"الله عليك يا فخر العرب"، هذا ما قيل بسُخرية تعليقاً على خبر تهديد طالبي اللجوء المرفوضة ملفاتهم بالترحيل من بلجيكا والتوعّد بتقليص عدد مراكز إيواء اللاجئين في البلاد، بقرار من وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة البلجيكي الجديد، سامي مهدي (32 عاماً)، وهو ابن لاجئ عراقي قدم إلى بلجيكا عام 1970.
اُختير مهدي الذي يقول إنه ينتمي إلى اليمين الوسط في التشكيلة الحكومية الأخيرة التي تم التوصل إليها في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. وأثارت تصريحات له جدلاً واسعاً على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي إذ أكد "عزمه على إثبات حزمه في ملف الهجرة غير الشرعية وترحيل طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، لاعتقاده أن عمليات الترحيل التي نفذت في البلاد لا تزال قليلة".
يقول إن السلطات البلجيكية رحّلت 18% من طالبي اللجوء المرفوضين في بلجيكا، مقابل 35% في ألمانيا، لذا "يتمحور طموحنا في زيادة عمليات الترحيل"، بحسب قوله.
وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت أن العراق من أكثر البلدان التي يتقدم مواطنوه بطلب حماية دولية "لجوء".
وبحسب منظمة منصة المواطن لدعم اللاجئين Plateforme citoyenne de soutien aux réfugiés، يوجد في بلجيكا، اليوم، بين 120 و 150 ألف لاجئ "غير شرعي".
ومهدي هو المسؤول في الحزب الديمقراطي المسيحي الفلمنكي، والمتعاون السابق مع البرلمان الفلمنكي، وكاتب مقال في عدة صحف بلجيكية، يعتبر "الوضوح والصراحة" من سماته. ومما يُعرف عنه أنه اتّخذ اسم "أوباما ألدي" تيمناً بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما Obama van de Aldi.
ووفقاً لما نقل موقع "المهاجر نيوز" المعني بتغطية أخبار اللاجئين عن كثب، فإن "مهدي ليس أقل صرامة من ثيو فرانكين وزير الهجرة الأسبق والعضو في الحزب الشعبي الفلمنكي، الذي دعا إلى منع المهاجرين من الوصول إلى الأراضي الأوروبية"، ولكن نيكولاس بوتيكا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غينت، كتب في صحيفة ليكو الفرنسية أن "هناك اختلاف واضح في أسلوبي الوزيرين".
وكان مهدي قد لفت إلى "رغبته في قيادة سياسة متوازنة للهجرة تعتمد على 'العقل والقلب' في آن واحد، تعيد من يجب إعادتهم وفي الوقت نفسه تساعد المهاجرين الشرعيين وتؤكد على وجود تضامن مع الجميع".
عام 2017، تعليقاً على حوادث العنف في بروكسل، وصف المهاجرين العرب بـ"الصعاليك" الذين يجب التخلّص منهم.
"السلطات البلجيكية رحّلت 18% من طالبي اللجوء المرفوضين في بلجيكا، مقابل 35% في ألمانيا، لذا يتمحور طموحنا في زيادة عمليات الترحيل"... جدل بشأن تصريحات لوزير الهجرة البلجيكي الجديد سامي مهدي وهو ابن لاجئ عراقي
"نرفض الترحيل القسري"
في سياق متصل، رفضت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو العودة القسرية للعراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم في دول المهجر.
وقالت في بيان رداً على تصريحات مهدي: "نرفض أي ترحيل قسري للاجئين العراقيين، كما يجب مراعاة ظروفهم". وأضافت: "نحن مع العودة الطوعية وليست القسرية، وسندعو السفير البلجيكي إلى لقاء للتباحث في هذا الملف".
"سامي مهدي ابن مهاجر عراقي أصبح وزيراً للهجرة في بلجيكا فقرر ترحيل المهاجرين، لا تكن مثل سامي بلا أصل"
"لا تكن مثل سامي"
ومما كُتب تعليقاً على عزم سامي ترحيل المهاجرين المرفوضة ملفاتهم وتوعّده بتقليص عدد مراكز إيواء اللاجئين في بلجيكا: "سامي مهدي ابن مهاجر عراقي... أصبح وزيراً للهجرة في بلجيكا فقرر ترحيل المهاجرين، لا تكن مثل سامي بلا أصل".
وكتبت مغردة أنه لم يكن ليصرّح بهذا لو أنه "ذاق مرارة الهجرة".
وقال الصحافي العراقي فيصل عبدالحسن: "ذكرني هذا بجارٍ أعطاني حين كنت صغيراً قدراً فيها رز وفوقه قطعة لحم كان نذراً عليه، وكلما رآني ألعب بالشارع قال لي: 'كواد سمنان'".
واعتبر آخر أن ما فعله مهدي ذكّره بمثل عراقي هو "الحمى تجي من الرجلين" أي الأذية تأتيك من أحد أعضائك.
على النقيض، رأى الصحافي عبدالله الشامي أن "التصريحات تتكلم عن تشديد في الإعادة لمن ترفض طلباتهم، والحاجة لمزيد من مراكز الاحتجاز والإعادة، ولا تتحدث عن 'العراقيين و العرب' بالتحديد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ اسبوعينمقال رائع فعلا وواقعي