شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بعدما جعله رمزاً للفخر الوطني والقوة... بلد إسلامي يمجّد الكلب

بعدما جعله رمزاً للفخر الوطني والقوة... بلد إسلامي يمجّد الكلب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 13 نوفمبر 202012:03 م

بينما لا يزال العديد من الشيوخ يعتبرون الكلب "نجساً"، أقدم أمس حاكم دولة ذات غالبية مسلمة على تكريم كلبه لدرجة تناهز التقديس. 

في خطوة مثيرة، عبّر قربانقلي بردي محمدوف، حاكم تركمانستان، في آسيا الوسطى، عن حبه الشديد لكلبه من فصيلة Central Asian Shepherd (كلب آسيا الراعي)، بإنشاء تمثال ضخم له من الذهب ارتفاعه ستة أمتار.

ونقلت وكالة أنباء تركمانستان الحكومية أن النصب التذكاري للكلب، الذي يمثل سلالة محلية تعرف أيضاً باسم "ألاباي"، صمم بحيث يكون ذيله عالياً ورأسه مرتفعاً على قاعدة في وسط العاصمة عشق أباد، ليعكس "فخر السلالة واعتدادها بذاتها".

احتفال فخم للتمثال

لم يكتفِ الحاكم بالتمثال لتكريم كلبه الأثير وإنما نظم حفلاً ضحماً لإزاحة الستار عن التمثال بحضور مطربين وراقصين، وسحب من البالونات الملونة، في حين عرضت صور الكلب على شاشة تلفزيونية دائرية على قاعدة التمثال.

لدرجة تناهز التقديس… يبالغ حاكم تركمانستان ذات الأغلبية المسلمة في التعبير عن حبه لكلبه من سلالة "ألاباي" إذ جعله رمزاً للفخر الوطني وأهداه إلى رؤساء وصمم له تمثالاً عملاقاً من الذهب!

خلال الاحتفال، ظهر أحد الأطفال وهو يحمل جرو ألاباي، بينما بردي محمدوف يشاهد مراسم الاحتفال بسعادة ويشارك في الغناء تحيةً للكلب.

اللافت أن بردي محمدوف الذي قد يبدو -من فرط اهتمامه بكلبه- رحيماً، هو أحد أكثر الحكام استبداداً حول العالم ولحكومته سمعة سيئة في قمع المواطنين.

في مناسبات عديدة، وُثِّق حب بردي محمدوف لكلبه الذي أصبح رمزاً للفخر الوطني والقوة. في العام الماضي، أصدر الحاكم كتاباً عن هذه السلالة، بعنوان: "كلب ألاباي التركماني"، بما في ذلك قصيدة كتبها خلال اجتماع لمجلس الوزراء. عند إطلاق الكتاب، غنى المشاركون الأغاني تكريماً للكلب في قاعة مزدحمة بكبار المسؤولين. كما أهداه لرؤساء عدة، بينهم الروسي فلاديمير بوتين.

أما نجل الرئيس، سردار بردي محمدوف، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة محتمل للحكم، فهو رئيس جمعية تركمان ألاباي، التي عقدت اجتماعها الدولي الأول في آب/ أغسطس الماضي. وقالت الحكومة هذا الشهر إنها تستعد لترشيح الكلب لإدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو كأصل ثقافي.

تم استخدام Alabai تقليدياً لحماية الماشية، وهو من فصيلة منتشرة في جميع أنحاء آسيا الوسطى في بلدان مثل كازاخستان وطاجيكستان.

وليس معروفاً كم بلغت تكلفة التمثال العملاق للكلب الذي لفتت وكالة الأنباء الحكومية إلى أنه تم الكشف عنه في إطار افتتاح حزمة من البنية التحتية الجديدة غرب العاصمة، ضمّت العديد من المباني السكنية الشاهقة ومركزاً للتسوق.

قد يبدو محمدوف -بما يفعله حيال كلبه- رؤوفاً رحيماً، لكنه في الحقيقة يقود واحداً من أكثر أنظمة العالم قمعاً ودكتاتورية وانغلاقاً

وبردي محمدوف، طبيب أسنان سابق، يترأس البلاد منذ عام 2006 عقب وفاة الديكتاتور السابق صفرمراد نيازُف. لكنه تولى السلطة رسمياً عام 2007 عقب انتخابات قال المراقبون الدوليون إنها لم تخلُ من التزوير.

وللحاكم الذي تجاوز الستين من العمر ميول استعراضية، ومراراً ظهر في مقاطع فيديو وهو يتباهى ببراعته الرياضية ومهاراته العسكرية بما في ذلك إطلاق النار.

وعلاوةً على شغفه بكلب ألاباي، اشتهر بردي محمدوف بشغفه  بحصان "أخال تكي"، وهو من سلالة تركمانية معروفة بقدراتها البدنية وبريقها الذهبي. وسبق أن صمم له تمثالاً ذهبياً أيضاً عام 2015، ارتفاعه 69 قدماً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image