شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هل يسبب فيروس كورونا العجز الجنسي وضعف الانتصاب؟

هل يسبب فيروس كورونا العجز الجنسي وضعف الانتصاب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 15 ديسمبر 202006:42 م

نحن جميعاً على دراية بأن فيروس كورونا يمكن أن يؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم، بما في ذلك الدماغ والرئتين، بالإضافة إلى الأعراض الشائعة التي يتم الحديث عنها دائماً: آلام في الرأس، ضيق في التنفس، إرهاق، فقدان حاستي الشم والتذوق... ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين: هل العجز الجنسي قد يكون من المضاعفات المحتملة لهذا الفيروس؟

الأداء الجنسي على المحك

مع ظهور المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، أصبح هناك المزيد من التقارير التي تربط ضعف الانتصاب بالمرض.

فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة Endocrinological Investigation، أن الأفراد الناجين من فيروس كورونا قد يعانون في وقت لاحق من مشاكل تتعلق بالصحة الجنسية، وعلى رأسها الضعف الجنسي.

وفي حين أن فيروس كورونا لا يزال جديداً في عالم الطب، بحيث أننا لا نزال نكتشف يوماً بعد يوم آثاره، كما لا توجد بيانات علمية كافية لربطه بشكل نهائي ومباشر مع ضعف الانتصاب، إلا أن بعض الخبراء لا يتوقعون أن يبقى الضعف الجنسي من الأعراض النادرة مع مرور الوقت، بل يرجحون فرضية أن يصبح أكثر شيوعاً لدى الشخص المصاب بعدوى كورونا.

 السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين: هل العجز الجنسي قد يكون من المضاعفات المحتملة لهذا الفيروس؟

بمعنى آخر، يرجح الخبراء أن يعاني الأشخاص المصابون بفيروس كورونا من آثار صحية طويلة الأمد، بخاصة فيما يتعلق بالأداء الجنسي للرجال، حتى بعد التماسهم الشفاء التام من الفيروس، وفق ما أكدته الدكتورة دينا غرايسون، خبيرة الأمراض المعدية، بالقول: "هناك بعض القلق الحقيقي من أن يعاني الرجال من مشاكل طويلة الأمد متعلقة بضعف الانتصاب، لأننا نعلم أن هذا الفيروس يسبب مشاكل في الأوعية الدموية".

وأضافت لموقع nbcchicago: "هذا أمر يثير قلقاً حقيقياً. لا يقتصر الأمر على أن هذا الفيروس يمكن أن يقتلكم، بل يمكن أن يتسبب بمضاعفات طويلة الأمد قد تستمر لمدى الحياة".

وعلى الرغم من أن غالبية الأشخاص قد يتعافون من فيروس كورونا، إلا أن غرايسون حذرت من أنه، ومع مرور الوقت، من المحتمل رؤية المزيد من العواقب السلبية طويلة الأمد للعدوى، بما في ذلك المضاعفات العصبية.


تأثير كورونا على عملية الانتصاب

هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى ظهور محتمل للضعف الجنسي لدى الرجال المصابين بفيروس كورونا، نذكر منها التالي:

مشاكل في تدفق الدم: أظهرت البيانات أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب الأوعية الدموية، وهذا ما يفسر سبب تعرض بعض الأشخاص الذين نجوا من فيروس كورونا، لجلطات دموية أو مضاعفات في الرئتين أو الكلى، أو مشاكل تتعلق بصحة الفم، مثل ضعف الأسنان وسقوطها.

هذا وقد يكون السبب أيضاً وراء الضعف الجنسي المرتبط بفيروس كورونا، بحسب كريستوفر كايل، أخصائي المسالك البولية في ولاية أوريغون، والمستشار الطبي في شركة Giddy التي تركز على الصحة والعافية الجنسية لدى الرجال وشركائهم.

وتعليقاً على هذه النقطة، قال كايل: "ضعف الانتصاب ينبع إلى حدّ كبير من مشاكل في تدفق الدم، لذلك ليس من المستغرب أن تكون مشكلات الأوعية الدموية المرتبطة بكوفيد 19 مرتبطة بضعف الانتصاب"، وأضاف: "أي شيء يؤدي إلى تدهور الأوعية الدموية أو يعيق مدى حرية تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم سيكون له بالتأكيد تأثير على القدرة على تحقيق الانتصاب".

بدوره شرح طبيب المسالك البولية ريان بيرغلوند، أن ضعف الانتصاب يمكن أن يكون مؤشراً على الصحة العامة، بخاصة بالنسبة للشباب الذين يصابون فجأة بالعجز الجنسي بعد التعرض لكورونا، إذ "يمكن أن يكون هذا علامة على حدوث شيء أكثر خطورة"، وفق رأيه.

وفي هذا الصدد، يجري البحث عن الأضرار المحتملة في الخصيتين بعد الإصابة بكوفيد 19، وفي حين أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الضرر دائماً أم مؤقتاً ومدى تأثيره على الخصوبة، إلا أن عمر الشخص يعد جانباً مهماً يجب مراعاته.

مشاكل القلب: ترتبط مشاكل تدفق الدم المذكورة أعلاه أيضاً بنظام القلب والأوعية الدموية، والذي هو بدوره مرتبط بالجهاز التناسلي.

من هنا، يعتقد بعض الخبراء أن هذا الارتباط قد يكون مسؤولاً عن ضعف الانتصاب المحتمل على المدى الطويل لدى بعض مرضى كورونا: "هناك نظرية مفادها أن كوفيد 19 يمكن أن يؤدي إلى مرض في القلب والأوعية الدموية يسمى الخلل البطاني، وهي حالة تؤثر على الأوعية الدموية الكبيرة على سطح القلب"، وفق ما قاله كريستوفر كايل، والذي تابع بالقول: "هذا المرض ناتج أيضاً عن حالات أخرى، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين، وكلها مرتبطة بضعف الانتصاب، ما يشير أيضاً إلى أن كورونا قد يساهم في الضعف الجنسي في وقت لاحق من الحياة".

لذلك، بعبارة أخرى، إذا تسبب كورونا في خلل وظيفي في بطانة الأوعية الدموية، فمن الممكن أيضاً أن يعاني الشخص من الضعف الجنسي نتيجة لهذه الحالة، ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحث للوصول إلى نتيجة نهائية.

الالتهاب: قد لا يكون الضرر الذي يلحق بالجسم من فيروس كورونا نفسه، بل من الطريقة التي يستجيب بها الجسم، بخاصة عندما تحدث حالة "التهاب مفرط"، وفق ما ذكره الطبيب مايك بوهل، شارحاً أن الالتهاب المفرط يمكن أن يسبب جلطات دموية صغيرة، بالإضافة إلى التهاب الأوعية الدموية: "هذا الخلل البطاني، بالإضافة إلى وجود جلطات في الدم، يؤديان في النهاية إلى تعطيل تدفق الدم الذي له أهمية قصوى عندما يتعلق الأمر بتحقيق الانتصاب".

بعض الخبراء لا يتوقعون أن يبقى الضعف الجنسي من الأعراض النادرة مع مرور الوقت، بل يرجحون فرضية أن يصبح أكثر شيوعاً لدى الشخص المصاب بعدوى كورونا

التأثير على الصحة النفسية: هناك ارتباط وثيق بين الصحة العقلية والصحة الجسدية، إذ يمكن أن يؤثر فيروس كورونا على الصحة النفسية، ما يؤثر سلباً على الأداء الجنسي.

بمعنى آخر، يمكن ربط التوتر والقلق والاكتئاب الناجمين عن فيروس كورونا بالضعف الجنسي وسوء الحالة المزاجية، وفق ما أكده مايك بوهل بالقول: "لطالما كان التوتر والقلق والاكتئاب من الأسباب المحتملة لضعف الانتصاب. عندما ترتفع معدلاتها بسبب جائحة كورونا، فإن معدلات ضعف الانتصاب قد ترتفع أيضاً".

تعليقاً على هذه النقطة، كشف الأخصائي في الصحة الجنسية، أنطوني حكيم، لموقع رصيف22، أنه بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي والخوف من التقاط المرض، انخفض النشاط الجنسي لدى العديد من الأفراد، مشيراً إلى أن الشعور بالقلق الذي ينتاب المرء يؤثر بدوره على الأداء الجنسي.

وبالنسبة لتأثير كورونا على الخصوبة، أوضح حكيم أن الأبحاث لا تزال جارية بهذا الخصوص، مرجحاً الفرضية التي تقول بأن كوفيد 19 يصيب الأوعية الدموية ويحدث مشاكل في القلب، الأمر الذي له تأثير مباشر على عملية الانتصاب.

تجدر الإشارة إلى أنه في دراسة نشرت في مجلة الطب الجنسي في أكتوبر، أجرى الباحثون اختبارات القلق والاكتئاب على 7000 شخص إيطالي لم يصابوا بفيروس كورونا، وقد أظهرت النتائج أن "النشاط الجنسي الكامل والمرضي كان بمثابة إجراء وقائي وعلاجي لمشاكل الصحة النفسية أثناء فترة الإغلاق والحجر المنزلي"، ما يدعم النظرية القائلة بأن النشاط الجنسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، أما بالنسبة لتأثير كورونا على الانتصاب، فالأبحاث جارية على قدم وساق لتحديد ذلك.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard