في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كانت المغنية البريطانية ريتا أورا تحيي حفلاً خاصاً في أحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة، يقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حضره، وتقاضت عنه مبلغاً مكوناً من سبعة أرقام.
في اليوم التالي عادت على نفس الطائرة الخاصة التي أحضرتها إلى لندن. كان ينبغي أن تلتزم الحجر الصحي أسبوعين ضمن التدابير الاحترازية التي تقرها بلدها لمكافحة جائحة الفيروس التاجي. لكنها لم تلتزم وظهرت عقب أسبوع وهي تحتفل بعيد ميلادها في مطعم كاسا كروز الفخم في لندن، رفقة نحو 30 شخصاً. والحفل السري لعيد ميلادها انتهاك للقيود المتبعة.
كان هذا الانتهاك الثاني من قبل أورا البالغة 30 عاماً للتدابير الوقائية، مما أدى إلى تغريمها 10 آلاف جنيه إسترليني، وإلى تقديمها اعتذاراً عقب تقارير عن انتهاكها قيود الحجر الصحي.
وكانت صحيفة Mail On Sunday أول من نشر تفاصيل رحلة أورا إلى مصر، ونقلت عن مصدر قوله إن الرئيس المصري حضر الحفل الذي جاء عقب يومين من عيد ميلاده. لكن هذا الزعم محل خلاف.
وسط التكهنات بأن المناسبة كانت للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس المصري الـ66، أوضح متحدث باسم المغنية أنها لم تلتقِ السيسي ولا تعلم إذا كان بين الحضور أم لا، مشدداً على أن إدارة الفندق هي التي تعاقدت معها.
التزمت البروتوكول المصري وتجاهلت تدابير بلدها ضد كورونا… المغنية البريطانية ريتا أورا تعتذر عن انتهاكها الحجر الصحي عقب العودة من القاهرة حيث يقال إنها غنت أمام السيسي وتقاضت مبلغاً من 7 أرقام
خلال الحفل، ارتدت أورا، وهي ثنائية الميل الجنسي، فستاناً أسود وخصلات شعر بألوان قوس القزح في محاولة لإظهار دعمها مجتمع الميم ع. وذلك على الرغم من أن فترة حكم النظام المصري الحالي شهدت تضييقاً كبيراً على أفراد هذا المجتمع إذ تمت ملاحقتهم باتهامات فضفاضة مثل انتهاك المعايير الأخلاقية .
أورا: لا تفعلوا مثلي
عقب الانتقادات، قالت أورا إنها "تستحق النقد" على أفعالها، معلنةً اعتزامها التبرع بأجرها من الحفل للجمعيات الخيرية.
وفيما أكدت سلبية فحص كورونا الخاص بها، قالت في بيان: "لقد سافرت أخيراً إلى مصر لأداء حفل خاص في شركة خاصة، حيث اتبعت مجموعة السفر الخاصة بي البروتوكول (المصري) وقدمت اختبارات كوفيد-19 السلبية عند الدخول، كما طلبت السلطات المصرية".
وتابعت: "عند عودتي إلى بريطانيا، كان يجب أن أتبع نصيحة الحكومة وأن أعزل نفسي مدة محددة. كما تعلمون، لم أتبع نصيحة الحكومة، ولهذا اعتذرت في وقت سابق من هذا الأسبوع. أعتذر مرة أخرى من دون تحفظ".
وشددت أورا على أنه بالرغم من إدراكها "الكلمات الاعتذارية لنجم البوب قد لا يكون لها وزن كبير، لا سيما الشخص الذي خالف القواعد مثلي، أعي أن البعض قد يسعى لإتباع أمثالي، رسالتي إليهم بسيطة: من فضلك لا تفعل".
واستفاضت في وصف شعورها بـ"الذنب والعار" عقب ما فعلته، مؤكدةً أن خطأها "لا يستحق كل هذا العناء"، وأنها ستتقبل أية انتقادات مستقبلية "لأنني أستحقها". وختاماً، أملت أن تتمكن يوماً من إصلاح علاقتها بالجمهور "الذي قدم لي الكثير من الدعم على مر السنين".
خلال الحفل المزعوم أنه كان احتفالاً بعيد ميلاد الرئيس المصري الـ66… ارتدت المغنية البريطانية ريتا أورا خصلات شعر بلون قوس القزح دعماً لمجتمع الميم عين الذي عانى الملاحقة والتضييق في ظل نظام السيسي "المتدين"
الإنكليز لا يأبهون لكورونا
يبدو أن أورا ليست الوحيدة في المملكة المتحدة التي لا تكترث للفيروس القاتل إذ تعترض العاصمة الإنكليزية موجة تمرد حالياً خاصةً وسط أكثر الفئات معاناةً من الآثار السلبية لطول فترات الحجر السابقة، مثل سكان الضواحي الذين يطلق عليهم اصطلاحاً "غجر لندن"، إذ يمرون بظروف نفسية واجتماعية واقتصادية سيئة.
في سياق متصل أظهرت صور متداولة ليوم 5 كانون الأول/ ديسمبر الزحام الشديد في شوارع المملكة المتحدة الرئيسية لا سيما تلك التي تضم محالّ الماركات العالمية لبيع الملابس والأحذية والمطاعم والمتاجر الرئيسية.
على سبيل المثال لا الحصر، شهد ريجنت ستريت زحاماً شديداً في يوم شراء عادي يسبق بنحو أسبوعين أعياد الميلاد. كما احتشد الآلاف أمام متجر هارودز العالمي في منطقة نايتسبريدج الغنية في العاصمة لندن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...