإسرائيلية التي دخلت الأراضي السورية "قد تكون من عرب 48 ودخلت بطريقة غير نظامية أو لأسباب شخصية"، موضحاً أن العملية ربما تكون "غطاء لنقل رفات الجنود الإسرائيليين والعميل كوهين الذين قتلوا قبل عشرات السنين ودفنوا في مخيم اليرموك".

 

وبيّن عبد الرحمن أن القوات الروسية في بلاده تقوم بـ"عملية البحث عن رفات الإسرائيليين منذ 15 يوماً بعلم مخابرات النظام" السوري، على أن يتم التسليم بأي لحظة.

 

وسخر الناشط الحقوقي من أن النظام السوري "يضحك على أنصاره وجمهوره بتحرير أسرى وإظهار دور بطولي له"، قائلاً إن "نهال المقت في حقيقة الأمر في منزلها لأن الحكم الإسرائيلي ضدها [صدر] مع وقف التنفيذ".

 

في تقرير منفصل، رجح المرصد أن يكون استمرار أعمال "نبش مقبرة مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق" من قبل روسيا بحثاً عن العميل الإسرائيلي إيلي كوهين الذي قتل في ستينات القرن الماضي".

 

وبينما قال المرصد إنه علم أن القوات الروسية توصلت بالفعل إلى رفات الجندي الإسرائيلي الذي كانت تبحث عنه، أكد أن عمليات نبش القبور وإجراء تحليل DNA عليها "أشعل استياءً شعبياً في المنطقة".

 

ونثير الجهود الروسية الحثيثة للعثور على رفات الإسرائيليين التساؤل عن حقيقة الصفقة المزعومة، وعما إذا كانت في حقيقة الأمر مبادلة مع الجانب السوري أم مبادلة مع الجانب الروسي نفسه لا وسيطاً عن سوريا.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها روسيا لإعادة رفات لإسرائيل. عام 2019، سهّلت موسكو إعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل الذي فقد خلال معركة السلطان يعقوب عام 1982 في سهل البقاع اللبناني. في المقابل، أفرج عن أربعة أسرى سوريين وعرب بينهم عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال صدقي المقت.

 "لا تشمل إعادة الجولان المحتل"... توقعات بقرب إعلان صفقة تطبيع بين النظام السوري وإسرائيل، وباحث يكشف تفاصيلها ودور روسيا فيها

حتى قبل ذلك بسنوات، تحديداً عام 2016، أُعلن عن تسليم روسيا لإسرائيل دبابة كانت قد غنمتها سوريا من الجيش الإسرائيلي في معركة السلطان يعقوب بعدما سلمتها دمشق إلى موسكو بحجة دراسة ميّزاتها التقنيّة وطريقة عملها.

 

تطبيع في الطريق؟

وكان للباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي تفسير أكثر عمقاً لأنباء صفقة تبادل الأسرى المعلنة حيث رأى أن "القصة أكبر بكثير" ليست إلا مقدمة لاتفاق بين سوريا وإسرائيل على التطبيع الكامل للعلاقات بوساطة روسية تقوم فيه دمشق بـ"بادرة حسن نية" بنقل رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تل أبيب.

 

في سلسلة تغريدات عبر حسابه في تويتر الذي يتابعه نحو 205 ألف شخص، كتب النعامي: "التطورات التي تجري على صعيد العلاقة بين نظام الأسد والصهاينة درامتيكية لدرجة أن نتنياهو ألزم وزراءه بالتعهد  بالحفاظ على سرية المداولات التي  جرت أمس (الثلاثاء) حول الموضوع"، مبرزاً أن الإعلام الإسرائيلي كثف مواده التي تشيد بدور روسيا في دفع النظام السوري إلى التطبيع منذ ذاك الحين.

 

وأوضح أن "الصفقة التي يعرضها الروس والصهاينة على الأسد: اعتراف دولي وأمريكي بحكمه، والتخلي عن قانون قيصر، ورفع الفيتو عن مشاريع إعادة إعمار سوريا، مقابل التوقيع على اتفاق ‘عدم حرب‘ (أي تطبيع)، ونزع الشرعية عن وجود إيران وحزب الله (في سوريا)، وتصفية مصادر التهديد التي تتربص إسرائيل داخل سوريا".

 

ونبه النعامي إلى أن الصفقة المزعومة "لا تشمل إعادة الجولان المحتل".

 

أما في ما يخص استفادة روسيا المحتملة من اتفاق كهذا، فقال النعامي: "بوتين يستفيد إستراتيجياً من  دفع نظام الأسد للتوقيع على اتفاق ‘عدم حرب‘ مع إسرائيل، حيث أن ذلك سيقلص من مخاطر التوتر بين موسكو وواشنطن في عهد (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وسيحظى بقبول أنصار إسرائيل في الكونغرس، ما قد يساعد على عدم فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على موسكو".

 

مع ذلك، أشار الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى تعقيد موقف نظام الأسد الذي "يلتزم الصمت" لقوعه بين طرفي كماشة: ارتباطه بإيران وحزب الله اللذان "يؤمنان له السيطرة على الأرض سيما في ظل تفكك جيشه"، والروس الذين "يؤمنون له الغطاء الجوي".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image