فقدت الدراما العربية فارسها، الفنان عزت العلايلي، الذي قضى في 5 شباط/ فبراير، عن عمر ناهز 86 عاماً، امتدت سيرته الفنية عبرها لأكثر من 60 عاماً.
أعلن الفنان أشرف زكي، نقيب الفنانين المصريين، الخبر عبر انستغرام حيث نشر صورةً للفنان الراحل معلقاً عليها: "البقاء لله... فارس الدراما العربية". ثم أكد نجله الوحيد، محمود، الخبر عبر حسابه في فيسبوك.
عبقرية فنية
ولد العلايلى عام 1934 في حي باب الشعرية بالقاهرة، وحصل على شهادة البكالوريوس من المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1960. تأخرت مسيرته الفنية قليلاً بسبب انشغاله برعاية إخوته الأربعة بعد وفاة والدهم، فاكتفى بدايةً بالعمل كمعد برامج تلفزيونية.
الفنان القدير اللي أعماله هتفضل محفورة في قلوبنا.. وداعًا عزت العلايلي ? pic.twitter.com/xSLPh1cfpx
— CBC Egypt (@CBCEgypt) February 5, 2021
تعتبر مشاركة العلايلي في فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، إخراج صلاح أبو سيف وانتاج عام 1962 بدايته السينمائية ثم توالت أدواره التي رسختها عبقرية أدائه في أذهان جمهوره.
أبرز أعماله السينمائية "المواطن مصري" و"السقا مات" مع المخرج صلاح أبو سيف، و"الأرض" عام 1970 مع المخرج يوسف شاهين، و"الطريق إلى إيلات" عام 1993، و"أهل القمة"، و"المنصورية"، و"التوت والنبوت" مع نيازي مصطفى عام 1986، و"الطوق والإسورة" مع خيري بشارة عام 1986، و"تراب الماس" مع مروان حامد عام 2018.
جابه المليجي وتفوق على عمر الشريف… رحيل الفنان عزت العلايلي عن 86 عاماً قضى أكثر من 60 منها لإمتاع عشاق الدراما العربية
في الدراما التلفزيونية امتد إبداعه ليشمل: "بوابة الحلواني"، و"قيد عائلي" عام 2019، و"موعد مع الوحوش" عام 2010، و"الجماعة" عام 2010.
مسرحياً، كانت "أهلا يا بكوات" و"ثورة قرية" هما الأبرز، وهذه الأخيرة من تأليفه أيضاً. ناهزت أعماله الفنية نحو الـ200، بينها مسلسلات إذاعية وسهرات تلفزيونية.
"ممثل ثقيل"
في رثائه، استرجع عشاق الفنان الراحل أدواره البارزة. كتب الصحافي أحمد زكي: "كان ممثل تقيل. دوره في ‘إسكندرية ليه‘ كان مميز جداً، بس مش بتقل دوره في فيلم ‘الأرض‘ مع يوسف شاهين أو دوره في ‘المواطن مصري‘ مع صلاح أبو سيف. كان تقيل بما يكفي إنه يسد قدام (يضاهي إبداع) محمود المليجي في الأرض، ويعلّي (يتفوق) على عمر الشريف في المواطن مصري".
واستذكر الداعية علي الجفري دور العلايلي في فيلم "القادسية" الذي قال إنه شاهده حين كان فقط في الحادية عشرة من العمر "فوقر في القلب" حب الصحابي سعد بن أبي وقّاص الذي جسد شخصيته الفنان الراحل. وأشار آخرون إلى هذا الدور في رثاء الفنان الراحل كأحد أهم أدواره.
يوصف مشهد مواجهة السلطات دفاعاً عن "الأرض" في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه، لا سيما دور "عبد الهادي" - الشخصية التي أداها العلايلي - بأنه "أعظم مشهد في تاريخ السينما المصرية".
لكن البعض يجادل بأن مشهد مواجهة "عبد الموجود" - اسم شخصية العلايلي في "المواطن مصري" - بجثمان نجله عقب استشهاده خلال انضمامه إلى الجيش بديلاً لـ"ابن العمدة"، عمر الشريف، هو الأقوى والأكثر عبقرية في سيرته.
وقدم الممثل والكاتب المسرحي اللبناني زياد عيتاني الشكر للعلايلي على "كل شيء قدمه للسينما العربية" قائلاً إنها "أفلام لا تُنسى".
ناضل ضد الاحتلال البريطاني واعتقل بتهمة محاولة اغتيال عبد الناصر وضحّى لأجل أشقائه عقب وفاة والده واعترف بفضل زوجته الراحلة عليه… عزت العلايلي الذي سنفتقده أكثر من موهبة فنية فذة
وفاء ونضال
علاوةً على موهبته الفنية الفذة، كان العلايلي أحد الذين ناضلوا ضد الاحتلال البريطاني لمصر في شبابه إذ لم يكتف بالتظاهرات وسعى إلى الانضمام إلى صفوف الفدائيين في مدن القناة، عندما كان طالباً.
حين أُعتدي على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في حادث المنشية الشهير بمدينة الإسكندرية عام 1954، كان العلايلي أحد المعتقلين على خلفية هذا الحادث إذ ظل معتقلاً 21 يوماً.
في آخر ظهور له إعلامياً، مع الفنانة إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة"، الشهر الماضي، أسهب العلايلي في الإعراب عن امتنانه وتقديره لدور زوجته الراحلة في حياته العائلية ونجاحه المهني. قال: "لولاها مكنتش هبقى حاجة"، وهو الموقف الذي جعل الكثيرين يعبّرون عن زيادة احترامهم له ولنبل أخلاقه.
ولأنه إنسان حر، عبّر العلايلي باستمرار عن دعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ولم يخش أن يجاهر برفض التطبيع في ظل تصاعد موجات تطبيع الدول العربية مع دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة. بدورها، نعت سفارة فلسطين بالقاهرة الفنان الراحل مشيدةً بـ"مواقفه الوطنية المعلنة والداعمة للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 5 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه