رصدت كاميرات المصورين مشاهد صادمة للعنف غير المبرر من قبل جنود الاحتلال ضد عدد من المسنين الفلسطينيين الذين نظموا وقفة احتجاجية سلمية احتجاجاً على اغتصاب أراضيهم لإقامة منطقة صناعية استيطانية عليها.
من أبشع هذه الانتهاكات، لقطة تُظهر جندياً إسرائيلياً وهو يجثو على رقبة مسن تجاوز الستين من العمر وكاد يتسبب بموته اختناقاً.
ولم يرمِ والدي الراية ??✌? pic.twitter.com/Ql1KL5WvbP
— راوي حداد (@georgewhabib) September 1, 2020
هذه اللقطة التي ذكرت الكثيرين بحادثة قتل جورج فلويد على أيدي الشرطة الأمريكية وفجرت الغضب تجاه العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة. بل اعتبرت "حكاية وطن"، لأنها تعكس بالضبط المعاناة الفلسطينية مع الاحتلال.
"أبلغ رسالة لكل المطبعين ولكل الانهزاميين والمتآمرين"... كاميرات الصحافيين توثَق وحشية جندي إسرائيلي ضد مسنين فلسطينيين خلال وقفة سلمية لهم احتجاجاً على اغتصاب أراضيهم تزامنت مع الترحاب الشديد بوفد إسرائيلي رسمي في الإمارات
"وجهان لعنصرية واحدة"
في تصريح لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، قال المسنّ الفلسطيني الذي تبين أنه خيري حنون (61 عاماً)، وهو أسير محرر قضى ثماني سنوات في سجون الاحتلال، إنه كان يشارك في فعالية سلمية ضد استيلاء الاحتلال على قرى جبارة والراس وشوفة قرب طولكرم، حين نجا من اعتداء جندي إسرائيلي تسبب برضوض في مختلف أنحاء جسده.
وأضاف، كما نقلت عنه "هآرتس" الإسرائيلية أيضاً: "بالنسبة إلي، هذا احتجاج مشروع وغير عنيف. سار عدد قليل من المسنين، معتقدين أن الجنود لن يهاجمونا، لكننا كنا مخطئين. لقد هاجمونا مثل البلطجية. أبلغ من العمر 61 عاماً، ماذا يمكنني أن أفعل بجندي مسلح؟"، مردفاً: "خرجنا للاحتجاج على الاستيلاء على الأراضي وعلى الأضرار التي لحقت بممتلكاتنا. ليس هناك تهديد لأحد في ذلك".
وتابع: "ما اقترفه جندي الاحتلال بحقي قمة في الإجرام. صب جام حقده بوحشية عليّ، لم يراعِ أنني كبير في السن، ضغط بقدمه بكل قسوة على رأسي ورقبتي"، لافتاً إلى أنه حاول المقاومة، لكن من دون جدوى.
"ضغط بقدمه بكل قسوة على رأسي ورقبتي"... "فلويد الفلسطيني"، الأسير المحرر خيري حنون (61 عاماً)، يروي لحظات اختناقه حين راح جندي إسرائيلي يضغط بركبته على رقبته
وأكمل: "شعرت أن الأرض تدور وأني أختنق. تذكرت على الفور ما حصل مع الأمريكي جورج فلويد الذي لقي حتفه بالطريقة نفسها تحت ركبة شرطي أمريكي حاقد... ما جرى يثبت أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة وجهان لعنصرية واحدة".
وبعدما ساعدته قلة من الناس على النهوض، والدخول في سيارة لمغادرة موقع الاعتداء، حطم جندي إسرائيلي إحدى نوافذ السيارة وصوّب سلاحه إلى رأس مسن فلسطيني آخر كان داخلها. وهو ما وصفه حنون بأنه "كان سلوكاً وحشياً بلا مبرر".
حنون، وهو ناشط في الفعاليات المناهضة للجدار والاستيطان وعضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة طولكرم، شدد على أن مشاركته في كل فعالية وطنية تنطلق من انتمائه لفلسطين وقضيتها، وتمسكه بالنضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ختاماً، بيّن أنه لا يعتزم تقديم شكوى رسمية ضد الاعتداء الوحشي الذي تعرض له، مضيفاً: "ليس هناك من يستمع إلي. كان هناك صحافيون وثّقوا الاعتداء ليراه العالم كله".
الاحتلال: "المشاهد متحيزة"
تصديقاً لحدس حنون، خرج جيش الاحتلال في بيان مدافعاً عن وحشية جنوده، زاعماً أن الوقفة الاحتجاجية كانت "عنيفة"، وأن الصور ومقاطع الفيديو التي توثق وحشية الجنود كانت "متحيزة ولا تعكس أعمال الشغب والعنف تجاه قوات الجيش التي سبقت الاعتقال". وقال إن "الحادث برمته سيحال إلى التحقيق في الأيام المقبلة".
"الفلسطينيون لا يقاومون الاحتلال لأن الإمارات أقامت علاقات مع إسرائيل ولا لأن آخرين يعارضون التطبيع معها. يقاومون لاسترداد حقوقهم"
وادّعى جيش الاحتلال: "اندلعت أعمال شغب عنيفة بالقرب من طولكرم بمشاركة حوالى 200 من ‘مثيري الشغب‘. أظهر تحقيق أولي أن أعمال الشغب تضمنت إلقاء الحجارة والاعتداء على قواتنا. هذه المنطقة شهدت أعمال شغب طوال بضعة أيام متتالية".
كذلك زعم أن قواته "استخدمت أساليب تفرقة أعمال الشغب"، لكن "فلسطيني، يُعرف بأنه محرض رئيسي ويشارك في العديد من أعمال الشغب في الضفة الغربية، دفع عدداً من قادة القوة مراراً وحاول إثارة استفزازهم. أظهر القائد ضبط النفس، ولكن بعد عدة هجمات عليه، طلب من القوة القبض على المشتبه فيه الذي قاوم اعتقاله، وتقييد يديه".
وفيما رأى معلقون أن في مشهد الاعتداء السافر على العجوز الفلسطيني "أبلغ رسالة لكل المطبعين ولكل الانهزاميين والمتآمرين"، في إشارة واضحة إلى تزامن الاعتداء مع الترحاب الشديد الذي قوبلت به أول رحلة إسرائيلية مباشرة في الإمارات، قال الخبير في حقوق الإنسان في الشرق الأوسط فادي القاضي عبر تويتر: "الفلسطينيون لا يقاومون الاحتلال لأن الإمارات أقامت علاقات مع إسرائيل ولا لأن آخرين يعارضون التطبيع معها. يقاومون لاسترداد حقوقهم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...