"مرّ 43 يوماً على إضراب نسرين عن الطعام ويومان على نقلها إلى وحدة العناية المركّزة.
غير مسموح لنا بمقابلتها أو التحدّث إليها.
ننتظر في ممرات المستشفى ثماني ساعات يومياً على أمل رؤيتها وهي في الكرسي المتحرك.
لقد ساءت حالتها العامة".
هذه كلمات كتبها على تويتر رضا خاندان، زوج المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية نسرين ستوده (57 عاماً) التي حُكم عليها بالسجن 38 عاماً وستة أشهر و148 جلدة بسبب عملها في الدفاع عن حقوق المرأة، والاحتجاج على قوانين إيران الخاصة بارتداء الحجاب الإلزامي، إذ تولت الدفاع عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين والنساء المعارِضات للنظام، أبرزهن المرأة التي خلعت حجابها في احتجاجات عام 2018، وهذا الفعل يُعدّ جريمة يعاقب عليها القانون في إيران.
أضربت ستوده عن الطعام احتجاجاً على وضع السجناء السياسيين، إذ قالت في رسالة يوم 11 آب/أغسطس الماضي من داخل سجن إيفين في طهران، إنها أضربت عن الطعام بسبب الظروف القمعية التي جعلت من المستحيل الاستمرار في اعتقال السجناء السياسيين، و"للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين"، وللاعتراض على احتجاز الجهازين الأمني والقضائي ابنتها مهراوه (20 عاماً) عدة ساعات والامتناع عن تعيين مواعيد الزيارات، وفقاً لما نقله زوجها.
وكان خندان قد قال إن "قضية اعتقال مهراوه مروعة وغير إنسانية، حتى أن نسرين لا تفكر في إنهاء الإضراب عن الطعام على الإطلاق"، وإن القضاء "يجب أن يرد على هذا الاعتداء اللاإنساني وهذا العمل الشنيع لاعتقال ابنة سجينة سياسية وبث حالة من الرعب والترهيب".
واحتجت نسرين في رسالة أُخرى إلى زوجها على عقوبة إعدام الشاب الإيراني المصارع نويد أفكاري، ودعت شعب إيران والعالم إلى إظهار "رد فعل جاد" احتجاجاً على زيادة أحكام الإعدام في إيران.
وأعلن زوجها خاندان ومحاميها محمد مقيمي في 19 أيلول/سبتمبر نقلها إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى طالقاني في طهران بسبب مشكلات في القلب، وشعورها بضيق تنفّس وهبوط في ضغط الدمّ.
وما يزيد من القلق بشأن حالة نسرين، قول محاميها في 20 أيلول/سبتمبر إن المستشفى الذي تُعالج فيه موبوء بسبب المصابين بفيروس كورونا، لافتاً إلى أن علاج نسرين يجب أن لا يكون هناك.
ويُذكّر المحامي يومياً منذ بدء إضراب نسرين عن الطعام أن حياتها في خطر. ويؤكد أن "ما يجري لنسرين ستوده وعائلتها في ظل القضاء والمخابرات والأمن في إيران قمع واضح"، مُطالباً المحامين ونشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم الاحتجاج على هذا.
اعتُقلت نسرين ستوده في 13 حزيران/يونيو 2018، ووُجّهت إليها تهم "التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي"، و"الدعاية ضد الدولة"، و"العضوية في ´مركز المدافعين عن حقوق الإنسان´و ´مجموعة لگام´ (خطوة بخطوة لوقف عقوبة الإعدام)، و´المجلس الوطني للسلام´" و "تشجيع الفساد والدعارة" و "المثول أمام القضاء من دون ارتداء الحجاب" و "تعكير صفو السلام والنظام العامين" و"نشر الأكاذيب بقصد إزعاج الرأي العام".
"دعونا لا ننسى... قد خاطرت في حياتها من أجل حرية الإيرانيين"... مناشدات للإفراج عن المحامية الإيرانية نسرين ستوده في ظل مخاوف من وفاتها في السجن عقب تدهور حالتها الصحية
#FreeNasrin
أُطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل شخصيات عامة احتجاجاً على استمرار حبس ستوده، مطالبة بالإفراج الفوري عن السجينة المدافعة عن حقوق الإنسان، وغيرها من السجناء السياسيين في إيران.
ودعت الشخصيات العامة المشاركة في بيان مشترك الجماهير من جميع أنحاء العالم إلى "التعبير عن صوت نسرين ستوده المطالب بالعدالة، من خلال الانضمام إلى الاحتجاج الشعبي عبر الإنترنت ونشر صورهم مع هاشتاغ "#FreeNasrin" على حساباتهم الشخصية.
كتبت ضياء خان، موسيقية ومخرجة أفلام وثائقية وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة، أن "نسرين تموت". وأضافت: "أرجوكم ساعدونا في زيادة الوعي حول ظروفها. نُقلت إلى المستشفى بعد إضرابها عن الطعام".
وعلّقت الممثلة الإيرانية البريطانية نازانين بنيادي: "حزينة لسماع أن نسرين ستوده نُقلت إلى المستشفى بسبب مشكلة في القلب... لقد أضربت عن الطعام في سجن إيفين منذ 11 آب/أغسطس لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين".
وكذلك، قال الصحافي والكاتب الإيراني مسعود بنهود: "دعونا لا ننسى... نسرين خاطرت في حياتها من أجل حرية الإيرانيين".
"ليس من المبالغة القول إن الإفراج عنها مسألة حياة أو موت"... مناشدات للإفراج عن المحامية الإيرانية نسرين ستوده في مخاوف من وفاتها في السجن عقب تدهور حالتها الصحية
رسالة إلى روحاني
وأطلقت منظمة "بن أميركا" المدافعة عن حقوق التعبير والفنون عريضة تُطالب فيها بالإفراج الفوري عن ستوده.
ووجّهت رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني مُطالبةً إياه بالإفراج غير المشروط والفوري عنها، مشيرةً إلى أن "الحكومة الإيرانية لطالما استهدفتها كونها من أبرز الأصوات في إيران".
ولفتت المنظمة إلى أن مكتب المدعي العام الإيراني أغلق في أيار/مايو الماضي، بعد شهرين من إضراب نسرين الأول عن الطعام، الحسابات المصرفية لوالدي ستوده. وفي ما وصفه زوجها بأنه محاولة للمزيد من الضغط على ستوده، اعتقلت قوات الأمن ابنتهما مهراوه قبل أن يطلق سراحها لاحقاً بكفالة.
وطالبت المنظمة، بالإضافة إلى الإفراج عن ستوده، "بالتوقف فوراً عن مضايقة الأسرة والسماح لأفرادها بالوصول إلى مواردهم المالية، وإسقاط التهم الموجهة إلى الابنة".
وختمت رسالتها إلى روحاني: "ليس من المبالغة القول إن الإفراج عن ستوده مسألة حياة أو موت... هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضمان عدم وفاة ستوده في سجون الدولة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...