في خبر نشرته، أکدت وكالة "ميزان" الإعلامية التابعة للسلطة القضائية في إيران خبر حكم إعدام الشاب الإيراني المصارع نويد أفكاري بتهمة قتل موظف في مؤسسة المياه في شيراز. لم تذكر الوكالة دوافع القتل أو أية تفاصيل أخرى عن الاتهامات. اكتفت بإنكار التسجيلات المسربة للإعلام والتي تتحدث عن تعذيب السجين "أفكاري" لإجباره على الاعتراف.
أثار خبر إعدام الشاب الإيراني البالغ من العمر 27 عاماً إلى جانب أحكام السجن لأخويه وحيد أفكاري (لمدة 54 سنة) وحبيب أفكاري (لمدة 27 سنة) بالإضافة إلى 74 جلدة، موجة من الإحباط والغضب والاستنكار بين صفوف الشباب الإيرانيين ومنظمات حقوق الانسان. فالنظام الإيراني يواصل منذ أشهر إصدار أحكام بالإعدام بحق ناشطين سياسين ومواطنين شاركوا في احتجاجات يعتبرها الشارع الإيراني حقاً شرعياً له.
في فيديو مؤلم، تقول والدة الشباب الثلاثة: "أنا بهية نامجو، والدة نويد ووحيد وحبيب أفكاري. اعتقَلوا أولادي دون مذكرة رسمية. ابني حبيب كان عريساً وعذّبوه كثيراً وحاول الانتحار ثلاث مرات وعذّبوا وحيد ليشهد ضد أخيه نويد. أقاموا محاكمة كاذبة. أولادي لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم أمام كل هذه التهم. أطلب من الشعب الإيراني وشعوب العالم وكل مَن يسمع صوتي أن يساعدني لأتمكن من تبرئة أولادي في محكمة صادقة، أرجو من كل مَن يسمعني أن يساعدني".
لم تتمكن الأمّ الإيرانية بهيّة من أن تنطق بلسانها بالحكم على ابنها نويد. هي وسيدات أخريات يستنجدن بمواطنيهم وبالمهتمين بحقوق الإنسان لإقامة محكمة عادلة تنقذ أبناءهم من سلسلة المشانق التي لا تنتهي.
وعلى الرغم من التهديد وحالة الرعب التي تبثها السلطات الإيرانية ضد أهالي المعتقلين في السجون، إلا أنهم لم يتوانوا عن الدفاع عن أبنائهم. فلا خسارة أكبر مما خسروه حتى الآن.
أهالي خمسة شباب آخرين أقاموا وقفة احتجاجية في أصفهان اعترضاً على أحكام إعدام أبنائهم وهم محمد بسطامي، مهدي صالحي، هادي کیاني، عباس محمدي ومجید نظري، بتهم المشاركة في تظاهرات كانون الأول/ ديسمبر 2017، إلا أن هذه الوقفة انتهت بتهديدهم من قبل الجهات الأمنية.
في فيديو مؤلم، قالت أم إيرانية: "أنا بهية نامجو، والدة نويد ووحيد وحبيب أفكاري. اعتقَلوا أولادي دون مذكرة رسمية. ابني حبيب كان عريساً وعذّبوه كثيراً وحاول الانتحار ثلاث مرات وعذّبوا وحيد ليشهد ضد أخيه نويد. أقاموا محاكمة كاذبة... أرجو من كل مَن يسمعني أن يساعدني"
وتتمحور الاعتراضات التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة على احتجاج الشباب على الأوضاع المعيشية المتردية والمطالبة بتوفير فرص عمل لهم. السير الذاتية لأغلب الشباب المحكومين بالإعدام أو الذين قُتلوا وسط الاحتجاجات تعكس الأوضاع الاجتماعية المزرية التي دفعت بهم للخروج إلى الشارع، فمعظهم لا يملكون عملاً مستقراً يوفّر لهم حياةً متوسطة.
وسرعان ما يوجّه النظام بندقيته إلى أفواه المعترضين الجائعين لقمع كل تجمّع، الأمر الذي أثّر بطبيعة الحال على سلوك المحتجين عبر السنوات.
اعتقال الإخوة الثلاثة من عائلة أفكاري جاء ضمن احتجاجات شعبية على غلاء الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية في مدينة شيراز، في آب/ أغسطس 2018. لا تختلف تفاصيل القصص التي يرويها النظام غالباً مع كل إعدام جديد. بعض الإعدامات تحدث مع مقدمات وأخرى يعلَن عنها بعد تنفيذها.
في منتصف شهر تموز/ يوليو 2020، وبعد تنفيذ حكم الإعدام بالشابين صابر شيخ عبد الله ودياكو رسول زاده، من أكراد إيران، بتهم سياسية، تمكن المغردون في إيران من إيقاف تنفيذ حكم إعدام ثلاثة شباب آخرين هم أمير حسين مرادي، وسعيد تمجيدي، ومحمد رجبي، كانوا قد شاركوا في احتجاجات تشرين الثاني/ نوفمبر 2019. لكن هذه الأحكام لم تُلغَ. فقط أُجّلت لإخماد موجة الاعتراضات الإلكترونية التي طالبت بوقف الإعدام عبر وسم #اعدام_نكنيد (أوقفوا الإعدامات).
على الرغم من التهديد وحالة الرعب التي تبثها السلطات الإيرانية ضد أهالي المعتقلين في السجون، إلا أنهم لم يتوانوا عن الدفاع عن أبنائهم. فلا خسارة أكبر مما خسروه حتى الآن
لم تكن أصداء مرواغة النظام الإيراني في ملف أعدام الشباب الثلاثة قد انتهت بعد حتى صُدم الشارع الإيراني بإعدام غير معلن لـمصطفى صالحي (30 عاماً) في أصفهان، يوم الخامس من آب/ أغسطس، بتهمة قتل أحد عناصر الباسيج في تظاهرات كانون الأول/ ديسمبر 2018.
انعدام الثقة بين المواطن الإيراني والنظام في طهران وبالذات السلطة القضائية يحمل المحللين على توقع احتجاجات أخرى خلال السنة المقبلة، فعدم الاهتمام بأصوات المطالبات الشعبية وقمع ما يعلو من اعتراضات سيولّد مزيداً من العنف.
تقول المختصة في علم الاجتماع فايزة حسيني لرصيف22 إن رسالة النظام من سلسلة الإعدامات الأخيرة ضد المحتجين وصلت إلى الشعب وهي التحذير من أي تحرك جديد.
وتشير إلى اختلاف قراءة هذه الرسالة باختلاف الشرائح العمرية للمواطنين، فالأكثر فقراً والأصغر عمراً لن يهتموا برسائل النظام فليس لديهم ما يخسرونه مقارنة بطلبة الجامعات وأرباب الأسر، ولذا سيكونون شعلة لكل احتجاج وضحية له.
وتضيف أنه في حال استمرت الاعتراضات بشكلها الطبقي كما في الأعوام الثلاثة الماضية، أي احتجاجات عمّالية وطلابية وأخرى للفقراء، فإن مطالب الجميع لن تتحقق لكن الخاسر الأكبر هو طبقة الفقراء.
يبدو أن خيار الإعدام هو ما تبقى للنظام أمام معارضيه فالسجون طويلة الأمد والإقامات الجبرية التي فرضها على شريحة الطلاب المعترضين في الحركة الخضراء عام 2009 لن تجدي نفعاً مع شريحة أخرى أكبر وأكثر تألّماً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...