قرع نشطاء حقوق الحيوان في كينيا ناقوس الخطر بشأن المخاوف من انقراض الحمير في إفريقيا بسبب تهريبها وقتلها في مسالخ الحمير لتغطية تزايد الطلب على جلودها المستخدمة في تحضير دواء صيني يستخدم في علاج "تجاعيد البشرة والعقم والضعف الجنسي".
و
اعتبر النشطاء ذلك مؤشراً على تضاؤل أعداد الحمير في البلاد نتيجة للتجارة غير المستدامة. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة Brooke East Africa المعنية بحقوق الحيوان، فريد أوتشينغ، إن "هذه السلالات الأجنبية من الحمير التي تأتي من البلدان المجاورة دليل كاف على وجود تجارة غير مستدامة وأن التجار يستوردونها من بلدان أخرى لاستمرار عمل المسالخ".
سرقة وتهريب ودماء في المسالخ
وأشار أوتشينغ إلى "زيادة في سرقة الحمير" في جميع أنحاء كينيا منذ العام الماضي، مشيراً إلى أن "الإحصاءات تثبت ذلك، وتقاريرنا تشير إلى أن الأعداد الحالية للحمير في البلاد لا تحتمل المذبحة الجارية، غير الخاضعة للرقابة... لذا ندعو الحكومة إلى التفكير في حظر هذه التجارة".
الجدير ذكره أن السلالات المحلية المتوفرة حالياً من حمير "الماساي" و"الصومالي" المستوطنة في كينيا قليلة. وقد شوهدت سلالات أخرى بيضاء دكناء ونقية في المسالخ.
وبحسب رئيس الشبكة الوطنية لأصحاب الحمير، روبرت موتيثيا، فإن تدفق السلالات غير المألوفة من الحمير يستوجب التحقيق، حتى مع تأكيد الحكومة أن الحمير التي يتم ذبحها هي من الداخل.
وأضاف موتيثيا: "السلالات الغريبة تعني أن الكثير من الأمور يحدث عبر الحدود لاستمرار تجارة الحمير في البلاد، وهو أمر ينبغي للحكومة تقصيه. مالكو الحمير تحملوا العبء الأكبر للسرقة حفاظاً على التجارة… الوضع الذي لم تتمكن حتى وكالات الأمن من التعامل معه".
وبيّن الرئيس التنفيذي لمؤسسة فارم سيستمز غير الرسمية في كينيا، رافئيل كينوتي، أن "تهريب الحمير عبر الحدود يغذي انتشار الأمراض في ظل عدم تحرك رسمي".
وقال: "الوضع الحالي ليس جيداً على الإطلاق. تهريب الحمير وصفة لنشر الأمراض الحيوانية المستوطنة، وهو الوضع الذي شهدته المناطق المجاورة لمذابح الحمير في مدينتي نايفاشا وموغوتيو".
كريم الوجه الذي تضع منه كل ليلة على وجهك (رجلاً كنت أو امرأة) لإخفاء التجاعيد قد يكون سبب انقراض الحمير في القارة الإفريقية…كذلك أدوية علاج الضعف الجنسي والعقم المنتجة في الصين تستخدم جلود الحمير بشكل كبير بحسب تحذير أطلقه نشطاء. فهل نقل للحمير وداعاً؟
الحمير في إفريقيا مهددة بالانقراض بحسب تحذيرات أطلقها نشطاء حقوق الحيوان في كينيا والسبب زيادة الطلب على ذبحها وسلخها لاستخدام جلودها في مستحضرات صينية تقاوم التجاعيد والعقم والضعف الجنسي
وتابع: "تجب السيطرة على الوضع لتجنب الأمراض التي تؤثر في الماشية في هذه المناطق. المذبحة الحالية غير المنظمة تهدد أيضاً سلالات الحمير في البلاد".
وحذر من "عدم وجود آليات تحمي قطيع الحمير المحلية برغم عمليات الذبح الهائلة، أو التدابير الرامية إلى وقف عمليات التهريب والسرقة المتزايدة".
يأتي تحذير الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان بعد أشهر من إصدار منظمة البحوث الزراعية والحيوانية الكينية (كالرو) تقريراً بعنوان "حالة ذبح الحمير في كينيا وآثارها" في حزيران/يونيو، خلص إلى أن المعدل الحالي للذبح المقدّر بخمسة أضعاف النمو في أعداد الحمير، قد يؤدي إلى انقراض الحمير من البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة.
لماذا كل هذه المسالخ؟
وأكد التقرير أن كينيا تذبح الحمير المحلية بمعدل يفوق معدل نموها بمقدار 1.4 % بسبب الطلب المتزايد على جلود الحمير لتصنيع "دواء صيني تقليدي".
وتشير التقديرات إلى أن عدد الحمير المذبوحة ارتفع من 2068 عام 2016 إلى 159631 في العام الماضي.
ويظهر التقرير الرسمي أن أعداد الحمير، وفق هذا المعدل للذبح، ستنخفض إلى 4681616 في عام 2022، قبل أن تختفي تماماً في العام التالي.
الدواء الصيني المشار إليه
هو إجياو/ Ejiao ويصنع من مادة الجيلاتين التي تُؤخذ من الجلد المطبوخ للحمار كي يستخدم في علاج تجاعيد البشرة والعقم والضعف الجنسي.
ويكثر الطلب على هذا الدواء، الذي يصل سعره، بحسب وسائل إعلام صينية، إلى 780 دولاراً أمريكياً للكيلوغرام الواحد.
وتقول جمعيات معنية بحماية الحمير إن صناعة هذا الدواء تتطلب جلود 5 ملايين من الحمير سنوياً.
ولم تتأثر أعداد الحمير في كينيا وجاراتها الإفريقية فحسب بسبب هذه الصناعة، بل أعداد الحمير في الصين أيضاً، بعدما انخفضت من 11 مليوناً عام 1992 إلى 4.6 مليون في العام الماضي، وفق الأمم المتحدة.
وربما كان انخفاض أعداد الحمير في الصين السبب الكامن وراء الاعتماد على حمير إفريقيا.
وأصبحت كينيا مركزاً لتجارة الحمير منذ سنوات إذ وصل سعر الحمار الواحد فيها إلى 175 يورو (قرابة 190 دولاراً)، بعدما كان سعره قبل عامين 70 يورو (76 دولاراً).
وعلى المستوى الإنساني، يتضرر ملاك الحمير والسكان في كينيا لسرقتها وذبحها كثيراً، فهم يستخدمونها في نقل البضائع والأشخاص، وفي المزارع لنقل المياه. كما أن بعضهم يكسب قوته بالاعتماد على تشغيل الحمير.
لماذا ينبغي أن نهتم نحن العرب؟
وبالإضافة إلى البعد الحقوقي في هذه القضية، تعتبر الدول العربية من أكثر المستهلكين لمنتجات التجميل، إذ
بلغ سوق منتجات التجميل والعناية الشخصية للتجزئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 28.8 مليار دولار بحسب تقرير شركة يورو مونيتور انترناشيونال للأبحاث التحليلية عام 2017.
وتعد المرأة السعودية الأكثر إنفاقاً على مستحضرات التجميل في أنحاء العالم وفق ما أكدته تقارير اقتصادية خاصة بهذا القطاع.
هذا الإحصاء الذي يعود إلى عام 2015 أظهر تجاوزَ قيمة واردات السعودية من مستحضرات التجميل الـ2.3 مليار ريال سعودي (نحو 613 مليون دولار)، بكميات بلغت نحو 44.6 مليون كيلوغرام.
كما أن تقريراً عن المعرض السعودي الدولي للصحة والجمال كشف عن أن متوسط إنفاق السعوديات على مستحضرات التجميل هو 3800 دولار سنوياً، أي نحو 14 ألف ريال سعودي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت