شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"يحاول الرجلان استخدام بعضهما البعض"... ماذا عن لقاء نتنياهو والسيسي في مصر؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 5 فبراير 202108:30 م

في الثالث من شباط/ فبراير الحالي، كشف تقرير نشره الباحث الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد في موقع "آكسيوس" الأمريكي عن رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارة القاهرة، مشيراً في المقابل إلى ما طرحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كشرط لإتمام الزيارة.

وذكر الكاتب الإسرائيلي نقلاً عن مصادر خاصة أن الشرط المصري هو أن يقوم نتنياهو بالإدلاء بتصريحات إيجابية بشأن القضية الفلسطينية، مثل إعادة الالتزام بحل الدولتين.

وفق رافيد، بقيت الزيارة المحتملة قيد المناقشة لعدة أشهر، بالتزامن مع قيام بعض الدول العربية بالتوقيع على اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وبدء عملية الانتقال السياسي في الولايات المتحدة.

تم تأجيل الزيارة، وعندما استؤنفت المحادثات مرة أخرى للقيام بها، تقدم المصريون بطلب عبارة عن "لفتة حسن نية" من نتنياهو بشأن القضية الفلسطينية. 

وقالت المصادر الإسرائيلية إن المصريين أثاروا على وجه التحديد فكرة أن يدلي نتنياهو ببيان يؤكد التزامه بحل الدولتين، لكن الأخير تحفظ على هذا الاقتراح خلال حملة انتخابية حاول فيها تعبئة قاعدته اليمينية.

باتت الزيارة معلقة الآن، لكن المصادر الإسرائيلية تقول إن الجهود تُبذل للتوصل إلى حل وسط.

وتمت إثارة القضية مرة أخرى عندما زار رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل القدس، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو.

وفي تعليق مقتضب، نفت مصادر مقربة من نتنياهو علمها بأي شرط مصرية للزيارة، كما أن يكون الأمر قد أثير خلال لقاء كامل مع رئيس الوزراء.

بعد الكشف عن محادثات بدأت منذ أشهر تحضيراً لزيارة نتنياهو إلى مصر، تجدد النقاش حول الشرط المصري لإتمام الزيارة وهو الحصول على تصريح إسرائيلي إيجابي بشأن القضية الفلسطينية، كالالتزام بحل الدولتين... فما آخر المستجدات بشأن الزيارة والرد الإسرائيلي؟ 

يُذكر أن آخر زيارة رسمية لنتنياهو إلى مصر كانت قبل عقد من الزمن، عندما كان الرئيس الراحل حسني مبارك لا يزال في السلطة، وكانت الزيارة إلى شرم الشيخ، وليس إلى القاهرة.

وقالت تقارير إسرائيلية إن نتنياهو زار مصر سراً عدة مرات، آخرها كان منذ حوالي شهر، لكن لم تعلن القاهرة وتل أبيب رسمياً عن أي لقاء بين الجانبين سوى مرة واحدة في نيويورك، حيث كان الرئيس المصري يشارك في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة.

لماذا تشترط مصر؟

يشعر المسؤولون المصريون بالقلق من أنهم يسيرون نحو مرحلة صعبة من العلاقات مع إدارة الرئيس جو بايدن، لذلك يريدون إعادة تنشيط دورهم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لإرسال إشارة إيجابية إلى البيت الأبيض وزيادة علاقتهم كشريك لبايدن في عملية السلام.

تغير موقف المصريين من زيارة نتنياهو بعد الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، إذ يزعم الكاتب أن القيادة المصرية لا تهتم كثيراً بالقضية الفلسطينية لكنهم يعلمون أن نتنياهو يبحث عن صورة مع السيسي لحملته الانتخابية، ويسوقها كإنجاز دبلوماسي مع مصر.

في رأي الصحافي الإسرائيلي، فإن الطلب هو إعادة التأكيد على الدور المصري كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يساعد القاهرة في بناء أجندة إيجابية مع الإدارة الجديدة، وهذه الجهود جارية بالفعل.

من جانبه، غرّد الصحافي هارون ماجد أن نتنياهو كان قد قام بخطوة رمزية مماثلة تحمل تنازلاً للفلسطينيين في 2009 حينما زار مصر.

وقالت الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في تغريدة لها عن تقرير رافيد: "يحاول الرجلان استخدام بعضهما البعض لتحقيق مكاسب سياسية، بينما يتظاهران بالاهتمام بالسلام".

وكتب الباحث في شؤون الجماعات المسلحة كايل أورتن في تغريدة: "حددت مصر سعر انضمامها إلى حملة نتنياهو لإعادة انتخابه، على بيبي أن يصدر أصواتاً إيجابية حول حل الدولتين، في الغالب ‘لإرسال إشارة إيجابية إلى البيت الأبيض وزيادة أهمية السيسي باعتباره شريك بايدن".

تأجيل زيارة الإمارات

بموازاة ذلك، تأجلت زيارة نتنياهو للإمارات للمرة الثالثة، في وقت حساس للغاية، إذ قامت إدارة بايدن بتجميد صفقة بيع مقاتلات "أف 35" إلى أبو ظبي، والتي كانت ضمن المزايا التي حصلت عليها الدولة الخليجية من الرئيس السابق دونالد ترامب للتطبيع مع تل أبيب.

كان التأجيل الأول بناء على طلب الإمارات، إذ أراد نتنياهو القيام بهذه الزيارة في الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والذي كانت يصادف العيد الوطني لأبو ظبي.

ثم كان يأمل في الذهاب في وقت لاحق من ذلك الشهر، أو في أوائل كانون الثاني/ يناير، لكن بعدها تم حل الكنيست في 23 كانون الأول/ ديسمبر، أما التأجيل الثالث يقال إنه نتيجة القيود التي تم فرضها بسبب فيروس كورونا.

"يحاول الرجلان استخدام بعضهما البعض لتحقيق مكاسب سياسية، بينما يتظاهران بالاهتمام بالسلام"... زيارة نتنياهو إلى القاهرة والمحادثات بشأنها لا تزال معلقة، في وقت يعيد الطرفان حسابات الربح منها، أما زيارته للإمارات فتأجلت مرة ثالثة

بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية، فإن نتنياهو يمكنه الالتفاف على قيود فيروس كورونا إذا كان يعتقد حقاً أن الزيارة مهمة. وهو لا يحتاج حتى إلى مخالفة القواعد باستقلال طائرته الرسمية، يمكنه استعارة طائرة خاصة من أحد مؤيديه الأثرياء، كما فعل في الماضي، وسيكون من القانوني تماماً بالنسبة له السفر للخارج والعودة.

وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتبة لاهاف هاركوف، إن السبب غير المعلن هو أن نتنياهو يشعر أنه بحاجة لأن يكون قدوة في اتباع القواعد في ظل ارتفاع معدل الإصابات بكورونا.

وعليه، هذا ليس الوقت المناسب ليراه الناخبين وهو ينتهك القواعد التي يتبعها الجمهور، والتي قيل لهم إنه من ضروري متابعتها لإنقاذ الأرواح.

خلال الأسبوع الماضي، حصل توتر خفيف بين إسرائيل والإمارات، بعدما ألقت المسؤولة في وزارة الصحة الاسرائيلية شارون إلروي برايس باللوم في ارتفاع مستوى الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة على الإسرائيليين الذين زاروا دبي.

وقالت: "في أسبوعين من السلام مع الإمارات، مات عدد من الإسرائيليين أكثر من 70 عاماً من الحرب معها"، ما أثار غضب السلطات في أبو ظبي.

اعتذر مكتب نتنياهو بعد فترة وجيزة، موضحاً أن برايس كانت تلوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، وليس الإمارات، بينما تداولت تقارير إسرائيلية بأن المسؤولين ترددوا في وضع الإمارات على قائمة "الدول الحمراء" التي لا يمكن للإسرائيليين زيارتها، لأسباب دبلوماسية.

وقال مصدر مطلع في أبو ظبي إن السبب المعلن لتأجيل رحلة نتنياهو مفهوم ومقبول، لا سيما وأن معظم دول الخليج تفكر في الإغلاق قريباً. وذكر المصدر أن التأجيل لم يترك خيبة أمل لدى المسؤولين الإماراتيين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image