ستبدأ الولايات المتحدة قريباً نشر بطاريات القبة الحديدية للصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية في قواعدها الموجودة في دول الخليج بعدما منحت تل أبيب موافقتها على الخطوة التي تهدف إلى مواجهة "هجمات إيران ووكلائها" في المنطقة.
أعلن مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن هذا، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية. ويأتي ذلك عقب توقيع "اتفاقيات ابراهام" للسلام بين إسرائيل ودولتين خليجيتين، هما الإمارات والبحرين، وأيضاً بعد توقيع صفقتين كبيرتين للأسلحة بين الولايات المتحدة وكل من الإمارات والسعودية.
في التفاصيل، أفادت "هآرتس" بأن منظمة الدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الإسرائيلية سلّمت بطارية قبة حديدية ثانية إلى وزارة الدفاع الأمريكية قبل ثلاثة أسابيع، مبرزةً أنه كان قد جرى تطويرها من قبل شركة "رافائيل" الإسرائيلية لصناعات الدفاع المتطورة ضمن اتفاقية تخص بطاريتي قبة حديدية وُقِعت بين البلدين في آب/ أغسطس عام 2019.
وأشارت إلى تسليم أنظمة القبة الحديدية للأمريكيين مع موافقة كبار المسؤولين الإسرائيليين على نشرها في القواعد العسكرية الأمريكية في عدد من الدول، بما في ذلك في الشرق الأوسط، وأوروبا، والشرق الأقصى.
لـ"حماية الجنود الأمريكيين ضد التهديدات الباليستية والجوية"... حتّى عقب اتفاقات التطبيع الخليجية، إسرائيل لا تُسلّم "القبة الحديدية" لأيادٍ عربية وإنما لأمريكا
الهدف مواجهة إيران؟
ومع تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، زادت المخاوف في إسرائيل والخليج من زيادة التهديد الإيراني في ظل ما أعلنه بايدن عن اعتزامه انتهاج سياسة مغايرة لسياسة "الضغط الأقصى" التي التزمها سلفه في إدارة الملف الإيراني. ورأى محللون أن التقارب الخليجي مع إسرائيل كان الدافع الأول خلف محاولة الاتحاد في مواجهة طهران.
لكن، لحساسية المعلومات الأمنية بالنسبة للأمريكيين، رفض المسؤولون الإسرائيليون الكشف عن الدول التي ستُنشر فيها صواريخ القبة الحديدية. علماً أن إسرائيل "وافقت ضمنياً" للأمريكيين على وضع البطاريات للدفاع عن قواتها من "هجمات إيران ووكلائها". علاوةً على نشر النظام الدفاعي الإسرائيلي في دول أوروبا الشرقية، تخوفاً من تهديد روسيا للقوات الأمريكية، أو للبنية التحتية الإستراتيجية في تلك الدول.
ينفي الإسرائيليون أن موافقتهم على نشر "القبة الحديدية" مرتبط بـ"اتفاقيات ابراهام"، على الرغم من أن الصفقة تمت في آب/ أغسطس عام 2019 وهو نفس الشهر الذي أُعلن فيه عن محادثات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل
وينفي المسؤولون الإسرائيليون أن يكون السماح بنشر أنظمة القبة الحديدية في الخليج جزءاً من اتفاقيات التطبيع مع هذه الدول. على الرغم من أن توقيع الصفقة تم في آب/ أغسطس عام 2019، نفس الشهر الذي شهد إعلان الإدارة الأمريكية عن محادثات مباشرة بين الإمارات وإسرائيل لغرض تطبيع العلاقات.
أمر آخر يثير الشبهة في هذا السياق، وهو أن "رافائيل" تعتزم فتح خط إنتاج مع مقاول الدفاع الأمريكي Raytheon، إحدى أكبر شركات الدفاع في العالم، لتصنيع نسخة أمريكية من الصواريخ الاعتراضية. وتمتلك الشركة الأمريكية حصة كبيرة من صفقات الأسلحة الموقعة بين الولايات المتحدة والإمارات، والتي تتضمن بيع العشرات من صواريخ كروز الشبح بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من طائرات F-35.
اللافت أن موقع "الخليج أونلاين" كان قد نشر في أيلول/ سبتمبر عام 2018، نقلاً عمّا وصفه "مصادر دبلوماسية رفيعة" أن الرياض وقّعت اتفاقية لشراء بطارية القبة الحديدية من إسرائيل بوساطة أمريكية في مفاوضات ثلاثية احتضنتها واشنطن. نفت الدفاع الإسرائيلية آنذاك توقيع مثل هذه الصفقة فيما لم تنكر طلب السعوديين شراء النظام.
زاد الاهتمام السعودي خاصةً والخليجي عامةً بشراء بطاريات القبة الحديدية بعد الهجوم على مصافي النفط ومنشآت شركة النفط الوطنية السعودية (أرامكو) في المملكة في أيلول/ سبتمبر عام 2019 لمواجهة التهديد الإيراني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 5 ساعاتHi
Apple User -
منذ 5 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا