شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
من الدعوة السلمية إلى السيف فالإرساليات... المراحل الأربع لانتشار المسيحية حول العالم

من الدعوة السلمية إلى السيف فالإرساليات... المراحل الأربع لانتشار المسيحية حول العالم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 4 أكتوبر 202010:56 ص

من المعروف أن المسيحية هي أكثر الديانات انتشاراً في العالم المعاصر، إذ يزيد عدد معتنقيها عن 2.5 مليار نسمة، يشكلون الأغلبية السكانية في كل من الأمريكتين وأوروبا وأستراليا، كما يمثلون في الوقت ذاته نسبة لا يُستهان بها من السكان في كل من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

انتشار المسيحية من مهدها الأول في فلسطين لتصل إلى مختلف أنحاء العالم، مرّ بمراحل تاريخية مختلفة، اتشحت فيها البشارة المسيحية بمسوح المهادنة والدعوة السلمية أحياناً، كما شهدت رفع السيف والمدفع في أحيان أخرى.

المرحلة الأولى: حقبة المسيحية المبكرة

يُطلق باحثون متخصصون في الدراسات المسيحية اسم "المسيحية المبكرة" على الفترة الزمنية التي بدأت بعد وفاة/ صلب المسيح عام 33 وحتى وصول الإمبراطور قسطنطين الأول لسدة الحكم في بدايات القرن الرابع الميلادي.

يمكن القول إن البشارة المسيحية في تلك الفترة مالت بشكل كامل إلى أسلوب الدعوة السلمية، البعيدة كل البعد عن العنف أو التماهي مع السلطة السياسية.

كانت سمكة المسيح أحد أهم الرموز المسيحية

رغم عدم توافر معلومات دقيقة عن عدد المسيحيين في زمن يسوع الناصري، تؤكد بعض الإشارات الواردة في العهد الجديد على أن الكثير من أهالي فلسطين عموماً، وأورشليم على وجه الخصوص، تقبلوا أفكار المسيح ورحبوا بها، لدرجة أنهم خرجوا لاستقباله وأمسكوا سعف النخيل لتظلله من أشعة الشمس عند دخوله أورشليم، حسب ما ورد في إنجيل لوقا.

يُحدثنا العهد الجديد عن مجموعات مُختارة من المسيحيين كانوا الأكثر قرباً من المسيح، ومنهم الرسل الاثني عشر الذين تم اختيارهم من المسيح ذاته، "ليكرزوا بين الأمم"، وفق إنجيل مرقس، وأيضاً، الرسل السبعين –أو الاثنين وسبعين- الذين انفرد بذكرهم لوقا، وكانوا مكلفين بالتبشير في بعض المدن القريبة، مثل صور وصيدا وكفرناحوم وسدوم.

شهد عام 50 تطوراً مهماً في حركة التبشير المسيحي، وذلك مع انعقاد مجلس أورشليم الذي حضرته مجموعة من الرسل، من أمثال بطرس ويعقوب ويوحنا، فضلاً عن شاؤول الطرسوسي الذي كان أحد الفريسيين اليهود المتعصبين الذين تحولوا إلى المسيحية، وغيّر اسمه بعدها إلى بولس.

الحاضرون في المجلس كانوا قد اختلفوا في مسألة تحديد شروط التبشير بالمسيحية في الأمم الوثنية غير اليهودية، ليستقروا في النهاية على تأييد رأي بولس بعدم إلزام المتحولين إلى المسيحية بالختان، والاكتفاء ببعض الشعائر الدينية البسيطة، ما أدى لتسهيل انتشار المسيحية خارج حدود فلسطين.

على الرغم من كثرة الروايات المسيحية التي تحدثت عن كيفية نشر المسيحية في تلك المرحلة، فإن الأغلبية منها لا تعتمد على الحقائق التاريخية بقدر اعتمادها على التقاليد الشفهية المتوارثة جيلاً بعد آخر. وإذا ما جاز لنا الاتكال على تلك الروايات، يمكن القول إن التبشير المسيحي خارج فلسطين توزع على ثلاثة اتجاهات رئيسة، تتداخل وتتقاطع مع بعضها في بعض الأحيان، لكنها تؤسس لنتائج مهمة ومستقلة في نهاية الأمر.

الاتجاه الأول تزعمه بطرس الذي بشّر بالمسيحية في فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى، كما في روما حيث بنى كنيسته الأهم. أما الاتجاه الثاني فتزعمه بولس الذي بشّر في آسيا الصغرى وأوروبا، وقام بتأسيس العديد من الكنائس في كل من أنطاكية وفيليبي وتسالونيكي وأثينا وكورنثوس وأفسس، والاتجاه الثالث مثّله مرقص الذي وإن كان قد بدأ رحلته التبشيرية بصحبة كل من بولس وبرنابا، إلا أنه سرعان ما افترق عنهما، ليبدأ رحلته المستقلة في التبشير في كل من قبرص ومصر.

من أقدم المخطوطات المسيحية المكتشفة وتعود للقرن الثالث الميلادي. هي عبارة عن شاهد رخامي لقبر ليسينيا أمياس الموجود في الفاتيكان

انتشار المسيحية سريعاً في تلك المساحات الواسعة من إفريقيا وآسيا وأوروبا، عرّض المسيحيين لحملة ممنهجة من الاضطهادات الرومانية، بسبب تخوّف الأباطرة من الدين الجديد، واعتقادهم بأن انتشار المسيحية قد يؤثر بالسلب على نفوذهم في شتى أنحاء الإمبراطورية.

من هنا، عرفت الأراضي الرومانية حملة اضطهادات واسعة ضد كل ما هو مسيحي، وعُرفت تلك الحملة بـ"الاضطهادات العشر الكبرى" التي بدأت مع اتهام الإمبراطور نيرون للمسيحيين بحرق روما عام 64، واستمرت حتى اعتلاء الإمبراطور دقلديانوس العرش عام 284.

لوحة "شعلة نيرون"، وفقاً لتاسيتوس، وفيها استخدم نيرون المسيحيين كمشاعل بشرية

خلال ما يزيد عن قرنين، تعرّض المسيحيون للقتل والتنكيل والتعذيب والنفي، فضلاً عن حرق الكنائس والكتب المقدسة، والاستبعاد من الوظائف العامة والحكومية، بحسب ما يذكر يوسابيوس القيصري في كتابه "تاريخ الكنيسة".

المرحلة الثانية: المسيحية في حماية الإمبراطورية

عام 306، وصل قسطنطين الأول لسدة العرش الإمبراطوري، ودخل بعدها في مجموعة من الحروب الأهلية ضد مكسينتيوس في الغرب، وليسينوس في الشرق، وتمكن من هزيمة كل منهما، فدانت له جميع أراضي الإمبراطورية.

شعر قسطنطين في تلك اللحظة التاريخية الفارقة بضرورة إصلاح العلاقات مع المسيحيين المنتشرين في دولته، وتتحدث بعض الروايات أنه (قسطنطين) شاهد في السماء رمز صليب كُتب تحته "بمثل هذا سوف تنتصر"، وهو الأمر الذي دفعه لاعتناق المسيحية في ما بعد.

كان قسطنطين قد أقدم على أولى الخطوات المهمة في سبيل التصالح مع المسيحية، عندما أصدر عام 313 -بالاشتراك مع غريمه ليسينوس- مرسوم ميلان الذي اعترف فيه بالمسيحية، وبحق المسيحيين الكامل في حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، كما وعدهم بالتعويضات المالية عن كافة الأضرار التي لحقت بهم في السنوات السابقة.

قسطنطين

عام 325، وضحت الرعاية الرومانية للمسيحية عندما تم عقد مجمع نيقية تحت رعاية الإمبراطور قسطنطين، وحضره عدد كبير من الأساقفة ورجال الدين المسيحي، وتم إقرار ما عُرف باسم "قانون الإيمان النيقاوي" الذي حسم الخلاف حول بعض العقائد المرتبطة بالمسيح، والتي كانت قد نشأت بين آريوس وأثناسيوس السكندريين.

بعد وفاة قسطنطين، تزايد الدعم الإمبراطوري للمسيحية، وهو ما أسهم في انتشارها شيئاً فشيئاً. وفي عام 393، وقع تحول نوعي في التاريخ المسيحي، عندما أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول مجموعة من القرارات التي تمنع الوثنية بشكل كامل، وتحظر أي نوع من أنواع الممارسات الدينية غير المسيحية.

منذ تلك اللحظة، بدأ ما يمكن أن نصفه بالاضطهاد المسيحي للوثنية، والذي اتبع فيه المسيحيون المؤيدون من قبل الإمبراطورية مجموعة من الممارسات العنيفة ضد أصحاب الأديان القديمة، بينما تجلى ذلك بشكل واضح في حادثة مقتل الفيلسوفة الشابة هيباتيا على يد حشد من المسيحيين في الإسكندرية عام 415.

شهد عام 393 تحولاً نوعياً في التاريخ المسيحي، عندما أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول مجموعة من القرارات التي تمنع الوثنية بشكل كامل، وتحظر أي نوع من أنواع الممارسات الدينية غير المسيحية... هكذا بدأت مرحلة جديدة مختلفة عن مرحلة التبشير الأولى التي اتصفت بالتسامح

في القرن الخامس أيضاً، وقعت خطوة مهمة أثرت كثيراً في انتشار المسيحية، فبعدما تم رفض أفكار بطريرك القسطنطينية نسطوريوس في مجمع أفسس عام 431، هاجر العديد من النساطرة إلى المشرق، واستقروا في شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد فارس، وهو الأمر الذي نتج عنه حضور مسيحي قوي في تلك المجتمعات، خصوصاً بعد إعلان ملوك الفرس الساسانيين عن حمايتهم للنساطرة.

المرحلة الثالثة: المسيحية تنتشر بين الجرمان

يُطلق اسم الجرمان على مجموعة كبيرة من القبائل الهمجية التي انتقلت من الشرق إلى الغرب في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وسكنت على حدود الإمبراطورية الرومانية، ثم دخلت في صدام عنيف معها، حتى تمكنت من دخول روما نفسها عام 476.

انتشر الجرمان بشكل كثيف في شتى أنحاء أوروبا، وتفرعت منهم شعوب القوط الشرقيين والقوط الغربيين والوندال والساكسون واللمبارديون والفرنج والفايكنج، وكان القاسم الثقافي المشترك لجميع تلك الشعوب، هو اعتناقها لمجموعة من الديانات الوثنية البدائية.

تور، إله الرعد الجرماني. المطرقة تترافق دوماً مع صوت الرعد

اعتنق بعض تلك الشعوب، مثل القوط والوندال في شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال إفريقيا، المسيحية على المذهب الأريوسي في فترة مبكرة، وربما كان السبب في ذلك العداء المستعر بين الأريوسية والمسيحية التقليدية، بمعنى أن تلك القبائل استعانت بالأريوسية للتأكيد على هويتها المستقلة، وللتأكيد على حالة العداء ضد القسطنطينية وروما.

حصل التطور الأهم في انتشار المسيحية بين الشعوب الجرمانية في نهايات القرن الخامس الميلادي، عندما تحول ملك الفرنج كلوفيس الأول إلى الكاثوليكية، في لحظة فاصلة شبّهها المؤرخ غريغوري التوري (Gregory of Tours) في كتابه "تاريخ الفرنجة" بأنها تتشابه كثيراً مع لحظة اعتناق قسطنطين الأول للمسيحية.

منذ تلك اللحظة، انتشرت المسيحية بين الفرنج كالنار في الهشيم، ولم يكن من الغريب أن يتم تنصيب الملك الفرنجي شارلمان بعد ثلاثة قرون على رأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأن يطلق البابا ليو الثالث يده بعدها لغزو اللمبارديين والسكسون، لتحويلهم إلى المسيحية.

شارلمان

يتحدث المؤرخ إينهارد في كتابه "سيرة شارلمان" عن الأعمال الذي قام بها الإمبراطور الجديد في نشر الدين المسيحي، وكيف أنه انخرط في أنواع مختلفة من الجهود لتحويل الجرمان للمسيحية، ومنها أخذ 10 آلاف من الساكسون مع زوجاتهم وأبنائهم، ونقلهم من أماكنهم إلى مناطق متفرقة من مملكته لتسهيل عملية دمجهم في المجتمع المسيحي، ومنها أيضاً قتل ما يقرب الـ4000 من الساكسون عام 782 في "مذبحة فيردن" ليدفع شعبهم لاعتناق المسيحية.

لم تقتصر جهود شارلمان في نشر المسيحية على الحرب والقتال، بل تعدت ذلك لتظهر في النواحي العمرانية، إذ يذكر إينهارد في كتابه "تمسك شارلمان - بكثير من الحماسة والورع- بمبادئ الديانة المسيحية التي شب عليها منذ طفولته، ولذا شيّد في أكس لاشيبل كنيسة جميلة، وزينها بالذهب والفضة والقناديل... وحرص على الصلاة في هذه الكنيسة بصورة دائمة ما دامت صحته تسمح له بذلك... كما أولى عناية بالغة لأن تؤدى كل الطقوس الدينية التي تجري في الكنيسة بأسمى درجات الورع الممكنة".

الخطوة التي أثّرت في انتشار أوسع للمسيحية حصلت عندما رفض مجمع أفسس عام 431 أفكار بطريرك القسطنطينية نسطوريوس، حيث هاجر نساطرة كثر باتجاه شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد فارس، ما نتج عنه حضور مسيحي قوي هناك، خصوصاً مع إعلان ملوك الفرس الساسانيين عن حمايتهم للنساطرة

وكان كذلك لبعض بابوات روما دور مهمة في نشر المسيحية بين الشعوب الجرمانية. على سبيل المثال، قام البابا غريغوري الأول بإرسال مجموعة من البعثات التبشيرية إلى الأنغلوساكسون في بريطانيا، وتمكن أحد قادة تلك البعثات عام 595 من إقناع الملك إيثيل بيرت باعتناق المسيحية، وهو الأمر الذي مهد لانتشار المسيحية بين الأنغلوساكسون في ما بعد.

المرحلة الرابعة: الشرق الأقصى والعالم الجديد

يذكر محمود سعيد عمران في كتابه "المغول والأوروبيون والصليبيون وقضية القدس" أن البابوية في روما عملت على اجتذاب القوى الآسيوية الصاعدة بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي. على سبيل المثال، تبادل بابوات روما مجموعة من الرسائل مع خانات المغول في إيران وآسيا الوسطى، وما شجعهم على ذلك أن بعض المغول كانوا يعتنقون المسيحية النسطورية، وكان الهدف الرئيس من تلك الرسائل تشكيل تحالف كاثوليكي- مغولي ضد المسلمين، لكن لم تؤت تلك الجهود بثمارها، وتحول المغول إلى الإسلام في نهاية الأمر.

في القرن السادس عشر، مرت عملية نشر المسيحية في الشرق الأقصى بتطور مهم بعد ظهور جماعة الجيزويت "اليسوعيين"، والتي أسسها أغناطيوس دي لويولا عام 1537.

أغناطيوس دي لويولا

عمل اليسوعيون على التبشير بالمسيحية من خلال الاهتمام بالجوانب التعليمية والصحية للمناطق المستهدفة، وفي سبيل ذلك، أقاموا عدداً كبيراً من المدارس والجامعات والمستشفيات ودور الأيتام.

كان لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في نهايات القرن الخامس عشر دور في تسهيل وصول البرتغاليين الكاثوليك إلى الهند دون الدخول في صدام مع الدول الإسلامية في الشرق الأدنى.

بحسب ما ورد في كتاب "اليسوعيون في الشرق الأدنى والعالم"، نجحت مجموعة كبيرة من المبشرين اليسوعيين بتحويل الآلاف من الآسيويين إلى المسيحية، وذلك من خلال استخدام أساليب مبتكرة ومثيرة للإعجاب.

ومن المبشرين على سبيل المثال، كان الإيطالي ماتيو ريتشي الذي بشّر بالمسيحية في الصين في القرن السادس عشر، وكان لمعرفته الواسعة بالخرائط والرياضيات دور مؤثر في تمركز المسيحية في بكين؛ والأب نوبيلي الذي نشر المسيحية في الهند عندما حلق رأسه وصبغ جبهته وتشبه بكهنة البراهما، ولما ذاع صيته وسط الهنود، عمل على تحويلهم تدريجياً إلى المسيحية؛ ومنهم أيضاً، الأب أنطونيو دي أندريه الذي اجتاز جبال الهيملايا ليُبشّر بالمسيحية في بلاد التيبت.

ماتيو ريتشي

وأسهمت حركة الاكتشافات الجغرافية التي بدأت في القرن السادس عشر، بدورها، في توسيع انتشار المسيحية، ذلك أن اكتشاف الإسبان الكاثوليك للأمريكتين مهّد الأمر لهيمنة المسيحية على ملايين الكيلومترات الجديدة التي سيتم استيطانها في ما بعد، وهو الأمر ذاته الذي وقع بعد اكتشاف الهولنديين والإنكليز لأستراليا.

في السياق نفسه، كان لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في نهايات القرن الخامس عشر دور في تسهيل وصول البرتغاليين الكاثوليك إلى الهند دون الدخول في صدام مع الدول الإسلامية في الشرق الأدنى، وهو الأمر الذي أتاح لهم نشر الديانة المسيحية في شبه القارة الهندية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard