شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"يُتوقع وصول الآلاف خلال أيام"... قلقٌ من استهداف إيران للسياح الإسرائيليين في الإمارات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 3 ديسمبر 202005:03 م

تزداد الخشية في الإمارات في الوقت الراهن من احتمالية أن تصبح أراضيها مسرحاً لحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل، على خلفية مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، بحسب محللين يشيرون إلى أن للحادثة توابع طويلة المدى على الجغرافيا السياسية للخليج العربي.

ويتخوف المسؤولون الإماراتيون ونظراؤهم في تل أبيب من أن آلاف السياح اليهود الذين سيحطون في دبي خلال أيام سيكونون هدفاً انتقامياً لإيران، فيما تعد الإمارات واحدة من الوجهات القليلة المفتوحة للمسافرين الإسرائيليين في الوقت الحالي، بسبب القيود المفروضة جراء فيروس كورونا.

وبحسب تقرير نشره الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد في موقع "أكسيوس" الأمريكي، يتوقع المسؤولون أن يزور آلاف الإسرائيليين مدينة دبي الإماراتية خلال عطلة عيد الأنوار، "حانوكا"، وذلك بعد أقل من أسبوعين من الآن.

وتزداد مخاوف الجانبين، الإسرائيلي والإماراتي، في وقت تُحّمل الحكومة الإيرانية إسرائيل مسؤولية اغتيال فخري زاده، حيث هدد العديد من كبار عسكرييها بالانتقام "في الوقت المناسب".

ولم تعلن إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن اغتيال فخري زاده، على الرغم من أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلت عن مسؤولين استخباراتيين أن تل أبيب كانت وراء هذه الجريمة.

وخوفاً من انتقام إيراني، بعثت وزارة الخارجية الإسرائيلية ببرقية إلى جميع البعثات الإسرائيلية في الخارج تأمرها برفع مستوى يقظتها إلى أقصى حد.

وصدرت أوامر للدبلوماسيين الإسرائيليين بالإبلاغ عن أية حوادث غير عادية حول السفارات والقنصليات ومنازل الموظفين الدبلوماسيين ومراكز الجالية الإسرائيلية أو اليهودية.

وينقل رافيد: "أخبرني مسؤولون إسرائيليون أن الإمارات والبحرين اللتين تنفتحان حالياً على استقبال السياح الإسرائيليين تتعرضان لمستويات عالية من التهديد بسبب قربهما من إيران، ونشاط الاستخبارات الإيرانية فعلى أراضيهما".

من المتوقع أن تصل إلى الإمارات في أقل من أسبوعين عشرات الرحلات الجوية التي تنقل سياحاً إسرائيليين، كما يُفترض أن يصل مسؤولون حكوميون ورجال أعمال من إسرائيل الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر تقني من المقرر عقده... مخاوف إسرائيلية وإماراتية من انتقام إيراني 

وغادرت أول رحلة تجارية متجهة إلى دبي، في الأول من كانون/ديسمبر الحالي، من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها حوالي 200 سائح إسرائيلي، بينما يشير رافيد إلى أن المخاوف تزداد بعدما تم استهداف الطائرات الإسرائيلية بهجمات دموية عدة مرات في السنوات الماضية.

ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة عشرات الرحلات الجوية التي ستنقل آلاف السياح الإسرائيليين إلى الإمارات، كما يُفترض أن يصل المئات من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال الإسرائيليين إلى دبي الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر تقني من المقرر عقده.

قلق إماراتي

في محاولة لتجنب أي رد فعل انتقامي، ونفي تورطها في الجريمة، دانت الإمارات اغتيال فخري زاده، محذرة من مزيد من التصعيد في المنطقة.

ويشعر الإماراتيون بالقلق من أنهم قد يكونون أهدافاً للانتقام الإيراني، مثل الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط في إمارة الفجيرة مؤخراً. وبدلاً من تصعيد الصراع المباشر، يرجح محللون أن تُشعل إيران وإسرائيل حرباً بالوكالة لإلحاق الضرر بمصالح الطرف الآخر في المنطقة.

بموازاة ذلك، كشف رافيد أن نتنياهو خطط لزيارة الإمارات والبحرين هذا الأسبوع، لكن رحلته أرجئت لأسباب تتعلق بأمور أخرى قبل مقتل فخري زاده بعدة أيام، ومن المفترض الآن أن تتم الزيارة في وقت لاحق من هذا الشهر. كما يقول مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون إن من غير الواضح الآن ما إذا كانت زيارة نتنياهو ستتم فعلاً، لأسباب أمنية وحساسيات سياسية.

بحسب صحيفة "تايمز أوف اسرائيل"، فإن مسؤولين من الإمارات وإسرائيل بدأوا بالعمل معاً لضمان حماية السياح الإسرائيليين في دبي. وكانت الإمارات قد حظرت، الأسبوع الماضي، منح تأشيرات السفر إلى مواطني 13 دولة ذات أغلبية إسلامية وعربية، بما في ذلك باكستان وتركيا وأفغانستان واليمن والصومال وإيران وروسيا ولبنان وليبيا.

"التهديد الحقيقي"

بموازاة القلق الإسرائيلي الإماراتي، نشر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يتحدث فيه عن أدوات إيران الأكثر إقارة لقلق الخليج وإسرائيل، وهي "الهجمات بطائرات من دون طيار والصواريخ، وليست الأسلحة النووية".

وقال فريدمان، في رسالة تحذيرية للرئيس المنتخب جو بايدن: "أفضل طريقة لبايدن لتقدير الشرق الأوسط الجديد هي دراسة ما حدث في الساعات الأولى من يوم 14 أيلول/ سبتمبر عام 2019، عندما أطلقت إيران 20 طائرة من دون طيار وصواريخ كروز دقيقة التوجيه على منطقة بقيق السعودية، واستهدفت حقول النفط ومراكز المعالجة، ما تسبب في أضرار جسيمة".

ذكر فريدمان أن الطائرات الإيرانية من دون طيار وصواريخ كروز حلّقت على ارتفاع منخفض للغاية وبهذه الطريقة الشبحية لم يتم اكتشاف إقلاعها ولا هجومها الوشيك في الوقت المناسب بواسطة الرادارات السعودية أو الأمريكية، محذراً من أن "واشنطن صرفت جهداً كبيراً خلال العقدين الماضيين لمنع الأسلحة الإيرانية الكبيرة، لكن الآلاف من الأسلحة الذكية الصغيرة التي تواصل تكاثرها في طهران باتت التهديد الحقيقي لإسرائيل والدول الخليجية".

رغم ارتفاع منسوب القلق من قيام إيران بهجوم انتقامي في الإمارات، على خلفية مقتل فخري زادة، تواصل أبو ظبي استعدادها لاستقبال السياح الإسرائيليين... وكانت أول رحلة تجارية غادرت إلى دبي، مطلع الشهر الحالي، من مطار بن غوريون وعلى متنها حوالي 200 سائح

وأنهى فريدمان مقاله بالقول: "إذا كنت تخطط لحفلة للاحتفال بعودة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بعد فترة وجيزة من تنصيب بايدن، احتفظ بالشمبانيا في الثلاجة"، في إشارة إلى أن الاحتفال الحقيقي يجب أن يحدث بعد منع الأسلحة الأخرى.

متحف في دبي

على الرغم من ارتفاع منسوب القلق من احتمالية قيام إيران بهجوم انتقامي في الإمارات أو إحدى الدول الخليجية الأخرى، تواصل أبو ظبي استعداداتها لاستقبال السياح الإسرائيليين.

في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، أجرى وزير الثقافة والرياضة الاسرائيلي تشيلي تروبير جولة افتراضية لمتحف معبر الحضارات في دبي الذي يعرض خطابات لتيودور هرتزل، مؤسس إسرائيل. وسيعرض المتحف أعماله باللغة العبرية في دبي، كما يحتوي على كتيبات وأوصاف كلها بذات اللغة.

بحسب صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، فإن المتحف فريد من نوعه لأنه يضم في مجموعته قطع أثرية يهودية تاريخية في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة أنه يعرض كذلك خرائط قديمة للقدس وسيفاً من الجالية اليهودية اليمنية، وستارة مزخرفة فريدة من عهد السلطان العثماني، بالإضافة إلى رسائل هرتزل، مع كتيبات وشروحات وموقع إلكتروني من المقرر أن يتم إطلاقه قريباً باللغة العبرية.

وأشارت إلى أن الوزير الإسرائيلي شاهد كتاباً يعرض مخططات لخط سكة حديد حيفا - بغداد، ووعاءاً يضم نقوشاً بالعبرية والآرامية والعربية. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image