في تأكيد جديد على التزامها "حُسن الضيافة" والوفاء بتعهداتها نحو الجماهير القادمة إليها من مختلف دول العالم لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، أعلنت قطر إتاحة المشروبات الكحولية في الملاعب لبعض الفئات من الجمهور.
خلال الإعلان عن حزم المسابقة، في 1 شباط/ فبراير، قال المقاول ومتعهد العروض جايمي بايروم، رئيس مجلس إدارة شركة "ماتش هوسبيتاليتي" متعهدة خدمات مونديال 2022، إن المشروبات الكحولية ستكون متاحة لمشجعي كرة القدم في الملاعب القطرية خلال كأس العالم 2022، بشرط واحد هو شراء "حزم مقصورات الضيافة" الباهظة الثمن.
واعتبرت وكالة فرانس برس هذا التصريح مؤشراً على السماح باحتساء الجعة وسائر المشروبات الكحولية في الأماكن المخصصة للمشجعين بشكل عام على الرغم من القواعد الصارمة حيال استهلاك الكحول في البلد الخليجي المسلم. علماً أنه لم يصدر بعد قرار بشأن إتاحة المشروبات الكحولية لحاملي التذاكر العادية.
لكن في المؤتمر الصحافي الرسمي، قال بايروم: "نتوقع أن يتمكن الناس من الشرب (احتساء البيرة)"، مضيفاً "نتوقع ذلك استناداً إلى القرارات التي يتخذها الآخرون. سنلتزم دائماً جميع القرارات، ومهما كانت القوانين التي يتم إصدارها. في هذه المرحلة نخطط لأن نكون في وضع يسمح لنا بتقديم المشروبات الكحولية في إطار برنامج ضيافتنا".
في عداد أفضل عروضها المرتقبة لكأس العالم، أبرزت "ماتش هوسبيتاليتي" صندوق "بيرل لاونج" أو "صالة اللؤلؤة" في استاد لوسيل الذي يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، موضحةً أنه سيضم "مختصين في الخلطات الكحولية، وخيارات من الشامبانيا، والسقاة، والمشروبات الروحية الفاخرة"، من دون تحديد أسعار هذه الخدمة.
"شرط شراء حزم مقصورات الضيافة"... مرة أخرى تفي قطر بتعهدها "حسن ضيافة" جماهير كأس العالم 2022. بعد السماح برفع الرينبو، ها هي توافق على إتاحة المشروبات الكحولية في المدرجات
نقاش يتكرر
منذ فوز قطر باستضافة البطولة عام 2010، أثارت مسألة تناول المشجعين الكحول النقاش والتساؤل عدة مرات، إذ يعدّ شرب الكحول في الأماكن العامة جريمة في قطر، ولا تتهاون السلطات لدى القيادة تحت تأثير الكحول.
علاوةً على ذلك، فإن عمليات شراء الكحول داخل البلاد تخضع لرقابة السلطات، ويسمح بها لعدد محدد من الحانات والمطاعم والفنادق الفاخرة. وهناك متجر واحد خاضع لسيطرة الدولة مسموح له ببيعها لمن يمتلك ترخيصاً فحسب. حتى الآن، السياح، بمن فيهم مشجعو كرة القدم، لن يكونوا مؤهلين للشراء من ذلك المتجر بموجب القواعد الحالية ما لم يصدر استثناءً لهم.
بمعزل عن الترخيص، يعدّ سعر المشروبات الكحولية في قطر عائقاً محتملاً آخر. رغم انخفاض أسعار الكحول في السنوات الأخيرة، فإن سعر نصف لتر من الجعة في قطر، خارج ساعات التخفيضات المحددة، يبلغ عادة أكثر من 15 دولاراً، وكأس النبيذ 20 تقريباً.
يُشار إلى أنه كان لقطر تجربة جيدة مع "منطقة المشجعين الرطبة" خلال كأس العالم للأندية أبطال كرة القدم عام 2019، إذ سُمح آنذاك للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في موقع على مشارف الدوحة. عبرت الجماهير عن رضاها وكانت تكلفة الجعة نحو سبعة دولارات فقط.
في قطر، تناول الكحول في الأماكن العامة جريمة، وتخضع عمليات شراء الكحول لرقابة السلطات، ويسمح بها لعدد محدد من الحانات والمطاعم والفنادق الفاخرة، وهناك متجر واحد خاضع لسيطرة الدولة مسموح له ببيعها لكن لمن يمتلك ترخيصاً فحسب
في تعقيب له آنذاك، صرّح حسن الذوادي، أمين عام اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث: "الكحول ليس جزءاً من ثقافتنا، لكن الضيافة بلى".
وفي أيلول/ سبتمبر عام 2019، قال رئيس اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم 2022، ناصر الخاطر، إن بلاده تريد إتاحة المشروبات الكحولية للمشجعين خلال البطولة. وفيما شدد على أن "الكحول ليس جزءاً من ثقافتنا"، أوضح الخاطر: "بالنسبة لكأس العالم، نريد التأكد أن الكحول في متناول المشجعين الذين يسافرون من الخارج والذين يرغبون في تناول مشروب أثناء وجودهم هنا، لذلك نريد أن نجد مواقع مخصصة للجماهير لتناول المشروبات الكحولية بخلاف الأماكن التقليدية".
أقر الخاطر آنذاك بوجود مشكلة متعلقة بسعر الكحول في بلده، منوهاً بأنه تجري مناقشات لحلها.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كشفت وكالة "أسوشيتدبرس" عن قرار السلطات القطرية بالسماح لرفع علم "الرينبو" (قوس القزح) الذي يمثل رمزاً للأقليات الجنسية خلال كأس العالم 2022، التزاماً منها بـ"قواعد الفيفا التي تعزز التسامح والاندماج في المباريات رغم قوانينها الصارمة في مكافحة مجتمع الميم". وذلك على الرغم من أن الجنس بين المثليين لا يزال مُجرّماً وفقاً لقانون البلاد الذي يعاقب على العلاقات الجنسية المثلية بالسجن بين سنة وثلاث سنوات.
في سياق متصل، بشّر جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بأن المنافسات العالمية التي ستحتضنها الدوحة عام 2022 ستكون مترافقة بملاعب ممتلئة بالجمهور، متوقعاً أن يكون العالم قد هزم الفيروس التاجي بحلول ذلك الوقت.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...