في 19 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن نواباً ديمقراطيين في الكونجرس خاطبوا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن انتهاكات حقوق الإنسان لن يتم التسامح معها إذا فاز مرشح حزبهم جو بايدن بالرئاسة في الثلاثاء الأول من الشهر المقبل.
وهدد المشرعون الأمريكيون الذين يخوض معظمهم انتخابات برلمانية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بقطع أو تجميد المساعدات العسكرية لمصر حال عدم اتخاذ القاهرة إجراءات ملموسة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
ورحب نشطاء مصريون بالرسالة مؤكدين أنها تعكس نجاح ملموس لجهودهم التي يبذلونها لدفع المشرعين الأمريكيين للضغط على القاهرة لإطلاق سراح المعتقلين في قضايا سياسية.
مضمون الرسالة
في الرسالة التي سيتم إرسالها اليوم الاثنين، عرض 56 مشرعاً بالتفصيل عدة حالات لما يقولون إنهم سجنوا جوراً ويثيرون مخاوف من انتشار وباء كورونا في السجون المصرية. ويحثون السيسي على إطلاق سراح "المعتقلين ظلماً لممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية".
وقال المشرعون في الرسالة التي حصلت "واشنطن بوست "على نسخة منها: "هؤلاء الأشخاص ما كان ينبغي سجنهم". وأشاروا إلى أن التقارير الحقوقية تظهر اعتقال وتعذيب المثليين في مصر بشكل "ممنهج".
وذكر المشرعون أسماء أكثر من 20 ناشطاً ومحامياً ومعارضاً سياسياً وصحفياً قالوا إنهم تعرضوا للسجن التعسفي، وشملت القائمة الناشط الفلسطيني رامي شعث، المحتجز لأكثر من عام رهن المحاكمة في القضية المعروفة إعلامياً بـ"خلية الأمل"، ورامي كامل، الناشط المسيحي.
وقال النائب رو خانا: "أعتقد أن هناك مؤشراً واضحاً أنه عندما تتغير الإدارة نأمل أن يكون هناك نهج مختلف تماماً للسياسة الخارجية، لا سيما في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن علاقتنا مع مصر ستتم إعادة فحصها من منظور حقوق الإنسان، وأن حقوق الإنسان ستُعطى الأولوية مرة أخرى".
وقال خانا إن الدافع وراء إرسال هذا الخطاب كان الحملة المصرية التي تم شنها على النشطاء المؤيدين للديمقراطية والمعارضين في الأسابيع الأخيرة. ويُشار إلى تم اعتقال أكثر من 900 شخص منذ 20 أيلول/سبتمبر في أعقاب احتجاجات صغيرة شهدتها البلاد، وفقاً للمفوضية المصرية للحقوق والحريات.
ولم يستبعد المشرع الأمريكي قطع أو تجميد 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية التي تتلقاها مصر سنوياً، وهي عصا استخدمتها الإدارات السابقة كوسيلة للضغط على القاهرة من أجل تنفيذ إصلاحات ديمقراطية. على حد وصف الصحيفة.
وقال خانا: "يجب أن يكون هذا تحذيراً واضحاً للحكومة المصرية بأنها بحاجة إلى تغيير أساليبها، ولا نقصد بذلك (التهديد بتجميد المساعدات) أننا نتخذ إجراءات عقابية. ولكن إذا استمر عدم إحراز أي تقدم، فسوف يتعين على الكونجرس النظر في جميع الخيارات".
في الرسالة التي سيتم إرسالها إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عرض 56 مشرعاً أمريكياً عدة حالات لما يقولون إنهم سجنوا جوراً ويثيرون مخاوف من انتشار وباء كورونا في السجون، وطالبوا بإطلاق سراح " كل المعتقلين ظلماً لممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية"
ولفتت الصحيفة إلى انتفاضة نساء مصر ضد العنف الجنسي، إلى جانب اعتقال عدد من المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم مودة الأدهم التي عُرفت ضمن فتيات "تيك توك" اللاتي تم اعتقالهن بتهم "خدش الحياء العامّ" و"مسّ قيّم الأسرة المصرية".
وأثار الأعضاء قضية أخرى وهي احتجاز العديد من المواطنين الأمريكيين، مطالبين بإطلاق سراح شقيق معلمة في ولاية بنسلفانيا وهي ريم محمد دسوقي التي اُحتجزت لدى وصولها لمصر، وأطلق سراحها بعد عدة أشهر، لكن شقيقها لا يزال محتجزاً منذ أن ذهب لزيارتها في السجن.
كما يطالبون بمحاكمة علنية عادلة أو إطلاق سراح الأمريكي الجنسية والمصري الأصل خالد حسن، وهو سائق سيارة ليموزين في نيويورك مسجون منذ 2018 بتهم الانضمام إلى تنظيم داعش.
وأشاروا إلى قضية احتجاز أقارب الناشط محمد سلطان، وهو سجين سابق في مصر، ويقيم الآن في شمال فيرجينيا، لافتين إلى إنهم اعتقلوا في محاولة للضغط على سلطان لإسقاط دعوى قضائية رفعها ضد مسؤول مصري كبير اتهمه بلعب بدور في سجنه وتعذيبه.
وكتب المشرعون في رسالتهم أن "أخذ الرهائن غير قانوني وغير مقبول تحت أي ظرف من الظروف".
وقال النواب إنهم "فزعوا" من مقتل المخرج المصري شادي حبش والمواطن الأمريكي مصطفى قاسم بعد أن أمضى أكثر من ست سنوات في السجن كان يعاني خلالها من مرض السكري.
وأشاروا إلى إصابة الصحافي محمد منير بفيروس كورونا في الحبس الاحتياطي وتوفي لاحقاً في أحد مستشفيات القاهرة.
وكتب المشرعون: "من الواضح أن الاكتظاظ الشديد وسوء النظافة وعدم الحصول على الرعاية الصحية الملائمة في السجون يعرض صحة وحياة جميع المعتقلين للخطر ويتفاقم هذا الخطر الآن بعد ظهور تقارير جديدة عن حالات كورونا بين العاملين في السجون والمحتجزين".
ترحيب بالرسالة
رحب عدد من نشطاء حقوق الإنسان برسالة المشرعين الأمريكيين ووصفوها بأنه نصر من نوع ما لجهودهم.
وقال محمد سلطان، الذي يدير مبادرة الحرية في واشنطن، وهي مجموعة مناصرة للسجناء: "إن الجهود المستمرة لجماعات حقوق الإنسان في السنوات القليلة الماضية تؤتي ثمارها، والأعضاء يستمعون إلينا، فهناك شعور متزايد بأن العلاقة الثنائية بين مصر والولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة تقييم، خاصة وأن النظام يزداد في انتهاك أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة".
ولفت إلى إن الرسالة تظهر نهج الكونغرس المقبل "في الدفاع عن السجناء السياسيين وتحسين وضع حقوق الإنسان الكئيب في مصر".
لم يستبعد المشرعون الأمريكيون قطع أو تجميد 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية التي تتلقاها مصر سنوياً، وهي عصا استخدمتها الإدارات السابقة كوسيلة للضغط على القاهرة من أجل تنفيذ إصلاحات ديمقراطية
هل يضغط بايدن على مصر؟
طوال الأربع سنوات الماضية لم يظهر ترامب أي نهج متشدد ضد مصر بل أفادت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكي وصف السيسي ذات مرة بأنه "الديكتاتور المفضل".
وقال ترامب خلال اجتماع عُقد في 2017 مع قادة عرب ومسلمين في السعودية: "لسنا هنا لإلقاء محاضرة، ولسنا هنا لنخبر الآخرين كيف يعيشون، وماذا يفعلون، ومن يكونون، أو كيف يعبدون. بل نحن هنا لنقدم شراكة - قائمة على المصالح والقيم المشتركة للسعي إلى مستقبل أفضل لنا جميعًا".
وفيما يتعلق بالرسالة التي أرسلها أعضاء الكونجرس للسيسي امتنع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي عن التعليق عليها.
من جانبه، ردد السيسي مراراً وتكراراً على هذه الخطابات والانتقادات بأنه يحترم حقوق الإنسان من خلال ضمان "الأمن والاستقرار وتوفير الاحتياجات الأساسية للمصريين.
في 12 تموز/يوليو الماضي، لوّح جو بايدن باحتمال قطع المساعدات الأمريكية لمصر على خلفية تحويل البلاد إلى "سجن كبير للمعارضين"، لكن بايدن نفسه كان نائباً للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقت عزل محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واعتقال الآلاف من المصريين.
وعندما نزل المصريون إلى الشوارع للدعوة إلى عزل الرئيس المصري السابق حسني مبارك عام 2011، ظهر جو بايدن للدفاع عن الأخير، واصفاً إياه بأنه حليف "مسؤول للغاية". وقال بايدن وقتها: "لن أصف حسني مبارك بأنه ديكتاتور".
في كلمة إلى المسلمين الأمريكيين خلال الحملة الإنتخابية الحالية، تعهد بايدن بدعم السوريين واليمنيين مع أنه أيضاً كان الرجل الثاني في الولايات المتحدة حينما كانت طائرات النظام السوري تلقي البراميل المتفجرة على المدنيين وتدخلت روسيا في الحرب بقصف منازل المدنيين، وظهر تنظيم داعش في العراق وسوريا، كذلك في اليمن دعمت واشنطن الحرب التي أطلقتها السعودية بمباركة من أوباما في عام 2015.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع