أصدرت صحيفة "التايم" قائمتها السنوية "أكثر 100 شخصية مؤثرة للعام 2020"، وفيها أربع شخصيات عربية من سوريا ومصر والإمارات، هي: المخرجة السورية وعد الخطيب، والصحافية المصرية لينا عطا الله، والمصور الفوتوغرافي السوري الشهير باسم "سيزار" (قيصر)، والسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة.
وعد الخطيب
بينما المألوف تاريخياً أن تُوثّق فظائع الحروب من قبل الجنود والمراسلين الحربيين في قصص رجال يرويها رجال، كسرت المخرجة السورية وعد الخطيب هذه القاعدة.
بلقطات مؤثرة من آخر مستشفى في شرق حلب، عبر فيلمها الحائز بضع جوائز "من أجل سما"، روت الخطيب للعالم قصة الحرب السورية من خلال عينَيْ أم جديدة.
حكت قصة أبطالها الذين هم ليسوا جنوداً مؤهلين للمعركة بل أناساً عاديين يخاطرون بكل شيء ليعيشوا متحررين من الاستبداد: أطباء يعملون تحت النار لإنقاذ الآخرين، ومعلمون يدرّسون الأطفال تحت الأرض بينما تتساقط القنابل في الخارج.
لهذا كان اُختيرت الخطيب في عداد الشخصيات المؤثرة للعام ضمن فئة الرواد لمجلة "التايم".
في شباط/ فبراير الماضي، فاز "من أجل سما" بجائزة أفضل فيلم وثائقي من الأكاديمية البريطانية للسينما BAFTA، في دورتها الثالثة والسبعين. قبل ذلك، حصد جوائز أخرى في مهرجانات عدة، منها "SXSW" السينمائي، كانّ، جوائز الأفلام الأوروبية. وأُختير في القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 2020.
لينا عطا الله
في فئة الرموز، ورد اسم الصحافية المصرية لينا عطا الله، رئيسة تحرير موقع "مدى مصر" أحد آخر المواقع المستقلة التي تمتهن الصحافة في مصر حالياً.
"التايم" أوضحت أن هذا الاختيار يرجع إلى "التكلفة الشخصية" التي تتحملها عطا الله مقابل القيام بعملها الصحافي، الذي تسبب بتوقيفها في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، عقب نشرها مقالاً تضمن معلومات "محرجة" عن نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
قالت المجلة إن عطا الله تؤدي عملها في ظروف صعبة بإحدى بلدان العالم التي "ترغب (السلطة) في الحفاظ على الظلام والارتباك والخوف لتتمكن من تعزيز نفوذها".
وأشارت إلى استمرار "مدى مصر" في النشر وكتابة القصص التي يعلمون أنها ستسبب "مشكلة كبيرة" على الرغم من حجب الموقع داخل مصر. وأشارت كذلك إلى اعتزاز عطا الله الدائم بفريقها الذي تعتبره سر شجاعتها.
خلافاً لما تروّج له صحف إماراتية بأن يوسف العتيبة، سفيرها النافذ لدى واشنطن والوجه العام لاتفاق التطبيع الذي يرمي إلى إعادة رسم الشرق الأوسط، هو "العربي الوحيد على قائمة "التايم" التي ضمّت أكثر 100 شخصية تأثيراً عام 2020". اشتملت القائمة على ثلاث شخصيات عربية أخرى، منها سيدتان
"قيصر"
في فئة القادة، جرى اختيار المصور السوري المعروف باسمه المستعار "قيصر"، الذي يُشار به إلى الموظف السابق لدى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي فضح جرائم القتل والتعذيب والإخفاء القسري لمئات الآلاف من السوريين خلال الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
لم يظهر "قيصر" علناً في وسائل الإعلام ولم يسمح بتسجيل صوته، وقد تحدث عبر مترجمه مع وسائل الإعلام المختلفة منذ هروبه من سوريا واستقراره في فرنسا عام 2013.
يأتي اختيار "قيصر" لقيامه بـ"مخاطرة كبيرة" حين حفظ ونقل 55 ألف صورة توثق تعذيب نحو 11 ألف معتقل سوري ومقتلهم بين عامي 2011 و2013، وهذا ما قاد إلى تحقيقات في ممارسة النظام السوري "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" في كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وإلى إقرار تشريع أمريكي سُمّي "قانون قيصر" وهو يلزم واشنطن بملاحقة المسؤولين السوريين وكل من يتعامل معهم حيثما كانوا، في حين تؤكّد السلطات السورية أن الصور مفبركة وتنفي اتهامات التعذيب والقتل.
يوسف العتيبة
برغم الحجم الصغير لدولة الإمارات، يتمتع سفيرها لدى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بنفوذ كبير في واشنطن. اختير يوسف العتيبة ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً للعام الحالي ضمن فئة القادة، إذ كوّن، بحسب المجلة، علاقات وطيدة مع اللاعبين الرئيسيين في وجبات العشاء الفخمة وحفلات التبرعات الخيرية الكبرى التي لا تمثل شيئاً في نظر الدولة الخليجية الفاحشة الثراء، وإن كانت مؤثرة في العاصمة الأمريكية.
منذ عام 2016، ساعد العتيبة حليف بلاده، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على بناء علاقات وثيقة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، برغم سجل السعوديين السيىء في مجال حقوق الإنسان. كما نجح في حث الولايات المتحدة على دعم حرب الحلفاء الخليجيين في اليمن.
من أصدقاء العتيبة المقربين جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه.
اختيار العتيبة ضمن الشخصيات المؤثرة لعام 2020 مبعثه الدور الذي لعبه في إتمام اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل الذي جعل منه "الوجه العام لشرق أوسط أعيد تشكيله". كان العتيبة أول من جاهر بـ"الصفقة" علناً حين خاطب الإسرائيليين في إحدى صحفهم مقترحاً عليهم "الضم أو التطبيع".
اللافت أن عدة صحف إماراتية لفتت إلى أن العتيبة هو "العربي الوحيد ضمن قائمة التايم لهذا العام"، محتفيةً باستفادته من الصداقات التي كوّنها وبدوره في اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ومتجاهلةً أية إشارة إلى دوره في تحسين علاقة بن سلمان بالأمريكيين.
"عدد قياسي من النساء، ومن الأطباء والممرضات والعلماء"... مجلة "التايم" تعلن قائمتها "أكثر 100 شخصية تأثيراً عام 2020"، وتؤكد أن الخيارات "استثنائية لعام لم يكن له مثيل"
"عام لا مثيل له"
في معرض تقديمها قائمة أكثر مئة شخصية تأثيراً لعام 2020، أبرزت "التايم" أن القائمة تصدر سنوياً منذ 20 عاماً، وقالت: "لم يكن هناك مثيل لهذا العام قط، عام من الأزمات المتعددة في جميع أنحاء العالم".
وتابعت: "قائمة هذا العام تبدو مختلفة كثيرًا عما كان يتوقعه أي منا قبل ستة أشهر. هناك الأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة التقليدية من رؤساء الدول والمديرين وغيرهم، لكن يوجد أيضاً العديد من الأفراد غير العاديين الأقل شهرة الذين انتهزوا اللحظة لإنقاذ الأرواح، وإطلاق حراكات، ونشر الإيجابية، وإصلاح العالم".
وعكست القائمة أيضاً الاهتمام العالمي بحراك ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية والدفاع عن حقوق أقلية الأويغور المسلمة التي تتعرض للاضطهاد في الصين، علاوةً على دور الأطباء في جهود مكافحة جائحة فيروس كورونا. واشتملت على عدد قياسي من الأطباء والممرضات والعلماء.
بمعزل عن العرب، ضمّت القائمة الرئيس الأمريكي ترامب ومنافسه الأبرز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، جو بايدن.
وبشكل غير مسبوق، شملت القائمة 54 شخصية نسائية إذ لم يقتصر الأمر على قيادة النساء عدداً من أكبر الحركات الشعبية لهذا العام، بل كن أيضاً صاحبات أكثر الاستجابات فاعلية في العالم لمواجهة COVID- 19.
ومن الشخصيات النسائية المؤثرة في عالم السياسة: نائبة المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة كامالا هاريس، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والديمقراطية رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
يُذكر أن قائمة "التايم" لأكثر مئة شخصية تأثيراً في العالم عام 2019 كانت قد ضمت خمس شخصيات عربية، هي: لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح، والناشطة الحقوقية السعودية المعتقلة لجين الهذلول وحائز الأوسكار من أصول مصرية رامي مالك، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والناشطة الحقوقية اليمنية رضية المتوكل.
وعام 2018، اختارت المجلة الأمريكية الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي وصحافيون آخرون "شخصية العام".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع