شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الدورة الخامسة من مهرجان Syrien n'est fait للثقافة السورية في باريس

الدورة الخامسة من مهرجان Syrien n'est fait للثقافة السورية في باريس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 10 ديسمبر 202007:59 م

تشهد العاصمة الفرنسية باريس هذا العام، بين 9 و11 ديسمبر، النسخة الخامسة من مهرجان Syrien n'est fait، الذي يسعى لأن يكون جزءاً من الفعاليات الثقافية في فرنسا. فالمهرجان، حسب وصف القائمين عليه في البيان الصحفي، يقدم "الفن الملتزم"، أو الفن المشتبك مع القضية السورية داخلاً وخارجاً. والمقصود هنا أن المهرجان والمنتجات الثقافية والفنية ضمنه، تتبنى حكاية الثورة السورية، وتحاول إعادة النظر في مصيرها وفي طبيعة التغيرات التي طرأت عليها، إلى جانب رصد تأثيرها على الشكل الفني والثقافة السورية.

الشرط الاستثنائي الذي تمر به فرنسا لم يمنع القائمين من الاستمرار بتنظيم المهرجان، الذي كان يقام في عدة فضاءات باريسية، حاشداً الزوار ضمن فعالياته المختلفة، إذ عمد المنظمون إلى تبني الصيغة الرقمية، وتوظيف الفضاء الافتراضي كمساحة لتقديم فعالياته وضيوفه.

الصورة من صفحة المهرجان على facebook

العدالة والتوثيق

اختار المهرجان هذا العام موضوع العدالة والتوثيق، رافعاً شعار "من أجل تحقيق العدالة"، إذ تنظم جمعيةWe exist إلى جانب "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، "النساء الآن من أجل التنمية" و"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" ندوة بعنوان "العدالة والمسؤولية"، وذلك لمناقشة الإمكانيات القضائية المتاحة لفرنسا والمحكمة الأوربية من أجل ملاحقة مجرمي الحرب، كما يحدث حالياً في محاكمات كوبلنز في ألمانيا، والتي تعتبر الأولى من نوعها فيما يخص الشأن السوري.

المنتجات الثقافية والفنية ضمن مهرجان Syrien n'est fait، الذي يُعقد للمرة الخامسة في باريس،تتبنى حكاية الثورة السورية، وتحاول إعادة النظر في مصيرها وفي طبيعة التغيرات التي طرأت عليها، إلى جانب رصد تأثيرها على الشكل الفني والثقافة السورية

الفعاليات المختلفة في المهرجان تدار في صالات افتراضية تحمل أسماء شكلت جزءاً من تاريخ الثورة السورية، ووعدها بالحرية والعدالة والديمقراطية، فهناك صالة نور حاتم زهرة، أو الرجل البخاخ كما عرف في سوريا، والذي ملأ الغرافيتي الذي أنجزه جدران العاصمة السورية، لكنه قتل في فرع الأمن العسكري عن عمر 23 عاماً، كذلك هناك صالة عدنان الزراعي، كاتب السيناريو المغيّب، واستديو باسل شحادة، السينمائي الذي فقد حياته موثقاً ما يحدث في سوريا، كذلك صالات باسم فدوى سليمان و مي سكاف اللتين رحلتا في باريس وكانتا أيقونات للثورة السورية.


انفتاح الفنون السورية على الفن الأوروبي

في حديث لرصيف22 مع منظّمي المهرجان وسؤالهم عن هذه النسخة، يقول عمر الأسعد، المسؤول الإعلامي: "نحاول الاستمرار في العمل في ظل هذه الشروط الاستثنائية المشتركة بين الجميع، وقد سعينا لأن نستضيف مختلف الأشكال الفنية السورية في أوروبا، لمخاطبة الجمهور الفرنسي والسوري على حد سواء، خصوصاً أن الفن السوري أصبح جزءاً من الحركة الفنية المعاصرة، وما نحاول القيام به هو تقديم المنتجات الثقافية والفنية بوصفها ذات خصائص جمالية عالمية، لا مجرد حالات استثنائية ذات صبغة سياسية".

ويضيف: "الكثير من الأعمال الفنية في المهرجان توضح انفتاح التجربة السورية على جماليات الفنون المعاصرة وسوق الفن الأوروبي، وتوظيف الموضوعة السورية جمالياً يعكس وعياً سياسياً لدى الفنانين. فبصورة ما، الثورة السورية لا ترتبط فقط بالنظام السوري والسوريين، بل أيضاً بالمنظومة السياسية الأوربية، ما يخلق حسّاً بالمسؤولية لدى المشاهد الفرنسي، ويوضح له إمكانية لعب دور فعال في القضية السورية".

يقدم مهرجان Syrien n'est fait حكايات ذات أسس واقعية تكشف جوانب مختلفة من سوريا، سواء في الداخل أو المنفى، في محاولة لتسليط الضوء على الذاكرة السورية المهددة بالنسيان 

الفعاليات في المهرجان تتبنى الأشكال الجديدة من نشر الثقافة في ظل جائحة كورونا، إذ يستضيف المهرجان حفلة رقمية مباشرة للفنان السوري أنس مغربي، وأخرى لكل من الرابر الفلسطيني أسلوب، والمغني الفلسطيني السوري أبو غابي، اللذين سبق لهما التعاون معاً عام 2019، موظفين الموسيقا الإلكترونية والموال والتغاريد الصوفية والراب، إلى جانب قصائد لمحمود درويش وأمل دنقل والحلاج، كذلك تحضر فرقة "ساعي البريد الأخير" التي تأسست في إستنبول عام 2015.

يستضيف المهرجان أيضاً فرقة "نَفَسٍ" للرقص وعرضها "In motion" المستوحى من العزلة التي نشهدها الآن، كذلك سيتم عرض مسرحية "وقائع مدينة لا نعرفها"، إخراج وائل قدور ومحمد آل رشي، المسرحية تستند إلى قصة واقعية حصلت في دمشق مع بداية الثورة. في ذات السياق، هناك ندوة عن الحركة المسرحية في سوريا، يتحدث فيها الباحث سيمون دوبوا، عن واقع الحركة المسرحية في سوريا منذ بداية الألفية الثالثة وحتى اليوم، بشكل خاص بعد عام 2011، في محاولة لكشف الروابط بين الحركة المسرحية والسياق السياسي الذي تعيشه سوريا.

خصص المهرجان صالة باسم نور حاتم زهرة، أو الرجل البخاخ كما يُعرف في سوريا، الذي ملأ الغرافيتي الذي أنجزه جدران العاصمة السورية، وقُتل في فرع الأمن العسكري عن عمر 23 عاماً

الأفلام المعروضة

يُعرض في المهرجان أيضاً عدد من الأفلام السورية كـ "ست قصص عادية" لميار الرومي، فيلم "لسا عم نسجل" لسعيد البطل وغياث أيوب، فيلم "سليمى" لجلال الماغوط، وفيلم "طريق البيت" لوائل قدّللو، وعبر هذه الأفلام يقدم المهرجان حكايات ذات أسس واقعية تكشف جوانب مختلفة من سوريا، سواء في الداخل أو المنفى، في محاولة لتسليط الضوء على الذاكرة السورية المهددة بالنسيان والعنف السياسي، كذلك يستضيف ندوة بعنوان "السينما والتوثيق في سوريا"، التي تطرح العلاقة بين العنف السياسي واستخدام الكاميرا بعد عام 2011.

على مدار أيام المهرجان هناك معارض دائمة، كمعرض "فن الشارع والثورة السورية"، الذي يضيء على التكتيكات السلمية في المقاومة داخل سوريا، ويتيح اكتشاف تطور الشارع في سوريا وعلاقته مع الثورة السورية، كذلك يمكن لنا متابعة معرض "غزل في عمق الإبداع"، الذي يسلط الضوء ويوثق لمراحل إنجاز مشروع "غزل" بزمالة جور دانسنت، إذ يقدم مجموعة صور ومقاطع فيديو التُقطت أثناء إقامة فنية حضرها عدد من الفنانين، كذلك يقدم مقاطع صوتية لشهادات نساء سوريات، تُقرأ من قبل ممثلات وممثلين مشاركين في المشروع، ما يسمح لنا بمتابعة مراحل إنجاز هذا العمل الفني متعدد الجوانب والتخصصات.

صورة المقال logo المهرجان من صفحته على facebook


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image