شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
طبيبة إسرائيلية تثير انزعاج أبو ظبي... وشكاوى من مساهمة الإمارات في نشر الوباء

طبيبة إسرائيلية تثير انزعاج أبو ظبي... وشكاوى من مساهمة الإمارات في نشر الوباء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 29 يناير 202107:07 م

لأول مرة دولة عربية وهي الإمارات، تتسبب في وفاة وإصابة مئات الإسرائيليين بفيروس كورونا، ثم تعتذر تل أبيب لها، بعدما كانت تسعى لقتل كل من يهدد مواطنيها منذ عام 1948.

في التفاصيل، قالت مسؤولة إسرائيلية كبيرة إن "عدد الإسرائيليين الذين ماتوا بفيروس كورونا خلال أسبوعين جراء سفر الآلاف إلى مدينة دبي الإماراتية بعد توقيع اتفاقية السلام، أكثر من الضحايا الذين سقوط خلال 70 عاماً من الحرب معهم".

سرعان ما احتجت الإمارات على تعبير المسؤولة الإسرائيلية، فحصلت على اعتذار من مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن تل أبيب لا تُحمّل أبو ظبي مسؤولية الضحايا الذين ماتوا جراء إصابتهم بالوباء في دبي.

كلام المسؤولة

انتقدت رئيسة قسم خدمات الصحة العامة في وزارة الصحة الإسرائيلية شارون ألروي برييس، في 26 كانون الثاني/ يناير الحالي، بسخرية عدم حظر الرحلات الجوية من إسرائيل إلى الإمارات، والتي ساهمت في ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في إسرائيل.

ونقلت "القناة 13" الإخبارية عن المسؤولة الإسرائيلية قولها: "مات عدد من الأشخاص خلال أسبوعين بسبب السلام مع دبي أكثر من 70 عاماً من الحرب معهم".

ووفقاً لبيانات قالت "القناة 13" إنها حصلت عليها، من بداية كانون الأول/ديسمبر وحتى اليوم، تم تشخيص إصابة 906 أشخاص بفيروس كورونا بعد عودتهم من الإمارات، وتسببوا في سلسلة إصابات تقدر بـ4050 إصابة، ودخول 14 ألفاً في حجر صحي.

"عدد الإسرائيليين الذين ماتوا بفيروس كورونا خلال أسبوعين جراء سفر الآلاف إلى مدينة دبي الإماراتية بعد توقيع اتفاقية السلام، أكثر من الضحايا الذين سقوط خلال 70 عاماً من الحرب معهم"... تصريح طبيبة إسرائيلية دفع أبو ظبي للاحتجاج ونتنياهو يعتذر 

وأعلنت وزارة الصحة الاسرائيلية أن الاثنين، 25 كانون الثاني/ يناير الحالي، كان أكثر الأيام صعوبة منذ بدء تفشي الوباء في إسرائيل، بسبب تسجيل 74 حالة وفاة جراء الفيروس، ما رفع إجمالي عدد القتلى إلى أكثر من 4493 شخصاً.

اعتذار إسرائيلي

أثار تصريح المسؤولة الإسرائيلية انزعاج أبو ظبي، إذ نقل الصحافي الإسرائيلي في موقع "أكسيوس" الأمريكي باراك رافيد أن مسؤولين إسرائيليين أخبروه أن تعليقها أدى إلى احتجاج دبلوماسي من قبل أبو ظبي.

فسر المسؤولون الإماراتيون تعليقها على أنه اتهام للإمارات بأنها مسؤولة عن ارتفاع معدل الإصابة في إسرائيل، فاتصلوا بمكتب رئيس الوزراء للاحتجاج، معربين عن دهشتهم من أن مسؤول صحة إسرائيلي كبير يتحدث بمثل هذه المصطلحات. إثر ذلك، اعتذر مستشارو نتنياهو عن التصريحات، مؤكدين أن إسرائيل لا تُحمّل الإمارات بأي شكل من الأشكال المسؤولية عن ارتفاع الإصابات والوفيات.

وكشف الصحافي الإسرائيلي أن وزارة الصحة الإسرائيلية طلبت وقف الرحلات الجوية من دبي قبل عدة أسابيع، لكن مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية رفضا، بسبب القلق من أن تُضرّ مثل هذه الخطوة بالعلاقة الجديدة مع الإمارات.

دول عدة اشتكت

أشار تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في 29 كانون الثاني/ يناير الحالي، إلى أن الانفتاح الذي جرى لمناسبة الاحتفال برأس السنة الجديدة في دبي دفع ليس إسرائيل فحسب لإلقاء اللوم على السلطات الإماراتية، بل العديد من سلطات دول أخرى.

وقال مكتب دبي الإعلامي التابع للحكومة إن الامارة تبذل كل ما في وسعها للتعامل مع الوباء، على الرغم من أنها رفضت مراراً وتكراراً الإجابة على أسئلة الوكالة حول سعة المستشفيات وقدرتها حالياً.

ومع ذلك، قدم ناصر الشيخ، المدير المالي السابق في دبي، تقييماً مختلفاً، في 28 كانون الثاني/يناير، على تويتر، طالباً من السلطات السيطرة على عدد الحالات المتزايد.

وكتب: "لا أعلم شخصاً إلا وله فرد من أسرته أو أصدقاءه ومعارفه وقد أصيب بكورونا خلال هذا الشهر، بعضهم اختارهم الله، بإمكاننا أن نلوم المجتمع على الاستهتار ما أردنا لكن ماذا عن استهتار عدم رفع التوصيات المناسبة للقيادة في وقتها؟ سنتخطى الموجة الثانية بإذن الله لكن بمقدورنا أفضل من هذا".

وأصبحت دبي، في شهر تموز/ يوليو الماضي من أوائل وجهات السفر التي تصف نفسها بأنها مفتوحة للأعمال والسياحة في ظل الإغلاق العالمي للحد من انتشار الوباء. وإن أوقفت هذه الخطوة نزيف قطاعي السياحة والعقارات المهمين، فخلال الـ17 يوماً الماضية، أبلغت الإمارات عن أرقام قياسية جديدة لحالات الإصابة بفيروس كورونا يومياً.

طلبت وزارة الصحة الإسرائيلية وقف الرحلات الجوية من دبي قبل عدة أسابيع، لكن مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية رفضا، بسبب القلق من أن تُضرّ مثل هذه الخطوة بالعلاقة الجديدة مع الإمارات

وفي المملكة المتحدة، نشرت وسائل الإعلام لقطات لمشاهير وأصحاب نفوذ يرتدون البكيني في دبي، بينما كانت البلاد تكافح من خلال عمليات الإغلاق التي تحاول السيطرة على الفيروس.

وأغلقت بريطانيا مجدداً خطوط السفر إلى دبي، وقررت فرض حظر على السفر لكل الرحلات الجوية المباشرة إلى الإمارات بسبب انتشار السلالة الجديدة من جنوب إفريقيا.

واكتشفت الدنمارك مسافراً واحداً قادماً من دبي ثبتت إصابته بسلالة جنوب إفريقيا، وهو أول اكتشاف من نوعه هناك. مثل بريطانيا، سافر مشاهير دنماركيون إلى دبي للاحتفال برأس السنة الجديدة.

وفي الفيليبين، تقول السلطات الصحية إنها اكتشفت إصابة مواطن بسلالة فيروس كورونا البريطانية، بعدما قام برحلة عمل إلى دبي، في 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وعاد إلى الفيلبين في 7 كانون الثاني/ يناير، وأثبتت إصابته، ثم اكتشفت السلطات الفيلبينية 16 حالة أخرى على الأقل بسلالة فيروس كورونا البريطاني، بما في ذلك لحالتين قادمتين من لبنان.

بعد الكشف عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا يومياً إلى ما يصل من أربعة آلاف حالة، قامت دبي بفصل رئيس إدارتها الصحية الحكومية دون تفسير. وأوقفت الترفيه في الحانات، كما أوقفت العمليات الجراحية غير الضرورية، وأمرت باقتصار حفلات الزفاف على أعداد محدودة، وأمرت الصالات الرياضية بزيادة المساحة بين أولئك الذين يمارسون التمارين، كما تطلب الآن اختبار فيروس كورونا لجميع المسافرين إلى مطارها.

وفي سياق متصل، علقت الإمارات آمالها على اللقاحات الجماعية، حيث وزعت أبو ظبي لقاح "سينوفارم" الصيني ولقاح "فايزر" الأمريكي، بينما تزعم الحكومة أنها أعطت 2.8 مليون جرعة حتى الآن، ما يجعلها من بين أفضل الدول في التلقيح بالعالم.

مع ذلك، يشكك كثيرون في قدرة دبي على التعامل مع الحالات المتزايدة، إذ كتب ناصر الشيخ: "المحزن أنه تم بذل جهود كبيرة منذ كانون الثاني/ يناير 2020 لكي نأتي ونقوضها بأيدينا، ما يجعل الأمور أسوأ هو الافتقار إلى الشفافية".

بحسب الوكالة الأمريكية، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية الآن عن طلب ممرضات عبر موقع إنستغرام، كما طلبت من القلقين في وقت سابق من هذا الأسبوع "الامتناع عن التشكيك في جهود كل من عمل على احتواء هذا الوباء".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard