شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"شيليه من فوق حطيه تحت"... نائب لبناني مخضرم يتحرّش بوزيرة في البرلمان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 2 أكتوبر 202002:54 م

"للأسف، هيدي التعليقات الذكورية من قبل نواب الأمة والمسؤولين السياسيين مش جديدة. هني بيتوجهوا بتعليقات مسيئة للنساء سواء كانت هودي النساء هن زميلات لإلن بمناصب صنع القرار أو حتى نساء عاديات".

بهذا صرحت لرصيف22 الناشطة النسوية اللبنانية عليا عواضة، تعقيباً على الجدل الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان حالياً إثر تداول تعليق وصف بـ"غير اللائق" وبأنه "يحمل تلميحاً جنسياً" من نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي تجاه وزيرة العدل ماري كلود نجم.

خلال الجلسة التي عقدت في 30 أيلول/ سبتمبر المنقضي، وأثناء مناقشة تعديل مقترح للمادة 47 من أصول المحاكمات، اعترضت نجم على خطأ في صيغة التعديل المقترح المقدم إلى مجلس النواب. كُتب أعلى الصفحة "حبس لمدة سنة"، وفي أسفلها "الحبس سنتان".

ردّ الفرزلي عليها قائلاً: "شيليه من فوق وحطيه تحت" ثم انفجر ضاحكاً، فيما لم يعترض أي من الحضور على كلامه، وفق ما ذكره حساب "المفكرة القانونية" المتخصص الذي يتابعه أكثر من 12 ألف شخص عبر تويتر.

لم يتضح موقف الوزير نجم عقب هذه الملاحظة الملتبسة، وتواصل معها رصيف22 عبر واتساب طلباً للتعليق، لكنها لم ترد حتى نشر هذا التقرير.

أما الفرزلي فلم ينكر الواقعة. في أول تعليق له على الانتقاد اللاذع لتعبيره غير اللائق، وصف لـ"النهار" اللبنانية، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، الحملة ضده بأنها "ظالمة"، قائلاً إنه لم يقصد إهانة وزيرة العدل، بل إنه يكنّ لها كل الاحترام والمودة، وقد "فُهمت العبارة بطريقة خاطئة".

"إهانة لكل اللبنانيات"...  النائب إيلي الفرزلي يقول إن الهجوم عليه "ظالم" وأنه "لم يقصد" أي معنى جنسي خلف عبارته: "شيليه من فوق حطيه تحت" لوزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم. ناشطون يؤكدون أنه "صورة عن الذكورية السامة" و"حارس النظام المجرم"

"عنصري، وذكوري، ومسيء"

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان شهدت هجوماً شديداً على الفرزلي وسط اتهامات له بـ"الحط من شأن المرأة" و"التحلي بعقلية ذكورية" و"تنميط المرأة في حيز جنسي وسلبي"، رغم الاعتراف بأن مثل هذا الفعل ليس مستبعداً منه. ووصفه البعض بأنه: "أنذل شخص" و"أكمخ (أسمج) سياسي" في لبنان.

وفي سلسلة تغريدات، كتبت الصحافية اللبنانية سناء الخوري: "الذكورية الفجّة في أبهى تجلياتها. هل كان سيخاطبها بالطريقة نفسها لو كانت رجلاً؟ وهل كانت بذاءة كهذه ستمرّ مرور الكرام في مؤسسة برلمانية محترمة؟ الطريقة التي خوطبت بها وزيرة العدل من قبل النائب ‘إهانة لكلّ اللبنانيات‘، وعيّنة عن ‘الاحترام‘ الذي تقابل به السيدات العاملات في الشأن العام".

وتابعت: "أنتِ مفكرة أنه إذا دكتورة جامعة وأضرب وأطرح ووزيرة وهيك أنه بيبطلوا الرجال المهضومين عنّا يسمعوك كلام من هالنوع؟ مغلطة كتير حبيبتي. بدك كتير لتوصلي لهضامة عمّو إيلي الفرزلي المحترم. أو فكرك أنه بالبرلمان الرجال بيحكوا بطريقة أليق من الشباب سنّيدة الحيطان؟ ليك وين بعدِك".

وأضافت أنه في حين "الناس بتنطر النساء على أيّ حركة أو كلمة لتقيّمها ‘أخلاقياً‘، رجل منّه صغير بالعمر ومحامي وبيتمتع بمكانة معينة بالمجتمع، ما طلع حدا بالجلسة قلّه لأ يا زميل، أبيصرش (لا يجوز). كله أخلاق، ما بيعيبه شي، رجّال، حتى لو ‘زفّر‘ (خرج عن حدود الأدب) بالحكي؟".

الصحافية اللبنانية جويل بطرس 

الباحثة في جمعية المفكرة القانونية جويل بطرس نبهت إلى المزيد من "مساوئ" الفرزلي، موضحةً أنه شخص "بيفصّل قوانين ع أساس طائفي. بيمنع محاسبة المصارف، النواب وأي حدا مسؤول عن خرابنا. بيسمح لحاله يحكي شو ما بده: يتحرّش بالنساء، يتوجهلن بعبارات مرّتة (بشعة) لأن معتبر حاله فوق أي محاسبة".

وشددت على أنه "صورة عن الذكورية السامة، سبب معظم مشاكلنا" و"حارس النظام المجرم".

لم يحترم سنّه ... إيلي الفرزلي "بيفصّل قوانين ع أساس طائفي. بيمنع محاسبة المصارف، النواب وأي حدا مسؤول عن خرابنا. بيسمح لحاله يحكي شو ما بده: يتحرّش بالنساء، يتوجهلن بعبارات مرّتة (بشعة) لأن معتبر حاله فوق أي محاسبة"، وأخيراً يتحرش بوزيرة خلال نقاش برلماني

تاريخ من تحقير نواب لبنان للمرأة 

في حديثها لرصيف22، شددت عواضة على تكرار التصريحات المسيئة للمرأة والمحرضة ضدها من نواب لبنانيين سابقين وحاليين.

وضربت لذلك مثالاً، ما صرح به النائب في "الحزب التقدمي الاشتراكي" مروان حمادة، عقب مقتل اللبنانية منال التيماني وآخرين على أيدي زوجها، بأن المجزرة "قد تكون جريمة شرف". وذلك بالرغم من إلغاء مفهوم "جرائم الشرف" في لبنان قانوناً منذ عام 2011.

وذكّرت بالسخرية التي تعرض لها النائب السابق غسان مخيبر، قبل سنوات، عندما قدّم مشروع قانون يجرم التحرش إلى مجلس النواب، مبرزةً أن المشروع منذ ذلك اليوم لم يُناقش أو يُصوّت عليه.

العام الماضي، وفي خضم مناقشة جهود الدولة لمساعدة المتضررين من حرائق شهدها لبنان آنذاك، تعرضت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان لاتهامات تمس الشرف ومزاعم بوصولها إلى البرلمان بطرائق غير أخلاقية من قبل وزير المهجرين غسان عطا الله.

"نحنا ما بتحكمنا نسوان" والتبرير لقتل النساء بأنه "جريمة شرف" واتهام بولا يعقوبيان بأنها أصبحت نائبة بطرق غير أخلاقية وليس بسبب كفاءتها… عيّنة من  تصريحات مسيئة للمرأة غير مستبعدة من نواب "برلمان لم يشرع قانون العنف الأسري إلا بعد سنوات من النضال، ولم يقر قانون منع التحرش أو الزواج المبكر"

وأشارت عواضة في الوقت نفسه إلى ما صرح به الأسبوع الماضي النائب في كتلة المستقبل عن عكار، وليد البعريني، أمام حشد جماهيري، إذ قال: "شالوا الحمل وصار بدن يحطوه ع النسوان، ونحن منّا معودين بعكار إن هي النسوان تحكمنا، نحن منحكم النسوان" ليرتفع تصفيق مستمعيه.

واعتبرت عواضة أن هذه الحوادث دليل على "عدم احترام هؤلاء النواب للنساء اللبنانيات اللواتي انتخبهن الشعب، ولا للنساء في محيطهن، ولا للمرأة عموماً" ودلي كذلك "على رجعية هؤلاء النواب الذين لا يستحقون أن يكونوا في البرلمان اللبناني ومسؤولين عن تشريع القوانين التي تطبق على المواطنين".

وختمت: "لا نريد هيك نواب. ما بيمثلونا ولا بيشرفونا بهيدي العقلية الذكورية الفوقية"، ولم تستغرب أن تبدر مثل هذه الإساءات من نواب "برلمان لم يشرع قانون العنف الأسري إلا بعد سنوات من النضال، البرلمان الذي لم يقر قانون منع التحرش أو الزواج المبكر".

يشار إلى أن مجلس النواب اللبناني أقر خلال الجلسة ذاتها في قصر الأونيسكو تعديل المادة، التي كانت مثار جدل، إذ بات يحق للمحامي حضور التحقيقات الأولية مع موكله.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image