أحيا ناشطون سوريون الذكرى التاسعة لثورتهم، في 15 آذار/ مارس، فاستذكر بعضهم بفخرٍ الحراك السلمي الذي شهدته البلاد قبل أن تغدو الثورة حرباً، في حين رثى بعضهم الآخر الويلات التي حلت بسوريا وأهلها منذ ذلك الحين.
وشارك ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من التظاهرة الأولى في الثورة بسوق الحميدية وسط العاصمة دمشق عام 2011، يوم نادى فيها المحتجّون بأن "الشعب السوري لا يُذَلّ،" واستعاضوا عن ثلاثية "الله، سوريا، بشّار وبسّ،" بالهتاف "الله، سوريا، حرية وبس".
وتذكّر آخرون ما تبع ذلك من اعتقالٍ وتعذيب لتلاميذ سوريّين بسبب كتاباتٍ ثورية على حائط مدرستهم، منها "حان دورك يا دكتور" و"ارحل يا بشار".
كان من المفترض أن تنظم فعاليات للاحتفال بذكرى الثورة في عدة مدن سورية، وتركية، وأوروبية وغيرها. وألغي معظمها بسبب فايروس كورونا. إلا أن مدناً مثل عفرين والباب في ريف محافظة حلب أقامت فعاليات مختلفة.
في ذكرى الثورة السورية اختلط الأمل بالمرارة. سوريون يتحدثون عن معنى ثورتهم في الذكرى التاسعة لاندلاعها
في سياق متصل، طالبت الناشطة السورية دارين العبد الله على تويتر بأن لا ينسى العالم شهداء سوريا ومعاناة المعتقلين في سجونها، وألّا يحوّلهم إلى مجرد أرقام.
وكان لبعض الشهداء ذكرٌ خاص، كالطفل حمزة الخطيب الذي عُذب وقُتل في درعا ليغدو في عداد أيقونات الثورة، بالإضافة إلى حارس المرمى السابق لمنتخب كرة القدم السوري للشباب، عبد الباسط الساروت، الذي قُتل العام الماضي.
وبرغم أن الثورة السورية تحوّلت إلى حربٍ شاركت فيها عدّة جيوشٍ ودول، لم يفقد كثير من الناشطين الأمل على الرغم من تهجير نصف سكان البلاد وقتل نصف مليون سوري.
لكن ذلك لم يمنع سوريين كثراً من تذكر الآلام التي عاشوها خلال السنوات السابقة، بسبب التهجير، أو الدمار الذي أصاب مدنهم وقراهم، أو خسارتهم أناساً أحبوهم وقضوا نحبهم أو اختفوا قسراً خلال الحرب.
وقد أطلق ناشطون هاشتاغ #ما_بروح_من_بالي، وسطّروا فيه قصصهم وقصص غيرهم.
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، فلم يتم إحياء ذكرى الثورة، بل تحدث الناس عن الذكرى التاسعة لاندلاع الحرب. ومجّد البعض "صمود سوريا وقيادتها وجيشها وشعبها" خلال السنوات التسع.
وتذمر البعض الآخر من حال المناطق التي يعيشون فيها برغم إحكام جيش النظام سيطرته عليها.
"هل هذه هي مكافأتنا؟" مؤيدون للرئيس السوري يطالبون بتقدير وقوفهم إلى جانبه خلال الأعوام التسعة الماضية
تحدّث رصيف22 إلى سيدة تنحدر من قرية مجاورة لقرية آل الأسد في ريف اللاذقية، وتقيم في قريتها منذ أن نزحت قبل ست سنوات من حيّ التضامن، جنوب العاصمة دمشق، حيث كانت تقيم وتدير صالون تزيين نسائيّ.
"تسع سنين من الحرب انتصر فيها جيشنا على الإرهابيين ونحن ساندناه وما زلنا نسانده"، قالت السيدة التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها لأسبابٍ أمنية.
"مع الأسف لا تقابلنا الحكومة بالمساندة والدعم نفسيهما"، اشتكت السيدة، التي تضع على تطبيق الواتساب الخاص بها صورة الرئيس الأسد وهو في الزيّ العسكري والنظارة الشمسية السوداء.
وأضافت: "نحن نعاني من تدهور قيمة الليرة السورية بمعدلات غير مسبوقة. في كلّ يوم أزمة جديدة، إما شحّ في المازوت، أو في البنزين، أو تقنين في الكهرباء، أو انقطاع الماء، أو الغاز، أو فقدان الخبز".
"هل هذه هي مكافأتنا؟"، تساءلت السيدة ذات الـ47 عاماً من العمر. وتابعت: "زوجي استشهد خلال الحرب، وابني يخدم في الجيش السوري منذ ثماني سنوات، وأنا نزحت عن منزلي وعملي بسبب الإرهابيين. حدث كل ذلك ولم نعترض. نرجو من الحكومة مراعاة ظروف الناس، ومن السيد الرئيس أن يتدخل لمصلحة الشعب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...