خمس سنوات من الحصار في حلب، هي تقريباً عمر الطفلة سما، يوثقها فيلم "من أجل سما"، الذي فاز أمس الأحد 2 شباط/ فبراير 2020 بجائزة أفضل فيلم وثائقي من الأكاديمية البريطانية للسينما BAFTA، في دورتها الثالثة والسبعين. وتسلم الجائزة المخرج البريطاني إدوارد واتس والمخرجة السورية وعد الخطيب اللذان سلماها للطفلة سما، بطلة الفيلم.
يُعد فيلم "من أجل سما" رحلة حميمة وملحمية في تجربة الحرب، فهو بمنزلة رسالة من أم شابة لابنتها. يروي قصة حياة وعد الخطيب خلال خمس سنوات من الانتفاضة في مدينة حلب السورية، تقع وعد في الحب، وتتزوج وتلد سما، في حين أن الصراع يتصاعد حولها، فتلتقط كاميرتها قصصاً مذهلة عن الخسارة والضحك والبقاء على قيد الحياة فيما تتصارع وعد مع خيار مستحيل، وهو الفرار من المدينة لحماية حياة ابنتها وترك كفاحها من أجل الحرية التي ضحت من أجلها.
يوثّق الفيلم، في 95 دقيقة، تفاصيل المعاناة في حلب من خلال يوميات أم وطفلتها تحت الحصار وقصف قوات النظام والطيران الروسي، وقد صوّرتها الخطيب في 300 ساعة على مدى خمس سنوات.
يوثّق الفيلم، في 95 دقيقة، تفاصيل المعاناة في حلب من خلال يوميات أم وطفلتها تحت الحصار وقصف قوات النظام والطيران الروسي... "من أجل سما" يحصد جائزة جديدة
وتشير الخطيب إلى أن الفيلم موجه إلى ابنتها سما التي وُلدت خلال تصوير الفيلم -أثناء الحرب- واعترفت في بعض مشاهده بأنها أخطأت بحقّها، حينما قررت إنجابها في هذا العالم.
ويحكي الفيلم قصة وعد الخطيب خلال خمس سنوات من الانتفاضة، ووقوعها في حب زوجها الطبيب حمزة، المتطوع لمعالجة مصابين الحرب، إذ كان وراء إنشاء مستشفى صغير إثر تعرض بقية المستشفيات للخراب. هُدم المستشفى وأنشأ مستشفى آخر. وركّز الفيلم على مشاهد عدة من داخل المستشفى لنقل المأساة التي حلّت على الشعب السوري.
95 دقيقة دموية
يُعيد الفيلم إلى أذهان العالم مشهد الحرب في سوريا بعد نحو 9 سنوات على اندلاعها. ويعدّ وثيقة أمام المجتمع الدولي تظهر الجرائم المرتبكة في هذه البقعة من الشرق الأوسط، إذ ينقل جرائم تعذيب ناشطين، وأبرياء، وأطفال، ونساء وقتلهم.
والبداية كانت "مشاهد رعب ارتكبتها قوات النظام السوري إثر انتفاضة عارمة في جامعة حلب، حيث تدخلت بعنف وقامت باعتقالات واسعة". ولكنّ "الخارج من سجون هذا النظام كان مولوداً والداخل إليها مفقوداً". ووثّق الفيلم جثث قتلى لمعتقلين معروضة في الشارع العام.
في حوار تلفزيوني، قالت الخطيب إن "التوثيق" هو الأمل الوحيد الذي لا تزال متمسكة به لمواجهة بروباغندا النظام السوري". وتضيف: "اتُهم من آمن بالحرية والثورة بأنه إرهابي ومخرّب. والتوثيق هو الشيء الوحيد الذي يُثبت أن ما قيل عن الناشطين مخطىء".
يُذكر أن فيلم "من أجل سما" حصد بضع جوائز في مهرجانات عدة، منها "SXSW" السينمائي، كانّ، جوائز الأفلام الأوروبية. وأُختير في القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 2020.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين