"مين عنده صورة لعلا الفارس قبل فلوس السعودية؟"، سؤال غرّد به حساب إخباري سعودي على تويتر يُدعى "موجز الأخبار" ويُتابعه نحو أربعة ملايين.
يأتي السؤال ضمن حملة إلكترونية واسعة من الممكن القول إنها بدأت منذ انتقال الإعلامية الأردنية علا الفارس من مجموعة قنوات MBC السعودية إلى قناة الجزيرة القطرية.
وتتعدد الإهانات التي تطال الفارس. تارةً بسبب شكلها، وتارةً أخرى لكونها "ليست أكثر من داعرة ارتميتِ بحضن الجزيرة"، وفق تعبير البعض. وتُكتب مثل هذه العبارات بأساليب متنوعة، وكلها تندرج تحت إهانة النساء والإساءة إليهن عبر الحديث عن أجسادهن أو عن ممارسات قمن أو لم يقمن بها، وتشمل حرياتهن الشخصية.
واعتبر فريق من متابعي الحساب السعودية أن تغريدته "رخيصة وتافهة". وهناك مغردون شاركوا صوراً لفارس قبل "الفلوس السعودية"، ومن غرّد بصورة لكلب لديه شعر طويل، ومن غرّد بصورة لدجاجة من دون ريش مع تعليق "حافظة الصورة عندي". وهناك من اعتبر أنها "زيتونة" الشخصية الكرتونية، وأنها "كانت كومبارس عند 'بوباي'. هو يدفع وهي تقوم بأي دور".
بعد ادعاء أن نجاحها يعود إلى تقديمها "خدمات جنسية" على نحو يصبّ في انتهاكات مستمرة للمرأة وقدراتها... حساب إخباري موثق يسأل: "مين عنده صورة لعلا الفارس قبل فلوس السعودية؟"
سؤال وجيه
وجاء رد الفارس على تغريدة الحساب السعودي بلهجة ساخرة: "حساب أخبار سعودي موثق يتابعه 4 مليون يترك كل شؤون البلاد ويوجه سؤالاً وجيهاً للمواطن السعودي". وشاركته بصورة "قبل الفلوس السعودية" كما أراد. وكتبت: "تفضل في حضن المربية الخاصة عام 1986. وقتها حضرتك كانت هوايتك تجمع ريش الدجاج أتوقع، الحمدلله ما أخذت غير راتبي مقابل جهدي ولا منة لأحد علي وقد غاب عنك أني عملت لمدة عامين دون أن أتقاضى دولاراً واحداً حباً بالمهنة وتقديراً للفرصة، مودتي واحترامي للشعب السعودي الأصيل لا أنت".
في سياق متصل، هوجمت تغريدة الحساب السعودي من قبل داعمين ومعارضين للقرار الذي اتخذته علا الفارس بانتقالها من قناة إلى عدوتها. مما كُتب: "أغلب السعوديين يظنون أن الراتب الذي يأخذه العامل الأجنبي مقابل العمل الذي يقدمه صدقة أو فضل منهم".
وتساءل مغرد بعيداً عمّا أسماها "وساخة" علا الفارس: "متى يتطور إعلامنا؟ كل ما جاء واحد تكلم عن السعودية قال ترا احنا معطينك فلوس!". وأشار إلى أن لولا حديث الإعلام السعودي عن الفارس، لم يكن ليعلم بها أحد، واصفاً هذا الإعلام بـ"الغبي".
وأثنى على هذا الرأي مغرد آخر بالقول: "الإعلام الذي لا يمثلني كسعودي… أصبحت علا الفارس الشغل الشاغل لإعلامنا".
ومما قيل لفارس إن الحساب ترك قضايا السعودية وتفرغ لها لأنها "أيضاً تركت أخبار الدول وتعلق على أخبار السعودية فقط".
"أغلب السعوديين يظنون أن الراتب الذي يأخذه العامل الأجنبي مقابل العمل الذي يقدمه صدقة أو فضل منهم"...بعد ادعاء أن نجاحها يعود إلى تقديمها "خدمات جنسية" على نحو يصبّ في انتهاكات مستمرة للمرأة... حساب إخباري موثق يسأل: "مين عنده صورة لعلا الفارس قبل فلوس السعودية؟"
"خدمات جنسية"
يدعي مغردون سعوديون وإماراتيون أن نجاح علا الفارس يعود إلى تقديمها "خدمات جنسية". وطلبوا منها التخلّي عن التقديم التلفزيوني والتركيز على "تقديم خدمات أخرى" عبر هاشتاغ #علا_ساونا.
وكانت زميلتها في قناة الجزيرة، غادة عويس، قد كتبت مقالاً مفصلاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن الحملة التي استهدفتها والفارس من قبل نشطاء ومغردين سعوديين وإماراتيين وشخصيات عامة سعودية وإماراتية، منها الرئيس السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان، والمفتي في وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، نايف العساكر، المقرب من محمد بن سلمان، وحمد المزروعي المقرب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
ومما تضمنه مقال عويس الذي جاء بعنوان "أنا صحافية في الشرق الأوسط والهجمات عبر الإنترنت لن تخرسني": "سرقوا صوري الخاصة بملابس السباحة من هاتفي ونشروها على تويتر بادعاءات كاذبة وذكورية وعدوانية تدعي أنّ الصور التُقِطَت في مزرعة رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية القطري الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني".
تحدثت عويس عن سرقة صور شخصية لها، وعن ذهولها بطريقة إعادة نشر التغريدات مئات المرّات في الدقيقة الواحدة. وتابعت: "في غضون ساعات قليلة، نُشرت صور لي في حوض السباحة وبعضها مشفّرة لجعل الناس يعتقدون أنني عارية، تم نشرها وتغريدها أكثر من 40 ألف مرة".
ولفتت إلى أنها لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها للتنمر عبر الإنترنت أو لحملة ممنهجة عبر مواقع التواصل، ولكن المختلف هو أنه "يبدو أنّ المهاجمين اخترقوا هاتفي هذه المرّة"، وفق قولها.
ومن الرسائل التي تلقتها وذكرتها في مقالها: "أخبرينا عن ليلتكِ. كيف كانت الدعارة؟ هل كنتِ في حالة سكر بينما كنتِ عارية؟ لا عجب أنها عارية. إنها مسيحية رخيصة. إنها عجوز وقبيحة".
وجزمت عويس بأن سبب الهجوم عليها مناقشتها سياستيْ السعودية والإمارات، واعتبرت أن الحملة رسالة إلى الصحافيين في الشرق الأوسط، مفادها: "لا تنتقد أولياء العهد".
واعتبرت أن المتنمّرين لم يهاجموها وعلا الفارس لأنهما إعلاميتان فقط، بل هوجمتا لأنهما "امرأتان تجرأتا على النقد". كتبت: "اخترعوا رسماً كاريكاتورياً يصوّرني على مكتب رئيس مجلس إدارة الجزيرة مع عبارة 'أريد زيادة في الراتب'. بالنسبة إلى هؤلاء، من غير المقبول أن تكون المرأة ناجحة على أساس جدارتها المهنية والعمل الشاق. بالنسبة إلى حكوماتهم، يُنظر إلى المرأة ولا يتم الاستماع إليها، ما لم يشغلن مناصب رمزية بغرض الدعاية للنظام وواجهة لحداثة مزعومة واستعراضاً أمام وسائل الإعلام في العالم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...