يواجه الفنان السوداني محمد الطيّب، مشترك النسخة العربية من The Voice في دورتها الثالثة عام 2015، خطر الترحيل من هولندا حيث يعيش منذ عامين عقب رفض طلب لجوئه وسط تغييرات في سياسة الهجرة بالبلد الأوروبي يقول منتقدون إنها تمثل "محاولة لتهدئة اليمين المتطرف".
أُبلغ الطيّب (30 عاماً) برفض طلبه للجوء مع توضيح من دائرة الهجرة والجنسية في هولندا (INS) بأنها لا تعتقد أنه سيتعرض للأذى إذا عاد إلى السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في العام الماضي.
في تقرير سابق، روى الفنان السوداني لرصيف22 كيف حقق جهاز الأمن السوداني مبتغاه بـ"تحطيمه نفسياً، وجعله سجين نفسه" حتى اضطر إلى مغادرة وطنه والاستقرار في هولندا.
وفي تموز/ يوليو الماضي، صرّح لرصيف22 بتفاصيل التهديد الأمني الذي طال أسرته من قبل عناصر من قوّات الدعم السريع (الجنجويد) شبه الرسمية بعد أن أطلق أغنية "صمود" عبر قناته على يوتيوب في الثاني من حزيران/ يونيو الماضي، لمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة القيادة العامة عندما فُضَّ اعتصام شعبي بالقوة.
"ليس هناك عدالة في هذا الكون. لقد فقدت الأمل في سلطة الهجرة وفي العالم بأسره"... مشترك The Voice السوداني محمد الطيّب يواجه خطر الترحيل إلى السودان عقب رفض طلب لجوئه في هولندا
في أغنيته، ألقى الطيّب باللوم على قائد الدعم السريع والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في فض الاعتصام.
تغيير سياسات الهجرة
يُفهم من التهديد الأخير أن الطيّب لن يكون بأمان على الأرجح إن عاد إلى السودان كما ادعت الدائرة الهولندية. لكن إصدار القرار بشأن طلب لجوء الشاب السوداني جاء -لسوء الحظ- في الوقت الذي تطبق فيه هولندا سياسة لإعادة تقييم طلبات اللجوء الخاصة بالسودانيين من مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الذين لديهم تصاريح إقامة مؤقتة أو الذين حصلوا على الإقامة على أساس الأمان.
وفيما يتّهم منتقدون الحكومة الهولندية باللعب بالسياسة على خطاب مناهض للمهاجرين، زعمت INS أن "الوضع في هذه المناطق قد تحسن خلال السنوات الأخيرة". حتى الآن، أُبلغ 100 شخص بأنه تجري إعادة تقييم مزاعمهم بينما قد يتأثر قرابة 3000 شخص بهذه السياسة الجديدة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
قال الطيب، الذي يأتي من وسط السودان وليس من أي منطقة تأثرت بتغيير سياسة اللجوء الهولندية، للصحيفة البريطانية إنه غاضب لرفض لجوئه، مبرزاً استئنافه ضد القرار. وأضاف: "ليس هناك عدالة في هذا الكون. لقد فقدت الأمل في سلطة الهجرة وفي العالم بأسره".
أمضى الشاب السوداني عاميه الماضيين في مسكن مؤقت حيث يعيش بـ59 يورو (نحو 72 دولاراً أمريكياً) في الأسبوع. وكان قد تقدم بطلب اللجوء عقب تضييق الأمن السوداني عليه وملاحقته وإلغاء عروضه ومشاركاتها الفنية بل اعتقاله مرتين عام 2016.
السبب وراء كل هذا كان رفض الطيّب أن يصبح أحد فناني النظام السياسي آنذاك والغناء في مناسباته وتمجيده في أعماله بعدما بات بفضل مشاركته في "ذا فويس" أكثر الفنانين السودانيين مشاهدةً. عن ذلك قال: "لقد حاول (النظام) التلاعب بي للغناء له وفي مناسباته. وعندما رفضت، هددني".
في كانون الثاني/ يناير عام 2018، احتجز ثلاثة أيام على خلفية احتجاجه ودعوته للاحتجاج على إجراءات تقشف ورفع أسعار السلع. بناءً على كل ما سبق، أكد الطيب أنه "لا يشعر بالأمان في العودة إلى السودان". وهو يخشى على سلامة والدته وإخوته الصغار الذين ما زالوا هناك.
بعدما هدد الجنجويد والدته قبل بضعة أشهر… محمد الطيّب: "أخشى على حياتي وحريتي بعد تهديدات بالاعتقال من قبل المليشيات والسلطات الأمنية". لكن سلطة الهجرة الهولندية تقول إنها لا تعتقد أنه سيتعرض للأذى إذا عاد إلى السودان
وأضاف: "أخشى على حياتي وحريتي بعد تهديدات بالاعتقال من قبل المليشيات والسلطات الأمنية، لأنني اعتقلت ثلاث مرات في السودان وهددوا والدتي أخيراً".
الجدل بشأن المهاجرين بهولندا
خاطب عدد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان السلطات الهولندية لحثها على عدم ترحيل الطيب. في رسالة، ذكرت Freemuse، وهي منظمة حقوقية غير حكومية مقرها الدنمارك: "إننا مقتنعون بأن السيد محمد سيواجه وضعاً أمنياً خطيراً، وربما سجناً طويل الأمد لدى عودته إلى السودان. لذلك، نؤيد بشدة طلبه بالحماية".
أما بيتر سميت، الأكاديمي الهولندي المتخصص في سياسة اللجوء، فقال إن قضية الطيّب هي نتيجة غير مباشرة لمحاولة الحكومة في هولندا وقف المشاعر المعادية للمهاجرين، مضيفاً "تحاول الحكومة الحد من الجدل، وهم يخشون المعارضة اليمينية المتطرفة".
في غضون ذلك، وصف الإمام موسى، من لجنة طالبي اللجوء السودانيين في هولندا، السياسة الجديدة بأنها "غير عادلة"، لافتاً إلى أن "بعض هؤلاء الأشخاص (المهددين برفض طلباتهم والإبعاد إلى السودان) شهود على الإبادة الجماعية في دارفور. لا أعرف لماذا تريد هذه الحكومة إعادتهم".
على الجانب الآخر، اعتبرت مارغريت لوتيخيزين، المتحدثة باسم دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية، أنه "لم يعد المتقدمون السودانيون من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق يتلقون الحماية الإضافية بسبب الوضع العام، أي الصراع في المنطقة. يمكنهم الحصول على الحماية الدولية أو الحماية الإضافية على أساس فردي، إذا كانوا مؤهلين لها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...