شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"تناول المشروبات الكحولية خرج عن السيطرة"... رجل دين إيراني بارز يحذّر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 28 أكتوبر 202003:14 م

"وفقاً لإحصاءات الشرطة الإيرانية، فإن تناول المشروبات الكحولية خرج عن السيطرة"، هذا ما قاله رجل الدين الأصولي الإيراني محمد رضا زائري، خلال بث مباشر عبر انستغرام، دعا فيه السلطات إلى تحرك عاجل جراء تلك الظاهرة.

لفت زائري، الذي اعتاد انتقاد تعامل السلطات الإيرانية في العديد من القضايا الثقافية والمجتمعية خلال السنوات الأخيرة، إلى أنه "كان يلجأ إلى الكحول بالأمس شباب بين 25 و30 عاماً، واليوم يتناوله طلاب (المرحلة) الثانوية والمتوسطة".

الإنكار يزيد الوضع سوءاً؟

أضاف في البث الذي نُشر بعنوان "لا يمكن إنكار الحقائق الاجتماعية!": "أصبح واقعاً اليوم أن نسمع من التلفزيون أحياناً أن عشرات الأشخاص تسمموا بسبب عدم جودته (أي الكحول)"، مشدداً "هذا غير قابل للنفي. لم نتمكن من حل المشكلة لأننا أخفيناها".

معتبراً القضية "حساسة ومهمة ومعقدة"... رجل دين إيراني يحذر من وصول تناول الكحول في إيران إلى مرحلة "الخروج عن السيطرة" لا سيما بين الطلاب الصغار، عازياً ذلك إلى "إنكار" السلطات وجود مشكلة

ووصف هذه القضية بأنها "مهمة وحساسة ومعقدة"، لافتاً إلى "التآكل الثقافي والضرر الهائل للهوية الدينية والثقافية والوطنية في العصر الجديد" بسبب الانفتاح على أنماط حياة غربية عبر الشبكة العنكبوتية وغيرها من السبل.

وجاءت تعليقات متابعي زائري، وهو الخبير الاجتماعي والأكاديمي أيضاً، متفاوتة بين الدهشة من "جرأته" لقول ذلك، في بلد مشهود لسلطته بالقمع، وبين التعبير عن عدم التفاؤل بأن "تنصت الحكومة" الإيرانية إلى دعوته.

"هذا غير قابل للنفي"... رجل دين إيراني يثير جدلاً بشأن تحول الإفراط في تناول الكحول إلى ظاهرة في إيران، ومعلقون: "سوء حظنا هو أن كل شيء في البلاد أصبح سياسياً… الناس البائسون أكثر بؤساً كل يوم من اليوم الذي قبله"

قال أحدهم: "إنها إحدى الحالات القليلة التي أرى فيها شخصاً يقول كلمات حكيمة بعيدًا عن الأوهام".

وأضاف آخر إلى تعليقه: "المشكلة أن عقل الحكومة مغلق... إن شاء الله سينتقلون إلى الجنة (يقصد يموتون) عاجلاً، ربما تستطيع أن تتنفس".

وكتب ثالث: "سوء حظنا هو أن كل شيء في البلاد أصبح سياسياً. لا يمكنك أن تجد أي شيء غير مسيس. من الماء والخبز الذي نأكله، إلى التعليم والطب، إلى طريقة لبسنا، إلى الأفكار، إلى الطريقة التي نسير بها، إلى الطريقة التي نتنفس بها، وكل شيء مسيس، والناس البائسون أكثر بؤساً كل يوم من اليوم الذي قبله".

"أصبح واقعاً اليوم أن نسمع من التلفزيون أحياناً أن عشرات الأشخاص تسمموا بسبب عدم جودته (أي الكحول)"... يحدث هذا في إيران التي ترزح تحت "الحكم الدين الإسلامي" منذ أكثر من أربعة عقود!

في غضون ذلك، طالبه البعض زائري باقتراح "حلول حكيمة وعملية" بعيداً عن المطالبة بـ"عدم الإنكار".

وكان استطلاع رأي موسع أجراه مركز كمان الإيراني المستقل، ومقره هولندا، نُشرت نتائجه في آب/ أغسطس الماضي، قد أظهر أنه برغم القيود المفروضة على تناول الكحول في البلاد، قال 37% إنهم يشربون الكحول بانتظام أو بين حين وآخر. كما ذكر 8% أنهم لا يشربون الكحول لـ"استحالة شرائه" بسبب صعوبة الحصول عليه أو ارتفاع ثمنه.

وفي تصنيفه ترتيب دول العالم من حيث استهلاك الكحول عام 2020، حلّت إيران في المركز التاسع لأكثر الدول استهلاكاً على مؤشر موقع "worldpopulationreview" الذي يزعم أن معدل تناول الإيرانيين للمشروبات الكحولية يبلغ 28.4 لتر لكل مواطن في السنة. ولم يتسنَّ لرصيف22 التحقق من هذه الأرقام بشكل منفصل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image