شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"الخلية الإيرانية"... الإمارات تحقق في استهداف إسرائيليين على أراضيها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 4 يناير 202110:56 ص

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، في الساعات الأولى من صباح 4 كانون الثاني/ يناير، بأن السلطات الإماراتية ضبطت "خلية إيرانية" يشتبه في تخطيطها لأعمال عنف محتملة ضد الإسرائيليين الذين يزورون البلد الخليجي المطبّع، مبرزةً أن الإيرانيين الموقوفين يجري التحقيق معهم راهناً.


بدايةً، ذكرت القناة الإسرائيلية "12" (N12) أن الأجهزة الأمنية الإماراتية "أحبطت" خلال الأيام الأخيرة "عملية إيرانية" قبل اعتقال "عناصر خلية إيرانية" زُعم وجودها في العاصمة أبوظبي ومدينة دبي.


انتقاماً لسليماني؟

ولفتت N12 إلى أن الموقوفين قيد التحقيق على خلفية الشبهات في "تآمرهم لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين داخل الإمارات"، زاعمةً أنه "يمكن افتراض أن المعلومات التي يسفر عنها التحقيق ستتم مشاركتها بين الإمارات ودول صديقة"، من بينها إسرائيل على ما يبدو. 


قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن الهجوم كان مفترضاً أن يقع يوم الأحد 3 كانون الثاني/ يناير، بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية لدى مغادرته مطار بغداد مطلع العام الفائت.

كان مقرراً تنفيذها في السنوية الأولى لـ #قاسم_سليماني… تقارير إسرائيلية عن إحباط الإمارات عملية لاستهداف إسرائيليين على أراضيها وضبط "خلية إيرانية" في دبي وأبوظبي

وبينما أشارت إلى "إحباط مخطط إرهابي إيراني"، زعمت "يسرائيل هيوم" أن "المخطط الإرهابي كان يرمي إلى إصابة وجهة سياحية ومناطق تجارية يكثر وجود الإسرائيليين فيها".


كذلك لفتت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى تخطيط إيران لـ"تنفيذ عملية انتقامية"، مسلطةً الضوء على الاستعدادات الأمنية "العالية جداً" من قبل أمريكا وفي دول الخليج وإسرائيل بسبب المخاوف من مثل هذه الهجمات الانتقامية لا سيما ضد أهداف إسرائيلية. 


منذ الإعلان رسمياً عن تطبيع العلاقات بين البلدين في آب/ أغسطس الماضي، باتت الإمارات الوجهة المفضلة لدى مئات آلاف الإسرائيليين الطامحين إلى بيئة أعمال و/ أو ترفيه جديدة كان يصعب عليهم التحرك فيها بحرية من قبل.


بلغ الإقبال الإسرائيلي على الإمارات ذروته عقب التوقيع الرسمي على اتفاق سلام بين البلدين في البيت الأبيض منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي. خلال عطلة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) الشهر الماضي، سُجل دخول أكثر من 50 ألف إسرائيلي الإمارات في غضون أسبوعين.

لم تنشر صحف الإمارات -التي تلتزم حالة عدم العداء مع النظام الإيراني- أي أنباء عن ضبط الخلية الإيرانية المزعومة. لكن الصحف الإسرائيلية زعمت أنها ستشارك نتائج تحقيقاتها لاحقاً مع "دول صديقة" 

انطلقت المخاوف من أن تتحول الأراضي الإماراتية إلى ساحة لحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل مطلع الشهر الماضي، وذلك عقب اغتيال أبرز عالم نووي إيراني، محسن فخري زادة، في عملية اتهم النظام الإيراني إسرائيل علناً بالوقوف وراءها.


وتعددت التقارير التي تفند العوامل التي تجعل الوجود الإسرائيلي المكثف في الإمارات عاملاً خطراً على الإسرائيليين كأهداف لهجمات لا سيما من إيران، مع تأكيدات بأن إقبال الإسرائيليين على البلد الخليجي يمثل صداعاً في رأس الموساد الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك). وقد شدد يوسي ميلمان، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، في مقال تحليلي بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على أن "إيران تلاحق الإسرائيليين الذين يزورون الإمارات بالفعل والموساد يستعد للأسوأ".


أحد أبرز عوامل القلق هو "الجالية الإيرانية في دبي"، فهي على الرغم من أنها ليست الأكبر عدداً، تحظى بمكانة مميزة وهي ذات ثقل اقتصادي يتجاوز التنافس الجيوسياسي بين البلدين. ويرواح عدد هذه الجالية بين 450 و 600 ألف شخص.


لعل هذا -من عوامل عدة- أدى إلى حذر الإمارات أخيراً، والتموضع في حالة تأهب قصوى، بسبب مخاوف من أن يستغل إيرانيون الفرصة لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية انتقاماً لسليماني أو فخري زادة.


ولم تعلق أي جهة رسمية في الإمارات أو إيران على أنباء ضبط "الخلية الإيرانية" المزعومة، ولم تنشر وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) خبراً عن ذلك. علماً أن أبو ظبي تحافظ على حالة عدم العداء مع النظام الإيراني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image