مع موسيقى هادئة، يحظى رواد أحد المنتجعات الصحية الصغيرة في العاصمة المصرية القاهرة بتجربة مختلفة وفريدة: الاسترخاء عبر التدليك بالأفاعي إذ تزحف ثعابين حيّة مختلفة الأحجام على ظهورهم ووجوههم للتخفيف من آلامهم.
تناول تقرير مصور لوكالة "رويترز" التجربة التي يضع فيها المدلكون الزيت على ظهور الزبائن قبل إنزال عدد من الثعابين عليها. تصل أعدادها أحياناً إلى أكثر من 28 نوعاً من فصائل الأفاعي غير السامة التي تقدم جلسة تدليك لمدة نصف ساعة هدفها إفراز الأدرينالين. مع التنبيه إلى أن الجلسات "ليست لأصحاب القلوب الضعيفة".
تعدّ هذه أحدث صيحة استرخاء معتمدة في بلد عربي بعد فترة من هيمنة الحلزون على صناعة التجميل وجلسات التدليك، في دول عربية عدة، بينها مصر، لا سيما للوجه كونه يحتوي على حمض الجليكوليك والإيلاستين الحامي للبشرة من البكتيريا. هذه الطرق الطبيعية في التدليك شائعة في بلدان آسيوية مثل تايلاند لكنها حديثة في الدول العربية.
"يعيد الثقة بالنفس ويقوي المناعة"... بعد صرعة استخدام الحلزون لتدليك وجوه الفتيات وتجميلها، الاعتماد على الثعابين غير السامة في جلسات المساج بمنتجع صحي قاهري
فوائد جسدية ونفسية
"في الأول، كل الناس كنت خايفة... إيه ده! إيه الثعابين دي؟ فابتدينا نتكلم معاهم على أهمية المساج بالثعابين وفوائده النفسية والجسمانية. بعدها الجلسة لاقت قبول كبير عند قطاع كبير من الناس خصوصاً الناس اللي عندها فوبيا ثعابين أو القلق".
This massage at a Cairo spa is not for the faint-hearted pic.twitter.com/YWAsHrHn1e
— Reuters (@Reuters) December 29, 2020
هذا ما ذكره صفوت صدقي، صاحب المنتجع القاهري عن مشروعه، معدداً الفوائد التي أشار إليها بالقول: "هذا المساج له هدفان جسماني ونفسي. الهدف الجسماني هو تنشيط الدورة الدموية في الجسم وتنشيط الدورة الدماغية، والهدف النفسي هو إفراز هرمونات مثل الإندروفين الذي يساعد في إفراز هرمون السعادة الذي يزيد الثقة بالنفس ويقوي المناعة في الجسم".
وأشار إلى جدوى التدليك بالثعابين في تخفيف آلام العضلات والمفاصل، علماً أنه حذّر من أن هذه الجلسات لا تلغي زيارة الطبيب وتلقي العلاج.
أقر رواد المنتج بمثل هذه الفوائد. قال أحدهم، ويدعى ضياء زين، إنه علم بالمنتجع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وشعر على الفور برغبة في التجربة. وتابع: "بعد ما كابتن صفوت حط الثعابين على ظهري، حسيت براحة شوية... حسيت بانتعاش. الأول كنت متوتر، كنت خايف من موضوع الثعابين تمشي على ظهري. بصراحة، الخوف والقلق والتوتر قل شوية".
"استرخاء تام. حاجة ماشية بطريقة غير عادية وإحساسها غريب غير الإحساس العادي بتاع المساج"... هل لديكم الشجاعة للخضوع لجلسة تدليك تؤديها لكم أنواع مختلفة من الأفاعي؟
وفيما شدد ضياء على أن "الجلسة فيها راحة جميلة جداً"، لافتاً إلى أن حركة الثعبان على جسمه منحته "الثقة بالنفس". ووصف زبون آخر يدعى عبد الوهاب شعوره عقب الجلسة قائلاً: "استرخاء تام. حاجة ماشية بطريقة غير عادية وإحساسها غريب غير الإحساس العادي بتاع المساج".
طريقة آمنة؟
وعن درجة أمان هذه الثعابين المستخدمة في الجلسات، أوضح صدقي: "فيه 35 نوع ثعابين في مصر؛ سبعة منهم سامة والباقي غير سام أو ضار. نعتمد في شغلنا على غير السام وخاصةً الضعيف (النحيف)". مع ذلك، لفت إلى ضرورة تجهيز الثعابين المستخدمة مسبقاً: "بنسلخ الثعبان ونطلع الدهن بتاعه ونحطه في ملح لمدة أربعة أيام للحفظ، بعدها نبدأ العمل بها".
وكان صدقي قد افتتح نشاطه بعرض جلسات مجانية على الراغبين في مشاركة التجربة غير المألوفة، وذلك قبل أن يقدم الجلسة الواحدة التي تستمر بين 20 و30 دقيقة بـ100 جنيه مصري (نحو ستة دولارات أمريكية).
يشار إلى أن حيوانات أخرى -غير الحلزون والثعابين- تستخدم في التدليك في مناطق حول العالم، بينها القطط والنحل (من أكثر أنواع التدليك إيلاماً) والفيلة وأيضاً الأسماك. وبعيداً عن الحيوانات هناك التدليك بالشوكولاته والأحجار الساخنة والبيض المسلوق الساخن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...