في نتيجة غير متوقعة، وعقب أربعة عقود من تجربة "نظام جمهوری اسلامی ایران" والحكم الديني الصارم، خلص استطلاع رأي موسع لمركز "كمان" الإيراني إلى أن نصف الإيرانيين تحولوا من التدين إلى الإلحاد، وأن قلة منهم يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة".
الاستطلاع الذي أجراه المركز، وهو مؤسسة بحثية غير ربحية ومستقلة، مقرها هولندا، سعى إلى تحديد "موقف الإيرانيين من الدين"، وذلك لـ"قياس وتسجيل مواقف -بشكل منهجي- الإيرانيين تجاه الدين والقضايا ذات الصلة، والتي لا يمكن التشكيك فيها علناً في البيئة الحالية بسبب القيود القائمة".
استجاب للاستطلاع 50 ألف شخص خلال 15 يوماً (من 8 حزيران/ يونيو إلى 1 تموز/ يوليو الماضيين). وفيما كان 90 % من أفراد العينة يعيشون في إيران، فإن آراءهم تعكس فئة المتعلمين الذين تزيد أعمارهم على 19 عاماً، وهو ما يعادل 85 % من البالغين في البلاد. وخلال استعراض نتائج الاستطلاع، لفت "كمان" إلى إمكان تعميمها على هذه الفئة من السكان بمستوى ثقة يصل إلى 95% وهامش خطأ لا يتعدى 5%.
"نصف السكان انتقلوا من التدين إلى الإلحاد، و6% تحولوا من دين لآخر"... كيف أثرت أربعة عقود من نظام الحكم الديني الصارم في إيران على "موقف الإيرانيين من الدين"؟
انخفاض معدلات الإيمان ومظاهره
بحسب الاستطلاع، فإن 78% من المستجيبين "يؤمنون بالله" لكن 26% منهم يؤمن بظهور "منقذ البشرية" وهو أحد المعتقدات الرئيسية لدى الشيعة الاثني عشرية. داخل هذه الفئة المؤمنة بالله، يعتقد 37% في "الحياة بعد الموت"، و30% في "الجنة والنار"، و26% في "الجن"، وبظهور المنقذ للإنسانية.
وبيّن الاستطلاع أن نحو 20% من السكان لا يؤمنون بأي من هذه المعتقدات الدينية.
وفيما يعتبر 32% من المجتمع أنفسهم "مسلمين شيعة" و4.5% يقولون إنهم "مسلمون سنّة"، يصف 9% أنفسهم بـ"الملحدين"، وهنالك 8% "روحانيون"، و7.5% "زرادشتيون".
ومع ميول بعض آخر إلى التصوف والمسيحية والبهائية، أكد قرابة 22% من المستجيبين أنهم لا يعتبرون أنفسهم قريبين إلى أي من هذه الاتجاهات.
وذكر نحو نصف السكان أنهم انتقلوا من التدين إلى الإلحاد، في حين تحول نحو 6% من دين لآخر.
"32% فقط شيعة و4.5% سنّة"… الإسلام، دين الدولة، في إيران في انخفاض، وكذلك المعتقدات الدينية مثل الإيمان بالله وبالجنة والنار والحياة الأخرى...
أما عن مظاهر التدين الأساسية، فقال 60% من السكان إنهم "لا يصلّون"، و40% يؤدون الصلاة "بالتناوب"، 27% منهم قالوا إنهم "يصلون خمس مرات يومياً".
في النتائج أيضاً، اتضح أن نحو 61% من السكان ولدوا في أسر "مؤمنة ومتدينة"، و32% نشأوا في أسر "موحدة لكن غير متدينة". ونشأ أقل من 3% في عائلات "ملحدة" أو "معادية للدين".
أغلبية معارِضة لسطوة الدين وفرضه قسراً
اللافت في نتائج الاستطلاع إظهار الموقف المعارض لسطوة الدين على التشريع والتعليم، وهو ما رسخته الثورة الإسلامية عام 1979. ويعتقد 68% أن الأحكام الدينية يجب ألا تكون "القاعدة في التشريع"، حتى لو كانت للمتدينين الأغلبية البرلمانية.
على النقيض، اعتبر 15% أن القوانين يجب أن تكون متوافقة مع القواعد الدينية في كل الأحوال.
برغم القيود والعقوبات التي يفرضها الحكم الديني… 37% من الإيرانيين يشربون الخمر و73% يرفضون "الحجاب الإلزامي". المنع لم يكن يوماً هو الحل
كذلك رأى 71% أن المؤسسات الدينية يجب أن تتحمل نفقاتها، مقابل 10% يعتقدون أنه ينبغي أن تتلقى هذه المؤسسات المساعدة الحكومية، و3.5% يقولون إن المؤسسات الإسلامية فقط هي التي ينبغي أن تستفيد من المساعدة الحكومية.
في ما يتعلق بالدعاية الدينية، قال 41% إن جميع الأديان يجب أن تكون قادرة على نشر دينها في الساحة العامة، واحتفظ 5% بهذا الحق للمسلمين دون سواهم. ودعا 42% إلى حظر الدعاية لجميع الأديان في الأماكن العامة. وعارض 57% تدريس التعاليم الدينية لأطفالهم في المدارس.
وفيما تتشدد السلطات في فرض "الحجاب الإلزامي"، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 73% يعارضونه و58% لا يؤمنون بالحجاب على الإطلاق.
وبرغم القيود المفروضة على تناول الكحول في البلاد، قال 37% إنهم يشربون الكحول بانتظام أو بين حين وآخر. وذكر 8% أنهم لا يشربون الكحول لـ"استحالة شرائه" بسبب صعوبة الحصول عليه أو ارتفاع ثمنه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...