تخشى المملكة المتحدة من فقدان السيطرة على تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهو ما دفعها إلى تشديد الإجراءات ورفع مستوى الإنذار إلى أعلى حد ودفع بعض الدول إلى حظر السفر منها و/ أو إليها قبيل أيام من أعياد الميلاد.
أبلغ وزير الصحة البريطاني مات هانكوك عن السلالة الجديدة التي ظهرت جنوب شرق البلاد الأسبوع الماضي، مبرزاً قدرة هذه السلالة أكثر من سابقاتها على التفشي على الرغم من أنه ليس واضحاً بعد ما إذا كانت أعراضها أخطر أو تؤدي إلى حالات مرضية أشد.
إلى ذلك، يُعتقد أن هذه الطفرة ظهرت بدايةً في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي في العاصمة لندن أو كِنت (جنوب شرق البلاد) وأنها تسببت في 62% من الإصابات المسجلة في لندن في كانون الأول/ ديسمبر الجاري و43% في جنوب شرق البلاد.
أثار ظهور السلالة الجديدة القلق، على الرغم من أنه ظهور العديد من الطفرات السابقة لـCovid-19 خلال الآونة الأخيرة، حيث يتخوف العلماء بشكل خاص من أن تكون اللقاحات المتوفرة حالياً والتي بدأ التلقيح بها في المملكة المتحدة غير قادرة على الحماية ضد هذه السلالة الجديدة.
تنتقل "بسهولة أكبر بكثير"
في أحدث تصريح له، وخلال مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز"، قال هانكوك إن القيود الجديدة الصارمة التي فرضت في لندن وجنوب شرق إنكلترا قد تظل سارية لبعض الوقت، منبهاً إلى صعوبة السيطرة على السلالة الجديدة المكتشفة من فيروس كورونا ما لم يتم توزيع اللقاح على نطاق واسع في أنحاء البلاد.
"أصعب عيد ميلاد منذ الحرب"... بريطانيا التي تخشى فقدان السيطرة على تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا تُعيد فرض تدابير الحجر المنزلي الصارمة وتُلغي تجمعات واحتفالات أعياد الميلاد، و"الصحة العالمية" تقول إنها تراقب ما يحدث هناك
وأكد: "نظراً لمدى سرعة انتشار هذا النوع الجديد، سيكون من الصعب للغاية إبقاؤه تحت السيطرة حتى يتم طرح اللقاح".
النبرة التشاؤمية نفسها تحدث بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي قال في مؤتمر صحافي إن "هذا الانتشار (في جنوب شرق البلاد) يغذيه نوع جديد من الفيروس" ينتقل "بسهولة أكبر بكثير"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد ما يشير إلى أنه أكثر فتكاً أو يسبب أعراضاً مرضية أكثر خطورة". وفق جونسون، ليس هناك ما يشير إلى أن اللقاحات الحالية غير فعالة ضد هذه السلالة حتى الآن أيضاً.
لكن المستشار العلمي للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، قال إن السلالة الجديدة "تنتشر بسرعة" وتصبح الشكل "المهيمن"، مشيراً إلى أنها كانت وراء "زيادة حادة جداً" في الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفى في الشهر الجاري. وبيّن فالانس أن هذه الطفرة تحتوي على 23 تغييراً، وهو "عدد كبير بشكل غير مألوف"، لافتاً إلى أن العديد منها "مرتبط بتغيرات في البروتين الذي يصنعه الفيروس" و"الكيفية التي يرتبط بها الفيروس بالخلايا أو يدخل إليها".
وفي تعليق أول لها على هذه الأنباء من المملكة المتحدة، أوضحت منظمة الصحة العالمية عبر تويتر إنها على "اتصال وثيق" مع المسؤولين في بريطانيا بشأن السلالة الجديدة، متعهدةً بإطلاع الدول الأعضاء بها على كل جديد يصلها بشأن خصائص الفيروس المعدّل هذا أو آثاره تبعاً لما يصلها من البريطانيين بناءً على نتائج دراساتهم وتحليلاتهم المستمرة عليه.
وقالت المنظمة إنها في غضون ذلك توصي الأشخاص حول العالم بـ"اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس، والامتثال لإرشادات السلطات الوطنية".
حظر سفر
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الهولندية اليوم، 20 كانون الأول/ ديسمبر، وقف جميع رحلات الطيران من المملكة المتحدة بعد ظهور حالات إصابة داخل هولندا بالسلالة الجديدة من كورونا التي ظهرت في مناطق بريطانية.
بحسب القرار، يسري تعليق الرحلات بدءاً من تاريخه وحتى الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل. ولفتت وزارة الصحة الهولندية، في بيان: "سلالة معدية من فيروس كوفيد-19 تنتشر في المملكة المتحدة. يُعتقد أنها تنتشر بسهولة أكبر وأسرع ويصعب اكتشافها".
"تنتشر بسرعة" وأدت إلى "زيادة حادة جداً" في الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفى… إليكم أهم المعلومات المتوفرة عن السلالة الجديدة المثيرة للقلق التي ظهرت في بريطانيا
كما نبهت إلى توصية هيئة الصحة العامة الهولندية بـ"أن يكون أي دخول لهذه السلالة من الفيروس، من المملكة المتحدة محدوداً قدر الإمكان من خلال تقييد و/ أو التحكم بحركة الركاب من المملكة المتحدة".
وختمت بالإشارة إلى أن مجلس الوزراء الهولندي برئاسة مارك روتي اتخذ "قراراً وقائياً" بحظر الرحلات الجوية من المملكة المتحدة، مضيفةً أن مسألة تبادل الرحلات عبر وسائل النقل الأخرى لا تزال قيد البحث. في الأثناء، حث روتي الهولنديين إلى تجنب السفر إلى بريطانيا إلا في حالة الضرورة القصوى.
علاوةً على هولندا، أخطرت سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية جميع شركات الطيران التي تنظم رحلات إلى إسرائيل أنه باستثناء الدبلوماسيين، لن يُسمح لغير الإسرائيليين بالسفر إلى إسرائيل من أو عبر بريطانيا بسبب الطفرة الجديدة المكتشفة. كما طلبت من شركات الطيران إخطار الركاب الإسرائيليين بأنه سيكون عليهم عزل أنفسهم في "فنادق خاصة" لعزل المصابين المحتملين بفيروس كورونا لدى الهبوط في إسرائيل.
أعلى مستوى إنذار
ويخضع سكان لندن وجنوب شرق إنكلترا حالياً إلى قيود صارمة للغاية، وفق مستوى الإنذار الرابع وهو الأعلى. يفرض هذا عليهم التزام منازلهم حتى 30 كانون الأول/ ديسمبر الجاري على أقل تقدير.
بموازاة ذلك، لن يكون بإمكان المتاجر والشركات التي تقدم خدمات غير أساسية إعادة فتح أبوابها طوال هذه الفترة، ما يترتب عليه حرمان الأفراد من التسوق لأجل عيد الميلاد كالمعتاد. أُغلقت الحانات والمطاعم والمتاحف أيضاً.
أكد المسؤولون البريطانيون مراراً، وفي مقدمتهم جونسون، أن اتخاذ قرار إعاد فرض التدابير الصارمة التي ستمنع تجمع العائلات في أعياد الميلاد أو التنقل بين نواحي البلاد أو حتى خارجها في هذه الفترة لم يكن خياراً. صرّح جونسون: "علي أن أخبركم بقلب مثقل أنه لا يمكننا أن نقضي عيد الميلاد كما كان مخططاً له… ليس لدينا خيار".
وبينما حث جونسون البريطانيين على "التضحية بفرصة لقاء أحبائنا في عيد الميلاد هذا العام من أجل توفير حماية أفضل لهم ومن ثم أن نتمكن من رؤيتهم خلال احتفالات عيد الميلاد المقبلة"، وصف رئيس بلدية لندن صادق خان هذه الظروف التي تواجهها لندن بأنها "أصعب عيد ميلاد مر عليها منذ الحرب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com