شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"الديوث" و"صاحب القرون"... تاريخ الدياثة البشري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 2 نوفمبر 202004:48 م

من المفارقات المضحكة في عالم الحيوان أن نمو القرون وكبرها وضخامتها عند حيوانات، مثل الشامواه ووحيد القرن وبعض أنواع الأيائل، ترمز للفحولة والقوة وعلوّ المنزلة، أما في عالم البشر فترمز لشيء مختلف تماماً، وهو خيانة الزوجة للزوج بمعرفته أو عدمها، ويتراوح حجم هذه "القرون" بين بضعة سنتيمترات أو أحيانا "ترتطم" بالسقف دلالة الكثرة والبلاهة الذكورية.

من المفارقات المضحكة في عالم الحيوان أن نمو القرون وكبرها وضخامتها عند حيوانات، مثل الشامواه ووحيد القرن وبعض أنواع الأيائل، ترمز للفحولة والقوة وعلوّ المنزلة، أما في عالم البشر فترمز لشيء مختلف تماماً، وهو خيانة الزوجة للزوج بمعرفته أو عدمها

الدياثة والديوث

الديوث كما ورد في الصحاح في اللغة" هو "القُنْدُع (سريانية)، والذي لا غيرة له على زوجته، وحسب الحديث الشريف: "خلق الله ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث، وعندما سُئل النبي ما الديوث قال: الذي يقرّ السوء في أهله"، أخرجه الدارمي والنجار وغيرهما.

في الثقافة الصينية ترمز القبعة الخضراء للديوث، حيث أن لفظ الكلمتين يماثل لفظ كلمة ديوث باللغة الصينية، وفي اللغة الفرنسية يأتي اللفظ "cocu" وهو طائر الوقواق المعروف بالخيانة الزوجية وعدم اهتمام الأم بأطفالها، حيث تضعهم في أي عش، وبالتالي فالكلمة تدلّ على طائر مراوغ ومتقلب وغير ذي إخلاص، وفي الإيطالية أيضاً تأتي الكلمة "كورنوتو" التي تشبه في لفظها كلمة قرن "Corna".

قصص الدياثة كانت تسلي في ما مضى الجمهور المتعطش للضحك، لكن الوقت يمر والممارسة مستمرة، قام الفيلسوف تشارلز فورييه في كتاب "الجدول التحليلي للديوث" غير المعروف تاريخ كتابته، ولكن يظن أنه في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، بوضع قائمة تضم 75 نوعاً من "الديوثين": الديوث القتالي أو المتباهي، وهو الذي يعتقد أنه عبر تهديد الآخرين سيحمي نفسه من الوقوع في التسمية، الديوث الحذر الذي يقوم بكل شيء لتفادي الوقوع، ويمكن أن يكونن من النوع السابق بل ويقوم، مثل النوع التالي، بالسخرية من الديوثين وقرونهم وتداول الطرائف حولهم.

الديوث الصافي والبسيط وهو رجل شريف يتجاهل عاره، الديوث القدري وهو الشخص الذي سلّم أمره لله، الديوث الممتص وهو رجل أعمال تبقيه أعماله مشغولاً عن التفكير بالأمر، الديوث المحافظ وهو الذي يراقب الجميع ويقدم لهم المشورة الزوجية غافلاً عما يجري في فراشه، الديوث المتسامح الذي يتصرف كرجل شجاع ويتعامل مع زوجته كأن هذا "سرهما الصغير"، والديوث الكوزموبوليتاني الذي يحتوي منزله على العديد من "الأصدقاء" من ثقافات وأعراق مختلفة، والديوث المستريح الذي لديه زوجة قبيحة لدرجة أنه لا يتوقع أن يرغبها أحد.

لديوث الصافي والبسيط وهو رجل شريف يتجاهل عاره، الديوث القدري وهو الشخص الذي سلّم أمره لله، الديوث الممتص وهو رجل أعمال تبقيه أعماله مشغولاً عن التفكير بالأمر، الديوث المحافظ وهو الذي يراقب الجميع ويقدم لهم المشورة الزوجية غافلاً عما يجري في فراشه...

وهناك الكثيرون الذين يستفيض فورييه في الحديث عنهم: الديوث المساعد والديوث القابل للعلاج والديوث المتفائل والكاره للبشر والواعظ والموهوب بالفن...

ويذكر الكتاب أنه في القرن الخامس عشر، يتم الاحتفال بعيد الديوثين كل عام، وتقول الفرضيات أن هذا العيد يعود إلى التقاليد السلتية الوثنية، حيث كان الإله سيرنونوس، إله الحيوانات والطبيعة والرجولة، يرتدي قرون الغزلان، ويسير الموكب في المدن، يقوم بإجراء محاكمات هزلية للأزواج الذين يُظن أنهم فشلوا في الحفاظ على "أسرتهم" نقية، ويغني الجميع: "إذا ارتدى كل ديوث جرساً، فستحدث ضجة كبيرة في المدينة".

كيف انتقل القبول بالعلاقات الثلاثية من فرنسا إلى إيطاليا

يتحدث عنه المؤرخ روبيرتو بيزوتشي مؤلف كتاب "كيف اخترعت إيطاليا الزواج الثلاثي".

كانت المرأة في إيطاليا والدة للأطفال ومسؤولة عن المنزل الخدمة المنزلية، لكن الحياة الاجتماعية للنبلاء الإيطاليين تغيرت كثيراً بسبب أسلوب الحياة القادم من فرنسا ونبلاء فرساي، حيث بدأ "فن المحادثة" بالظهور والصالونات الأدبية، وبدا أيضاً أن كل شيء قابل للتقليد، كالمحاكم والأخلاق والتعليم والتأدب أيضاً: أي التواصل الاجتماعي الأنثوي الدنيوي، حيث وضع هذا الانتقال النساء في مركز الصقل والمجاملة الاجتماعية.

هذا التواصل المستجد أدى إلى تغيير في سلوك الأزواج الطليان، حيث بدأوا بتقليل غيرتهم ولم يعد بإمكانهم حمل السيوف في حفلات الاستقبال، أيضاً تغيرت الموضة والملابس وعادات الأكل مع ظهور ملاعق الشوكولا وأكواب القهوة وماكينات صنع الآيس كريم، كما أصبحت أماكن المعيشة أكثر راحة مع ظهور أماكن صغيرة مزخرفة وفاخرة واستيراد الأرائك المتقابلة، ذات مساند الأذرع، والتي يمكن فيها لرجل وامرأة أن يجلسا بمواجهة بعضهما لإجراء حديث حميمي.

لم يكن لامرأة في إيطاليا، في عام 1690، أن تظهر بمفردها في الأماكن العامة، ولم يكن معتاداً أن يرافق الزوج زوجته دون سخرية الآخرين، يقول بيزوتشي: "لا يمكن للنساء الخروج بمفردهن مع فرسانهن. الشجاعة كانت تمارس بشكل سيء".

بدأ النبلاء في نابولي باتباع عادة فرنسية، وهي وجود شخص ثالث يدعى "sigisbee" أو "خادم الفارس" أو المرافق، وظيفته الاهتمام بالزوجة، إدارة رفاهيتها ومرافقتها في الأماكن العامة.

بدأ النبلاء في نابولي باتباع عادة فرنسية، وهي وجود شخص ثالث يدعى "sigisbee" أو "خادم الفارس" أو المرافق، وظيفته الاهتمام بالزوجة، إدارة رفاهيتها... لا ينام المرافق في الموقع لكنه بالمقابل يحضر كل شي، سراً وعلناً

مهام خاصة

كان السن المناسب للزواج لدى النبلاء الرجال عامة 35 عاماً، وللفتيات 15 عاماً، وكان تواجد "مرافق السيدة" أمراً ضرورياً لبعض الشبان للحصول على تدريب جيد أو مجرد الاستمتاع بالحياة أو لإبعاد الشبهة عنه أيضاً، فالشاب الذي لا يعرف أي سيدة يُشتبه بخلقه السيء أو بكونه متحرراً، وكان "المرافقون"  ضروريين لخدمة العائلات النبيلة والحكام أو زوجات المتمولين من النبلاء والمقربين من الدولة، ثم ظهر نوع آخر من المرافقين يطلق عليهم لقب "المتواطئين" أو الثرثارين"، وكانوا مخصصين للأقسام الشعبية التي يرغب أفرادها بتقليد السادة، حيث تم نشر "مدونة الأخلاق والكياسة" من قبل نيكولو فوتيرو، كما يكتب بيزوتشيني.

ويشرح بيزوتشيني طريقة القيام بالأمر عبر الاتفاق المتبادل بين الوالدين والعروسين والمرافق، وهناك شروط كاملة كما في عقود اليوم، خاصة بالتوظيف والخدمة، وهو نوع من الحب الأفلاطوني الذي يتمثل عنصره الأساسي باستبعاد الجنس، ويجب على المرافق أن يكون ملماً بالسلوك النبيل والأخلاق الحميدة وخاصة العفة الجنسية، الأمر الذي لم يكن مضموناً في كل الأوقات على كل حال، إذ غالباً ما يكون الوقوع بالحب أمراً حتمياً.

واجبات المرافق

لا ينام المرافق في الموقع لكنه بالمقابل يحضر كل شي، سراً وعلناً: تصفيف الشعر، تحضير الملابس، الوجبات الخفيفة، الإفطار، الألعاب، المسرح والحفلات. يجب أن يعرف كيف يجري محادثة حول أي من المواضيع التي تهم السيدة، كالشعر والفلسفة والتاريخ والموسيقا، ويمكن أن يغادر للإقامة معها في مدينة أخرى أو في الريف، وكل ذلك بتمويل الزوج الذي لا يملك وقتاً للذهاب مع زوجته.

إنه يعمل كحارس شخصي ويعتبر مكملاً لتوازن الأسرة، وإذا كان الشخص يمتلك مواهب معينة فيمكن أن يصبح مستشاراً ووسيطاً في الشؤون المنزلية والعلاقات الزوجية، كما يعتني بأولاد السيدة على مستوى التعليم والتهذيب كما لو أنه الأب، ويمكن أن يورث حتى الأبناء.

طبعاً كان يمكن لهذه العلاقات "البريئة" أن تتحول إلى حب جارف ومجنون، فظهرت العديد من حالات الغيرة بين الأزواج، خصوصاً عندما يشعرون بالتهميش أو أن المرافق أصبح قريباً أكثر من اللازم، أو عندما يتفاجأ الأب الغائب بوجود أطفال لم يقرر إنجابهم، إذ كان الإيطاليون متقدمون في هذا المجال ويعرفون طرق منع الحمل، ورغم ذلك تم التعرف على بعض الولادات غير الشرعية في بيئات مغلقة، وكان معدل وفيات الأطفال مرتفعاً بالإضافة إلى وجود الكثير من "اللقطاء" و"أبناء الزنا"، ما أدى إلى العديد من المشاكل لاحقاً.

نهاية الزواج الثلاثي

كانت الكنيسة أول من ثار على هذه العادة، التي اعتبرتها ضارة بأمانة المرأة وسلام النظم العائلية وأخلاق العائلات، وقال أحد الكتاب: "عندما يكون الرجل والمرأة في وضع حميم، وحيدين في غرفة، لن نتوقع منهما أن يتلوا (أبانا الذي في السماوات)".

بدأت الأخلاق تتغير بعد الثورة الفرنسية، وفي دستور 1795 ساد مبدأ "لا أحد يكون مواطناً صالحاً ما لم يكن ابناً صالحاً، صديقاً جيداً وزوجاً وفياً"، كانت النصوص التي تعيد بطريقة ما للنساء حقهن باختيار وظائفهن، وفيرة، وكانت طبقة النبلاء قد بدأت بالانتهاء: سادت العدالة بتقاسم الإرث وألغيت امتيازات الولادة وزاد التواصل الاجتماعي بين النبلاء القدامى والإصلاحيين.

في إنكلترا، كانت البرجوازية تزداد قوة وبدأت العودة إلى الزواج التقليدي ورفض الخيانة الزوجية، وفي فرنسا تحدث جان جاك روسو عن "الحب العاطفي والمطلق، الذي لا يتوافق مع الخفة المتحررة"، وأكد موباسان أن "الزواج والحب لا علاقة لهما ببعض، نتزوج لتكوين أسرة، ونكون أسرة لنكون مجتمعاً".

بقيت تلك العادة إلى حد ما منتشرة، وكثيراً ما ظهر المرافقون برفقة سيدات مجتمع، لكن الحشمة في عصر نابليون، كان عصرية للغاية، وفرض بنفسه كتابة بطاقات الدعوة باسم الزوج والزوجة، وولدت فكرة الأمة، مع صورة جديدة للشعوب الأوربية، بهوية وطنية وشعور الانتماء وإعادة تحديد واجبات الجنسين: نقاء الأمهات وإعادة الذكورة إلى موقعها.

الجنس التشاركي قبل الإسلام

في العربية يأتي فعل "داث" وفق قاموس المعاني بمعنى سَهُل عليه الأمر، وهو يختلف عن "القواد" الذي يقوم بتشغيل نسائه وإن كان الأمر يختلط أحياناً.

والغريب أن هذه المفردة لا مؤنث لها بالعربية، وهي مرفوضة رفضاً قاطعاً في الإسلام، إذ تأتي في مجال فعل الزنا، وهو من الكبائر التي تطرد صاحبها من الجنة.

لكن الأمر لم يكن كذلك دوماً، فقبل الجاهلية كانت العلاقات الجنسية مفتوحة وغير محددة وبعض ما يمكن إطلاق صفة "المشاركة" أو "الخيانة الزوجية" بمفاهيم يومنا، يقترب في بعض الأحيان من تعريف الدياثة نفسه.

جاء في صحيح داود، عن عائشةُ أنَّ النِّكاحَ كانَ في الجاهليَّةِ على أربعةِ أنحاءٍ: فكانَ منها نكاحُ النَّاسِ اليومَ يخطبُ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ وليَّتَهُ، فيُصدِقُها ثمَّ ينكحُها، ونكاحٌ آخرُ كانَ الرَّجلُ يقولُ لامرأتِهِ إذا طهُرَت من طمثِها أرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منهُ، ويعتزلُها زوجُها ولا يمسُّها أبداً حتَّى يتبيَّنَ حملُها من ذلكَ الرَّجلِ الَّذي تستبضعُ منهُ، فإذا تبيَّنَ حملُها أصابَها زوجُها إن أحبَّ وإنَّما يفعلُ ذلكَ رغبةً في نجابةِ الولدِ، فكانَ هذا النِّكاحُ يسمَّى نكاحَ الاستبضاعِ، ونكاحٌ آخرُ، يجتمعُ الرَّهطُ دونَ العشرةِ فيدخلونَ على المرأةِ كلُّهم يصيبُها فإذا حملت ووضعت ومرَّ ليالٍ بعدَ أن تضعَ حملَها، أرسلت إليهم فلم يستطع رجلٌ منهم أن يمتنِعَ حتَّى يجتمعوا عندَها، فتقولُ لهم قد عرفتُمُ الَّذي كانَ من أمرِكم وقد ولدتُ وهوَ ابنُكَ يا فلانُ، فتسمِّي من أحبَّت منهم باسمِهِ فيَلحقُ بهِ ولدُها، ونكاحٌ رابعٌ يجتمعُ النَّاسُ الكثيرُ فيدخلونَ على المرأةِ لا تمتنعُ مِمَّن جاءها وهنَّ البغايا، كنَّ ينصبنَ على أبوابِهنَّ راياتٍ يكنَّ علماً لمن أرادهنَّ دخلَ عليهنَّ، فإذا حملت فوضعت حملَها، جمعوا لها ودعوا لهمُ القافةَ ثمَّ ألحقوا ولدَها بالَّذي يرونَ، فالتاطهُ ودُعيَ ابنَهُ لا يمتنعُ من ذلكَ، فلمَّا بعثَ اللَّهُ محمَّداً هدمَ نكاحَ أهلِ الجاهليَّةِ كلَّهُ إلَّا نكاحَ أهلِ الإسلامِ اليومَ.

كما وردت تسميات أخرى عند ابن منظور نقلاً عن ابن الأثير في أنواع الزواج الأخرى التي يتضمن بعضها مفهوماً مقبولاً للدياثة بمعناها اللاحق، غير نكاح الاستبضاع الذي ورد ذكره في حديث عائشة بغرض الإنجاب، والذي يتم بطلب من الزوج ورضاه، خصوصاً إذا كان المستهدف شخصاً ذا شأن أو فارساً أو شاعراً، فكان هناك أيضاً نكاح المخادنة، وهي بمفهومنا اليوم "المصاحبة" برضى الزوج، وقيل قد لا تصل للعلاقة الكاملة، ويقال في شأنه: ما استتر منه فلا بأس به وما ظهر منه فهو لؤم".

ونكاح المضامدة، وهو أن تجمع المرأة شخصين أو ثلاثة بجانب زوجها، بهدف الاستفادة المادية من الجميع، وانتشر في أوقات الجفاف والقحط عند القبائل الفقيرة، وهناك نكاح البدل أيضاً، وهو شبيه بفكرة تبادل الزوجات المنتشرة حالياً، روي عن أبي هريرة أنه قال: إن البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي وأزيدك. ثم جاء الإسلام وجبّ كل ما قبله وفرض الزواج بشكله الحالي، التعددي، ووضع في خانة الزنا كل ما عداه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image