شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
7 أفلام غربية حاولت إنصاف المدينة العربية

7 أفلام غربية حاولت إنصاف المدينة العربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 2 ديسمبر 202003:19 م

السينما مرآة للواقع. جملةُ شديدة الدقة في حال ما إذا كانت هذه الأفلام المُقدمة صادرة من جهات محلية تُعبر عن واقعها المعيش، لكنها تحمل قدرًا ـ ليس باليسير ـ من المجافاة، إذا ما حاول صناع هذه الأعمال رصد حياة مدنٍ أخرى غير التي يعيشون فيها، لذا نجدُ أن أغلب محاولات الغرب لتسليط الضوء على المدن العربية ضئيلاً للغاية، ولا يحمل أي قدر من المعايشة الحقيقية لأبناء الشرق.

الصورة المتوارثة عن العرب

بطبيعة الحال، تأتي هوليود في مقدمة السينما العالمية في محاولات التطرق للبلدان العربية في سينماها، نظراً لغزارة الإنتاج داخل تلك المدينة الأشهر في صناعة الأفلام، وتليها بعض المحاولات من دول أوروبا، لكن أغلبها غارق في التناول السطحي للدول العربية، وإظهار أبناء الشرق بصورة لا تخرج عن "البدو وحياة الخيام، دون مراعاة للفروق الثقافية المختلفة، ومدى الحداثة التي وصل إليها العرب في القرن الأخير"، بحسب تعبير الناقد الفني رامي المتولي، في حديثه لـرصيف 22.

يقول السيناريست المصري محمد حلمي هلال: "يجب التفريق بين صورة المواطن العربي وصورة المدينة العربية في الأعمال العالمية، مع ملاحظة شيءٍ قد لا يتجلى بوضوح للمشاهد العادي، وهو أنهم يعطون لوناً في الصورة للمدينة أو الشارع العربي يجعله يبدو غاية في الكآبة والقبح."

وبحسب تعبير حلمي هلال لـرصيف 22، فإن هناك حالة من سوء الفهم لدى السينما الغربية عن الحياة في العرب، "إذ تتجلى السخرية في تسليط الضوء على المعتقدات الغبية في الشارع العربي، فالرجل الشرقي في نظرهم إما وغد ومخادع واقرب ما يكون إلى النصاب، ولا يمكن الوثوق به بحال من الأحوال، وإما غبي!."

بالتأكيد لكلّ قاعدة استثناء، ولكل سائد محاولة لكسر نمطيته، وهو ما دفعنا في هذا التقرير لتسليط الضوء على الأفلام العالمية التي تناولت المدن العربية، بصورة حسنة، أو منصفة على أقل تقدير.

The spy who loved me وOSS 117... مصر بين الأصل والصورة

في هذا الجزء الخاص من سلسلة أفلام جيمس بوند (The spy who loved me) يعود العميل البريطاني السرّي، جيمس بوند في مهمته الجديدة محاولاً الكشف عن كيفية اختفاء الغواصة البحرية الملكية بولاريس التي تحمل ستة عشر رأساً نووياً بينما تقوم بدورياتها.


نال هذا الفيلم الإنكليزي حظّه من التصوير في مصر عام 1977، قبل أن يتمّ تعقيد إجراءات تصوير الأفلام في مصر لاحقاً، وبه شاهد الجمهور أماكن طبيعية تنتمي لعدد من محافظات مصر، وهي القاهرة (مسجد أحمد بن طولون، سوق التوابل في شارع المعز)، والجيزة (الهرم الأكبر وأبو الهول، وواحة سقارة)، والأقصر (قاعة الأعمدة الكبيرة، ومعبدي الكرنك وآمون)، وأسوان (أبو سمبل).

الفيلم من إخراج لويس غيلبرت، وتأليف ريتشارد مابوم، وبطولة روجر مور، وفيرنور دوبتشيف.

يجب التفريق بين صورة المواطن العربي وصورة المدينة العربية في الأعمال العالمية، مع ملاحظة شيءٍ قد لا يتجلى للمشاهد العادي، وهو أنهم يعطون لوناً في الصورة للمدينة أو الشارع العربي يجعله يبدو غاية في الكآبة والقبح

وفي عام 2006 صدرت نسخة فرنسية تحاكي أحداثه بعنوانOSS 117 ، لكنه لم يتم تصويره في المغرب وليس في مصر، رغم أن النسخة تحمل اسماً توضيحياً، وهو Cairo, Nest of Spies.

The English Patient... المريض الإنكليزي بين القاهرة وصحراء مصر

صدر الفيلم نهايات عام 1996، وبه وجدنا صورة نمطية لبدو صحراء مصر، لكنها تبدو منطقية بالتوافق مع زمن الأحداث، حيث الحرب العالمية الثانية، فرأينا صورة برّاقة للمصريين، الذين اهتمّوا بعلاج المريض الإنكليزي المصاب بحروق شوّهت وجهه بالكامل، بالإضافة إلى صورة مماثلة للقاهرة التي دارت بها بعض الأحداث، تزامناً مع الاحتلال الإنكليزي لمصر آنذاك.


الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم لمايكل أونداتجي، ومن إخراج أنطوني مينجلا، وبطولة رالف فاينس، وجولييت بينوش، وحاز على سبع جوائز أوسكار. وللمفارقة لم يضم العمل ممثلاً مصرياً واحداً، وقام بأدوارهم مجموعة من الممثلين التونسيين، أبرزهم هشام رستم.

Jumper... أبو الهول على الأفيش

انتماء هذا الفيلم لفئة الخيال والحركة، كان مبرراً لعدم غوصه في عمق الواقع المصري والتاريخي، إذ صَوَّرت بعض المشاهد الأهرامات وأبو الهول، لكنها كانت مجرّد صورة عرضية تتماشى مع الفكرة العامة للفيلم، وبطله الذي يمتلك قدرة خارقة على التنقل إلى مكان يريده بسرعة خاطفة.

لذا يعتبر هذا الفيلم الصادر عام 2008، ذا واقع ترويجي ــ حتى وإن لم يكن مقصوداً ـ للسياحة المصرية.

Jumper من تأليف ديفيد إس جوير، وإخراج دوج ليمان، وبطولة هايدن كريستنس، وجيمي بيل، وصامويل جاكسون.

Green Zone... عراق ما بعد صدام

في هذا الفيلم نقع أمام قصة الرقيب روري ميلر، المنوط به الكشف عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، التي لم يتمّ العثور عليها. ويبدأ في رحلة من الشكوك لينتهي به الحال بأن المعلومات الواردة للاستخبارات الأمريكية مجافية للحقيقية، وتتصاعد الأحداث بدخول أفراد عراقية في الصراع. تللك المحاولة للإنصاف لم تكتمل بالتصوير في الأرض الحقيقية للأحداث، واختار صناعه إسبانيا والمغرب بدلاً من العراق.

في الفيلم المريض الإنكليزي نجد صورة نمطية لبدو صحراء مصر، لكنها تبدو منطقية بالتوافق مع زمن الأحداث، حيث الحرب العالمية الثانية. هناك صورة برّاقة للمصريين الذين اهتمّوا بعلاج المريض الإنكليزي، بالإضافة إلى صورة مماثلة للقاهرة التي دارت بها بعض الأحداث

الفيلم أخرجه بول غرينغراس عام 2009، ومن تأليف براين هليغليند، وقام ببطولته مات ديمون، وإيمي رايان، والممثل المصري البريطاني، خالد عبد الله.

Mission Impossible – Ghost Protocol... دبي على خارطة السياحة

في الجزء الرابع من سلسلة أفلام Mission Impossible يخرج إيثان هانت من أحد سجون موسكو للحصول على أسرار نووية من الكرملين، وتبدأ رحلته التي تُجابه بآخرين يريدون إشعال حرب نووية.

من بين أحداث الفيلم الصادر عام 2011، نرى بطله توم كروز، وهو يتسلق برج خليفة في دبي، داخل كادر عام تمّ فيه إبراز معالم المدينة بشكل جمالي، مما اعتُبر ترويجاً للبرج الذي افتتُح قبل عام واحد تقريباً من صدور الفيلم.

الفيلم إخراج براد بيرد، ومن تأليف أندريا نيميتش، وزامَل كروز في بطولته: جيرمي رينر، وسايمون بيغ، وبولا باتون.

Salmon fishing the Yemen... شيخ يمني يحقق المستحيل

القصة هنا تدور حول شيخ يمني يُدعى محمد بن زيدي التهامي (عمرو واكد)، الذي يعمل جاهداً لإقامة مشروع لصيد أسماك السلمون في بلاده، فيتعاقد مع عالم بريطاني يدعى فريد جونز (إيوان مكغريغور) لتنفيذ المشروع، بمساعدة الخبيرة الاستشارية هارييت تشيتوود تالبوت (إيميلي بلانت).

لم يُصور الفيلم الصادر عام 2012 على أرض اليمن، لكنه عانى المستحيل للتصوير في المغرب، بعدما تعرضت الكثير من الأماكن للغرق، نتيجة هطول المطر الغزير أكثر من مرّة، مما جعل صنّاعه يعتبرون إنجازه "مهمة مستحيلة".

A hologram for the king... توم هانكس على أرض السعودية

وفي محاولة للخروج من النمط العام المتعارف عليه في سينما هوليود بأن البلاد العربية صحراء قاحلة، يسكنها بدو منعزلون عن العالم، ظهر هذا الفيلم للمثل المحبوب عربياً، توم هانكس، من خلال قصة تدور حول رجل أعمال يعاني من خسارة مادية فادحة، أنهكته اقتصادياً.


يقرر هذا الرجل الذهاب للمملكة العربية السعودية المستقرة اقتصادياً سعياً وراء تحسين أوضاعه المالية، ومن ثم يعرض أفكاراً براقة على أحد أمرائها، بهدف إنشاء مدينة جديدة باستثمارات مرتفعة.

الفيلم الصادر عام 2016، مُقتبس عن رواية لديف إيغرس، وعالجها درامياً السيناريست والمخرج توم تيكوير، وشارك في بطولته إلى جوار توم هانكس، الفنانون: توم سكريت، وساريتا تشوردي، والممثلان العربيان أثير عادل (العراق)، وظافر العابدين (تونس).

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard