باتت الإمارات العربية المتحدة أول بلد عربي يفتتح تمثيلية ديبلوماسية له في مدينة العيون، في الصحراء الغربية. ويأتي ذلك في سياق تبذل فيه الديبلوماسية المغربية جهداً كبيراً لإقناع عدد من الدول بافتتاح سفارات في هذه المدينة، كنوع من الاعتراف الفعلي بسيادة المملكة على أراضي الصحراء.
الرباط تُبارك القرار التاريخي
يفتح إعلان الإمارات افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون الباب أمام كثير من التأويلات والتحليلات، يقرأها بعض المراقبين كنوع من المقايضة التي تمارسها أبو ظبي بغرض إقناع عدد من الدول العربية بالمضي قدماً في خطوة توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل
مساومات من أجل التطبيع ؟
يفتح إعلان الإمارات افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون الباب أمام كثير من التأويلات والتحليلات، يقرأها بعض المراقبين كنوع من المقايضة التي تمارسها أبو ظبي بغرض إقناع عدد من الدول العربية بالمضي قدماً في خطوة توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.
ويعتبر المغرب من الدول التي تردّد اسمها كثيراً خلال الأشهر الأخيرة كإحدى البلدان التي يحتمل أن ُتعلِن عن تطبيع العلاقات مع اسرائيل قريباً، خصوصاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن صرح أن خمس دول عربية ستنضم إلى القافلة قريباً.
ويظهر أن الرباط تواجه ضغوطاً أمريكية لإعلان علاقات مع اسرائيل كشرط لتحسين علاقاتها مع الإدارة الأمريكية وانتزاع موقف منها لصالحها في نزاع الصحراء، غير أن الديبلوماسية المغربية لا تزال تتجنب بذكاء هذه المناورات، منتظرةً ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة.
ولا يستبعد المدافعون عن طرح ارتباط فتح الإمارات لقنصلية في مدينة العيون بهذه الجهود الأمريكية الإسرائيلية لتسجيل أكبر عدد ممكن من الدول العربية في نادي المطبعين، أن تكون أبو ظبي الوسيط بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، خصوصاً أن الإمارات كانت جزءاً من المفاوضات بشأن السودان.
لا يستبعد المدافعون عن طرح ارتباط فتح الإمارات لقنصلية في مدينة العيون بهذه الجهود الأمريكية الإسرائيلية لتسجيل أكبر عدد ممكن من الدول العربية في نادي المطبعين، أن تكون أبو ظبي الوسيط بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، خصوصاً أن الإمارات كانت جزءاً من المفاوضات بشأن السودان
نهاية الفتور
لكن محللين آخرين يستبعدون هذه الفرضية، ويتوقعون أن ينحو المغرب منحى الحذرِ نفسه في الموقف السعودي من الهرولة إلى التّطبيع، ويرون أن الخطوة الأخيرة مرتبطة برغبة إماراتية في إعادة الدفء إلى العلاقات التاريخية مع المغرب بعد جمود استمر سنوات طويلة، وأن المغرب قادِرٌ على الحفاظ على توازنٍ بين مصالحه القومية واستقلالية قراره الخارجي.
ُيشار إلى أن العلاقة المغربية الإماراتية غلب عليها التذبذب في السنوات الأخيرة بسبب خلافات حول ملفات إقليمية على رأسها الأزمة الخليجية والنزاع في ليبيا، ومزاعم عن تدخٌّل إماراتي في الشؤون الداخلية للرباط بسبب قيادة الإسلاميين للحكومة المغربية، وهذا ما أسفر عن تبادل استدعاء السفراء بين البلدين أكثر من مرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...