شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"لا نريد أن تموت في لبنان"... اتّهام مقدّمة برامج بانتهاك حقوق عاملة منزلية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 2 نوفمبر 202012:13 م

"- مرحبا، معي نسرين؟
- نعم؟
- معي نسرين؟
- نعم.
- مرحبا نسرين، أنا باتريشيا من جمعية This Is Lebanon.
- أهلاً كيف حالك؟
- بخير، وأنتِ؟
- بخير.
- المكالمة بخصوص هانا... تواصلت معنا عائلتها، تسألنا لماذا لم تتسلم راتبها منذ خمسة أشهر.
- هل أنتِ التي تراسليني؟
- نعم.
- لا أفهم ماذا تريدين بالضبط؟
- عائلتها تريد أن تعرف لماذا لم تستلم راتبها منذ خمسة أشهر.
- نعم.
- إذن؟
(انقطاع الاتصال)"

هذا حوار بين جمعية This Is Lebanon المعنية بالدفاع عن العُمال والعاملات الأجانب في لبنان ومقدمة البرامج اللبنانية التي تعمل في قناة الجديد نسرين ظواهرة، وفقاً لفيديو نشرته الجمعية، ويتضمن تسجيلاً صوتياً للمكالمة. 

وأرفقت الجمعية الفيديو بالكلمات التالية: انتباه: "نريد مساعدتكم! نسرين ظواهرة تحتجز هانا أوغنديلي Hannah Ogundele كالعبيد منذ خمسة أشهر دون السماح لها بالتواصل مع عائلتها". 

وعرضت الجمعية رسائل سابقة بينها وبين ظواهرة تقول الأخيرة فيها: "انشروا ما تريدون، لا يهمني"، "كل شيء قانوني". وفي رسائل أُخرى كتبت: "من أنتم لتنشروا هذا؟"، "كل شيء قانوني"، و"احذفوا هذا البوست فوراً".

وعرضت الجمعية فيديو وصلها من عائلة العاملة المنزلية، وقالت في البداية إن الفيديو يعود إلى أم العاملة، ثم لفتت إلى أن والدتها لا تتحدث الإنجليزية وأنها أوكلت إحدى قريباتها لإيصال صوتها. 

وفي مقطع الفيديو، الذي تعاطف كثيرون معه، قالت قريبتها: "أرجوكم ساعدوني. ساعدوني. ابنتي هانا أوغنديلي سافرت إلى لبنان في أغسطس/آب 2019. اسم صاحبة العمل نسرين ظواهرة ضاهر. إنها مقدمة برامج. وهذه السيدة، ظواهرة، تدين لابنتي برواتب خمسة أشهر. أخذت هاتفها منها... هانا تركت أطفالها هُنا حينما سافرت، وأطفالها يبكون. لا نريد أن تموت هانا في لبنان، نرجوكم. نريدها أن تعود إلى نيجيريا. ونريد أن تدفع لها صاحبة العمل رواتبها". 

وبحسب وزارة العمل اللبنانية، يمكن للعاملة المنزلية "إنهاء العقد مع صاحب العمل في حالة عدم دفع الراتب أو أقلّ من الراتب مدة ثلاثة أشهر متتالية".

وبعد نشر هذه الاتهامات، قامت ظواهرة بمشاركة متابعيها على انستغرام بسلسلة فيديوهات وهي تتحدث فيها مع هانا. تعليقاً على هذا، تقول جمعية This Is Lebanon إن في سلسلة الفيديوهات هذه، "أُرغمت هانا على إعطاء شهادة زور" وإنها "أذلت نفسها وهي تمرح أمام الكاميرا ليبدو كل شيء على ما يرام في محاولة من ظواهرة للدفاع عن نفسها"، مضيفة: "تعودنا هذا التكتيك الكلاسيكي الذي يعتمده المعتدي".

ومما قالته هانا في سلسلة الفيديوهات بروحٍ مرحة: "أنا بخير. أشعر وكأني أعيش وسط عائلتي". هُنا علّقت ظواهرة: "بالتأكيد تعيشين وسط عائلتك... تريدين البقاء سنة أخرى؟ لديك سنة أخرى...". ردّت: "نعم أريد البقاء، وعند انتهاء السنة، سأذهب إلى غانا".

وعلّقت This Is Lebanon: "لا تعرف نسرين الكثير عن حياة هانا الشخصية، لدرجة أنها نسيت أن هانا من نيجيريا وليس من غانا. بينما كانت تقوم هانا بتمثيل المقاطع التي لقّنتها إياها نسرين. لم تزر هانا غانا مطلقاً، وليس لديها عائلة هناك".

وهذه بقية ما دار بينهما:

- تابعي هانا، ماذا تريدين أن تقولي أيضاً؟
- أريد أن أحتفظ بأموالي الآن وآخذها معي. أنا بخير!
- هل تتواصلين مع والدتك؟ يقولون إنك لا تتواصلين مع عائلتك.
- تحدثت إلى والدتي وتحدثت إلى عائلتي... وأنا لست جاهزة لإرسال راتبي...
- لماذا لا تريدين إرساله؟
- أريد أن أحتفظ به هُنا.
- لماذا؟
- أريد أن آخذه عند عودتي.

ونشرت ظواهرة مقطع فيديو للعاملة المنزلية وهي تتحدث مع عائلتها وتقول: "حينما أكون مستعدة لإرساله، سأُخبركم". هُنا قاطعتها ظواهرة: "إرسال ماذا؟".

وتابعت هانا في مكالمتها: "أنا بخير، يعاملونني جيداً. ويتم إعطائي الراتب في الموعد المحدد".

وخلال حديثها، تقاطعها ظواهرة من جديد: "دعيهم يتواصلون مع This Is Lebanon ويطلبون منها حذف المنشورات". وفي فيديو آخر تقول هانا إنها سعيدة بالعمل مع ظواهرة، وإن صاحبة الفيديو ليست والدتها، وإنما قريبتها (Her cousin).

"أُرغمت هانا على إعطاء شهادة زور. أذلت نفسها وهي تمرح أمام الكاميرا ليبدو كل شيء على ما يرام في محاولة من ظواهرة للدفاع عن نفسها. تعودنا هذا التكتيك الكلاسيكي الذي يعتمده المعتدي"... اتهام مقدمة البرامج نسرين ظواهرة بانتهاك حقوق عاملة منزلية 

"هانا تتعرّض لضغوط"

رغم ما قالته هانا لتُطمئن عائلتها عليها، لفتت This Is Lebanon إلى أنه في مكالمة لاحقة، أكدت العائلة أن كل ما قالوه صحيح وأن هانا تتعرض لضغوط شديدة للإدلاء بشهادة زور.

وأضافت الجمعية: "حين اتصلت بنا روث (قريبة هانا) لأول مرة، قالت إن هانا أخبرت والدتها في مكالمة هاتفية سابقة مطلع هذا العام: "ماما، الـBoss يريد قتلي". هل هانا تحب نسرين كثيراً لدرجة تجعلها تتخلى عن عائلتها وأولادها أم أن نسرين حرمتها من التواصل لشهور وهي تستعبدها وتعذبها؟ ينبغي لنسرين تسليم هانا إلى السفارة ومعها راتبها وتذكرة سفر كي تتمكن من لمّ شملها مع من تحبهم حقاً". 

ومما قالته العائلة إن هانا أبلغتها سابقاً أنها "حُرمت من تناول طعام يكفيها وقد أُجبرت على العمل ساعات طويلة بدون أجر"، ونقلت الجمعية عن العائلة قولها: "لا وقت لها للراحة، إنها تعمل كعبدة، تبكي دائماً، ولا مكان لها لتنام فيه، فهي تعمل حتى الساعة 1.30 صباحاً". 

وختمت الجمعية: "طلبُنا بسيط لأصحاب العمل الذين يحتجزون العاملة: ادفعوا لها ثم أرسلوها إلى بلدها. قد يحمي المال وشهرة الاسم وسلطة الحكومة نسرين أو أرباب العمل الآخرين مثلها في لبنان، لكن جمعية 'هذا لبنان' مكرّسة للدفاع عن العاملات بغض النظر إذا كان صاحب العمل عادياً أم ذا نفوذ".

"لا نريد أن تموت هانا في لبنان، نرجوكم. نريدها أن تعود إلى نيجيريا. ونريد أن تدفع لها صاحبة العمل رواتبها"... اتهام مقدمة البرامج نسرين ظواهرة بانتهاك حقوق عاملة منزلية 

#FreeHannahOgundele

وطالب مغردون من نيجيريا ومناطق مختلفة بترحيل هانا إلى بلادها عبر هاشتاغ #FreeHannahOgundele

وشاركت شخصيات عامة في المطالبة بحرية هانا، من بينهم الإعلامية ليليان داود التي خاطبت "قناة الجديد" بالقول: "المذيعة نسرين ظواهرة تعمل لديكم. تحاول السفارة النيجيرية التواصل لمعرفة مصير العاملة المنزلية هانا المختفية منذ خمسة أشهر ولم تتواصل مع أهلها أو ترسل لهم مرتبها. سكوت القناة عن هذا الأمر يعتبر تواطؤاً له تبعات". 

على النقيض، كتبت الإعلامية رابعة الزيّات: "الظلم بشع كتير، أي متى بدنا نخلص من موضوع التسرّع بإطلاق الأحكام؟ إدانة الزميلة الخلوقة نسرين ظواهرة في موضوع العاملة المنزلية مرفوض! فلننتظر رأي الطرف الآخر (نسرين) ونحكم". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard