شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بدأتها مصر... موجة تعاقد عربية جديدة مع شركات الضغط الأمريكية بعد فوز بايدن

بدأتها مصر... موجة تعاقد عربية جديدة مع شركات الضغط الأمريكية بعد فوز بايدن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 13 نوفمبر 202003:31 م

لطالما كانت دول عربية عدة من أكثر بلدان العالم إنفاقاً على شركات العلاقات العامة والضغط الأمريكية المعروفة باسم "اللوبي"، وذلك لتحسين صورتها في الولايات المتحدة، ومحاولة كل طرف كسب دعم واشنطن في مواجهة الأخر.

أشارت التقارير الواردة من واشنطن إلى أن هناك موجة جديدة من التعاقدات مع هذه الشركات بدأت فعلياً بمصر، وذلك بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي أبدى موقفاً داعماً لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية.

وتُظهر مواقع أمريكية أن دول الخليج كثفت تعاقدتها مع هذه الشركات خلال العام الحالي لأغراض كثيرة. 

مصر

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، كشف تقرير لموقع "فورين لوبي" الأمريكي أن مصر تعاقدت مع فريق ضغط قوي لتحسين صورة القاهرة في واشنطن مقابل 65 ألف دولار أمريكي في الشهر.

في التقرير، كشف الصحافي الأمريكي المتخصص في رصد التعاقدات مع شركات العلاقات العامة جوليان بيكيه أن الحكومة المصرية لم تهدر أي وقت في التحضير لحقبة ما بعد دونالد ترامب، إذ جمعت فريق ضغط قوي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

يضم الفريق عضو الحزب الجمهوري السابق في الكونغرس إد رويس والديمقراطي نديم الشامي الذي عمل كمساعد سابق لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

ولفت بيكيه إلى أن السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران وقع عقداً بقيمة 65 ألف دولار شهرياً في اليوم التالي لإعلان خسارة ترامب مع شركة "براونشتاين حياة فاربر شكريك".

كان رويس يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب من عام 2013 حتى عام 2018، ويظهر أنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت، كما أصدر العديد من البيانات الداعمة للحكومة المصرية بعد الإطاحة بمرسي عام 2013.

بحسب بيكيه، فإن الشامي، الناشط المخضرم في الكونغرس لمدة 25 عاماً والذي قضى طفولته في القاهرة، سيعمل مع رويس والجمهوري المخضرم مارك لامبكين الذي يدير مكتب الشركة في واشنطن، وجامع التبرعات الديمقراطي البارز ألفريد موتور ومدير السياسات دوغلاس ماغواير.

ستقدم الشركة "خدمات العلاقات الحكومية والاستشارات الإستراتيجية في الأمور المعروضة على حكومة الولايات المتحدة"، وفقاً لما ورد في ملف تسجيل العقد لدى وزارة العدل الأمريكية، بينما قال بيكيه إن المدة الأولية للعقد هي سنة واحدة وسيتم إعادة تقييمها بعد ذلك.

يأتي العقد في الوقت الذي تخشى فيه القاهرة عودة بعض الأمريكيين إلى السلطة والذين يلومون مصر على تراجع أوضاع حقوق الإنسان.

"لم تهدر الحكومة المصرية أي وقت في التحضير لحقبة بايدن، إذ جمعت فريق ضغط قوي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يضم عضو الحزب الجمهوري السابق في الكونغرس إد رويس والديمقراطي نديم الشامي الذي عمل كمساعد سابق لرئيسة مجلس النواب"

وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" والرئيسة المشاركة لمجموعة العمل الأمريكية حول مصر المكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ميشيل دان: "من الواضح أنهم قلقون"، معلقة بأنه "عندما اتضح أن بايدن هو الفائز، أرسل السيسي تهنئته والآن نرى وزراء الخارجية السابقين والشخصيات البارزة يتم استدعاؤهم في البرامج الحوارية لطمأنة مؤيدي الحكومة في مصر بأن كل شيء سيكون على ما يرام مع بايدن".

وكانت الحكومة المصرية قد فسخت  العقد مع شركة مجموعة "غلوفر بارك"، في كانون الثاني/يناير عام 2019، بعد إذاعة شبكة "سي بي إس" مقابلة مع السيسي، ضغط خلالها المضيف سكوت بيلي مراراً وتكراراً على الرئيس المصري.

ومثّلت "غلوفر بارك" الحكومة المصرية منذ عام 2013، وذلك بحسب رسائل البريد الإلكتروني المسربة من حساب سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، والتي كشفت أن أبوظبي دفعت قيمة التعاقد مع "غلوفر بارك" خلال تلك المدة.

ومن غير المعروف ما إذا كانت الإمارات ستدفع قيمة التعاقد الجديد.

وتأتي الخطوة المصرية كذلك بعدما استأجرت إثيوبيا شركة "Barnes & Thornburg"، في حزيران/ يونيو، في محاولة لكسب إدارة ترامب في النزاع مع القاهرة حول سد النهضة.

السعودية

تُعد السعودية من أبرز الدول العربية التي تعاقدت مع شركات ضغط في واشنطن، وذلك لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وتحسين صورتها لدى مؤسسات الحكم الأمريكية.

في نهاية آب/أغسطس الماضي، كشف الصحافي نفسه في "فورين لوبي" أن اثنتين من أكبر شركات الاستشارات في العالم جددتا تعاقدهما مع الرياض للعمل كوكلاء سعوديين. وقال بيكيه إنه تم التعاقد مع شركتي "McKinsey & Company" و"Boston Consulting Group International" لتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والسعودية نيابة عن المجلس السعودي للشؤون الاقتصادية والتنمية، وفقاً للوثائق المقدمة إلى وزارة العدل.

وتُظهر وثائق قديمة أنه تم دفع 4.8 مليون دولار و2.8 مليون دولار على التوالي من قبل شركة "أرامكو" السعودية، مقابل العمل المنجز بين كانون الأول/ ديسمبر عام 2015 وحزيران/ يونيو عام 2016.

وفي تموز/يوليو الماضي، كشف عقد مقدم لوزارة العدل الأمريكية أن السفارة السعودية تعاقدت مع شركة "Booz Allen Hamilton" عام 2017، حيث تم دفع 3 ملايين دولار للشركة، ما رفع إجمالي مدفوعات السعودية إلى الوكلاء الأجانب إلى حوالي 10.5 مليون دولار خلال المدة الماضية.

بحسب تقرير نشرته إحدى المنظمات المتخصصة في رصد شركات العلاقات العامة، فإن السعودية تعاقدت عام 2020 مع شركة "King & Spalding" بقيمة 872،865 دولار ومجموعة "Larson Shannahan Slifka" بقيمة 632،500 دولار. وتعاقدت كذلك مع "Brownstein, Hyatt et al" بقيمة 450 ألف دولار و "Hohlt Group Global" بـ320 ألف دولار، و"Mckeon Group" بـ270.000 دولار، و"Williams Group" بـ270.000 دولار و"Law Office of David B Kultgen" بـ125.514 دولار.

كذلك تعاقدت مع شركة "Karv Communications" بقيمة 114000 دولار و "Summit Information Services Inc" بقيمة 63000 دولار و"Hathaway Strategies" بـ43000 دولار.

الإمارات

قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن مكتب الدبلوماسية العامة في الإمارات تعاقد مع شركة "FleishmanHillard" بهدف الترويج لبرنامج الفضاء الإماراتي في الصيف الماضي.

وذكر الموقع أن الشركة ستقوم بحملة إعلامية من خلال التواصل مع الصحافيين المقيمين في الولايات المتحدة، ومشاركتهم بالبيانات الصحافية وتنسيق المقابلات والإحاطات الإعلامية مع المتحدثين الإماراتيين.

بدأ التعاقد في 17 حزيران/يونيو الماضي وانتهى في 31 تموز/يوليو الماضي بقيمة 24000 دولار.

وتعاقدت الإمارات مع "Glover Park Group" الشهيرة لإجراء أبحاث استقصائية بشأن الرأي والمواقف العامة في واشنطن، ودفعت 35 ألف دولار للشركة بموجب العقد الذي امتد من 22 حزيران /يونيو إلى 31 تموز/يوليو.

أشارت تقارير إلى وجود موجة جديدة من التعاقدات مع شركات ضغط أمريكية بدأت فعلياً مع مصر، بعد فوز بايدن الذي أبدى موقفاً داعماً لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، وتُظهر مواقع أمريكية أن دول الخليج كثفت كذلك تعاقدتها مع هذه الشركات خلال العام الحالي لأغراض كثيرة 

في 2020، تعاقدت شركة " Teneo Strateg" مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ومقرها أبو ظبي، وهي مؤسسة عائلية للأميرة سلامة بنت حمدان المتزوجة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. وينتهي العقد الذي تبلغ قيمته 3 ملايين دولار سنوياً في كانون الأول/ ديسمبر عام 2021.

بحسب "المونيتور" فإن "Teneo" تعمل أيضاً بشكل خاص لصالح شركة "نيوم" السعودية والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في البلاد والمسؤولة عن تطوير مدينة نيوم العملاقة.

في تقرير نشره بيكيه، في آب/أغسطس الماضي، قال إن الإمارات تعاقدت مع جماعات ضغط لتصنيف قناة "الجزيرة الإنكليزية" بأنها وكيل أجنبي لقطر في الولايات المتحدة، حيث تعاقدت مع شركة "Akin Gump" التي قامت بالاتصال بمكاتب الكونغرس التي بدأت منذ شباط /فبراير مناقشة وضع الجزيرة كوكيل أجنبي.

وتعاقدت الإمارات كذلك من خلال هذه الشركة مع الرئيسة السابقة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليانا روس ليتينين، وهي جمهورية وتعمل مستشارة حالياً في مجال الضغط والعلاقات العامة.

بحسب التقرير، كانت سفارة الإمارات في واشنطن قد دفعت للشركة 800 ألف دولار للضغط لفرض عقوبات على إيران وروجت لانسحاب الإمارات من الحرب في اليمن ومبيعات الأسلحة لأبوظبي والحصار على قطر.

في كانون الثاني/يناير، ساعدت الشركة في تنظيم اجتماعات في مصرف الإمارات المركزي وشركة بترول أبوظبي الوطنية والاتحاد للطيران ووفد من وزارة التجارة الأمريكية برئاسة مساعد وزير الأسواق العالمية إيان ستيف.

وفي 10 آذار/مارس ، ساعدت الشركة في تنظيم "لقاء تمهيدي" بين العتيبة والنواب الديمقراطيين روبن جاليغو وسيث مولتون وغيرهم.

ومن أبرز المهمات التي قامت بها مؤخراً كانت طمأنة السيناتور الجمهوري تيد كروز في ما يتعلق بمقالة رأي نشرها العتيبة في 12 حزيران/يونيو في وسائل الإعلام الإسرائيلية، محذراً فيها من أن ضم الضفة الغربية قد يؤدي إلى انتكاسة في مسار تحسن العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية.

قطر

كشف موقع "المونيتور" أن قطر تعاقدت في حزيران /يونيو مع شركة ضغط عامة معروف باسم "RF | Binder" لمدة عام بقيمة 360 ألف دولار.

قادت هذه الشركة حملة إعلامية لفضح أنشطة خصوم قطر، إذ نشرت مقالاً في صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية تكشف فيه عن وجود صحافيين وهميين ينشرون مقالات ضد الدوحة، بالاتفاق مع الإمارات في وسائل إعلام يمينية.

وكشف بيكيه أن الجزيرة أيضاً دفعت مبلغ 640 ألف دولار لشركة الضغط "DLA Piper" ومقاوليها من الباطن "CLS Strategies" و "TCK International" للدفاع عن سمعتها في الولايات المتحدة ولتجنب تصنيفها كوكيل أجنبي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image