في موقف هزلي، دعا نائب في البرلمان المصري وزير خارجية بلاده سامح شكري بـ"التدخل" من أجل الإفراج عن المعتقلين في حادثة اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي في وقت سابق من الشهر الجاري.
لم يقصد النائب المصري معتقلين مصريين أو مزدوجي الجنسية مثلاً بل المعتقلين الأمريكيين، وذلك خلال الجلسة العامة التي كانت مخصصة للاستماع إلى شكري في ما خصّ السياسة الخارجية للبلاد في 26 كانون الثاني/ يناير.
وذكر موقع "المصري اليوم" المحلي أن نائب حزب "مستقبل وطن"، محمد الكومى، قال خلال الجلسة البرلمانية: "أوجه سؤالاً للوزير: هل من الممكن أو يحق لنا أن تطالب الخارجية المصرية بالإفراج عن المعتقلين في أحداث الهجوم على الكونغرس الأمريكي أخيراً؟".
نائب يدّعي "مجلسنا أفضل من الكونغرس"، وآخر يطالب بالتدخل للإفراج عن معتقلي الاعتداء على الكابيتول، وثالث يتغزّل في عشيقته على دردشة خاصة لـ"ممثلي الشعب"... دورة برلمانية جديدة غير مبشّرة لمجلس النواب المصري
مصر لا تشهد انتهاكات حقوقية؟
شهدت الجلسة هجوماً حاداً من النواب الموالين للسُلطة على الكونغرس على خلفية الانتقاد المتكرر من نواب فيه النظام المصري على صلة بملف حقوق الإنسان وقمع الحريات. هاجم النائب أشرف، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن وزعيم الأغلبية بمجلس النواب المصري، أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين "يتدخلون في الشؤون الداخلية لمصر"، مطالباً إياهم بالاهتمام بشؤونهم الداخلية، والتوقف عن "مهاجمتنا بمصطلحات للمتاجرة السياسية مثل وجود معتقلين سياسيين في مصر وخلافه".
وأضاف رشاد أنه "لم يعد من المقبول" حديث نواب الكونغرس عن الشأن المصري بعد حادثة اقتحام مبنى الكابيتول، نافياً وجود سجناء سياسيين في مصر، وزاعماً أن "القضاء المصري فوق مستوى الشبهات" و"الكل له حرية الدفاع عن نفسه في جميع مراحل التحقيق بنزاهة تامة".
وكانت الهجمة ضد الكونغرس في مجلس النواب المصري قد بدأت منتصف الشهر حين صرّح النائب أحمد خليل، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، بأن "ما حدث بالكونغرس يكشف الديمقراطية الأمريكية المزعومة"، ويبرهن على أن "مجلس النواب المصري هو الأفضل". لكن الجلسة الأخيرة شهدت هجوماً شديداً من العديد من النواب، ثم انتقل الهجوم إلى الإعلام الموالي للنظام.
"يجب أن نمارس ضغوطاً على الحكومة الديكتاتورية في أمريكا التي تقمع حرية التعبير السلمي عن الرأي، وندعم حقّ الأمريكان في حرق وتدمير مبنى الكابيتول وبيع مقتنياته على إي باي"
"السيرك اشتغل"
اعتبر مصريون نشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي موقف النائب الكومي وبقية نواب "الشعب" في البرلمان الحديث الانعقاد، والذي بدأت دورته البرلمانية في 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، "غير مبشّر"، بالاستبسال في الدفاع عن الحكومة وإنكار وجود خروق في ملف حقوق الإنسان، وخاصة التعامل مع معتقلي الرأي والسجناء السياسيين.
وتؤكد منظمات حقوقية دولية ومحلية وجود نحو 60 ألف مسجون سياسي في مصر، مع تقارير متعاقبة عن تعرض الآلاف منهم لانتهاكات مروعة. كما يُتّهم النظام القضائي بأنه أداة في يد السلطة بالسماح بتجاوز فترات الحبس الاحتياطي المنصوص عليها قانوناً و"تدوير" المعتقلين في قضايا "زائفة" على خلفية اتهامات "باطلة".
وقد علّق مغردون على الخبر الذي أوردته "المصري اليوم" عبر تويتر بالكثير من السخرية، فكتب أحدهم: "دا إحنا هنشوف أيام عنب… السيرك اشتغل"، وزاد عليه آخر: "هي هتبتدي ضحك بلا هدف من أولها!". وطالبه ثالث: "متنساش تدين القمع وتكميم الأفواه والاعتقالات والتعذيب في سجن فلوريدا المركزي الشديد الحراسة"، في سخرية مما يحدث في سجن طرة الشديد الحراسة في مصر.
رغم المواقف العنترية الاستعراضية، هناك دائماً بارقة أمل. رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد يقول: "لا يمكن الجلوس إلى مائدة حوار سياسى مع حزب دخل البرلمان بالكراتين"، في إشارة إلى حزب مستقبل وطن المتهم بنيل الأغلبية بالرشوة
من التعليقات الساخرة أيضاً: "أيون (نعم). ويجب أن نمارس ضغوطاً على الحكومة الديكتاتورية في أمريكا التي تقمع حرية التعبير السلمي عن الرأي، وعدم المساس بحق الأمريكيين في حرق وتدمير مبنى الكابيتول وبيع مقتنياته على إي باي".
فرح المصريون بنهاية الدورة البرلمانية لمجلس الشعب السابق إذ كان أداة في يد السلطة ولم يعبر عن مطالب الشعب على الرغم من وجود أسماء مشهود لها بالدفاع عن حقوق المواطنين مثل النائب أحمد طنطاوي والنائب محمد فؤاد.
على الرغم من خلو النسخة الجديدة من هذين الاسمين ووجود العديد من الأسماء المحسوبة على النظام الحالي بل كل نظام مثل النائب ورجل الأعمال محمد أبو العنين والنائب والصحافي مصطفى بكري، لم يتسرع المصريون الحكم على البرلمان وأمل كُثيرون أن يكون أفضل من سابقه وأكثر حرصاً على مصالح المواطنين.
لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن. قبل أيام، تداول ناشطون ومواقع محلية فضيحةً تخص النائب عن "مستقبل وطن"، سمير أبو شامة، تمثلت في رسالة غزل خاصة أرسلها على غروب خاص بنواب المجلس بالخطأ بدلاً من أن يرسلها إلى عشيقته على ما يبدو.
ورد في الرسالة المتداولة: "طيب وآني (أنا) أد أحلى وأجمل وأسحر (يقصد أكثر سحراً) عيون، بس بتقول عضيتك من أرق وأحن إيد، وآني ما عضتهاش بس كنت عايز أكلها هي وحبيبتي كلها بس حبيبتي كانت جاية متروقة (متزينة)، ومية فل وعشرة". بعيداً عن عربيته الركيكة، وعلى الرغم من ادعاء النائب أن الهاتف كان "في إيد غير أمينة" وأن سائقه الخاص هو من أرسلها، أعرب ناشطون عن استيائهم من أن يكون الموقف "غير اللائق" بطاقة التعريف بالنائب لا إنجازاته لمصلحة ناخبيه.
وكانت الجلسة الأولى قد شهدت الكثير من المواقف الاستعراضية لعدد من النواب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...