شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
عقب اعتذارها من الإمارات… سُهى عرفات تهاجم السلطة الفلسطينية عبر التلفزيون الإسرائيلي

عقب اعتذارها من الإمارات… سُهى عرفات تهاجم السلطة الفلسطينية عبر التلفزيون الإسرائيلي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 28 أغسطس 202012:55 م

عقب الضجة التي رافقت اعتذارها عن حرق العلم الإماراتي، توعدت سهى، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بـ"فتح أبواب جهنم ع رأس" قادة السلطة الفلسطينية إذا لم يتوقفوا عن محاولة "تدمير أسرة" الزعيم الراحل.

لم يكن هجوم عرفات على "السلطة" أغرب ما في الأمر، بل اختيارها أن تصرح بذلك خلال حوار أجراه معها التلفزيون الإسرائيلي الرسمي (كان).

خلافاً لشبهة التطبيع لدى حديثها إلى وسيلة إعلام إسرائيلية، يعتقد فلسطينيون كثر أن إسرائيل كانت وراء وفاة الرئيس الراحل عرفات ويتهمونها بقتله بالسم عقب حصار بدأ في كانون الأول/ ديسمبر عام 2001، وأدى إلى تدهور صحته عام 2004، ونقله إلى مستشفى بيرسي دي كلامار في باريس الذي توفي فيه.

 وطعنت سهى نفسها في تقرير طبي فرنسي قال إن وفاة زوجها كانت طبيعية.

"سأحرقهم أمام الفلسطينيين"... سهى عرفات تتوعد السلطة الفلسطينية بـ"كشف قليل" من مذكرات زوجها الراحل رداً على تصويرها "خائنة" بعد دفاعها عن الإمارات. لكن لماذا اختارت أن تطل عبر التلفزيون الإسرائيلي بعد هذا الغياب؟

في المقابلة التي بُثت مساء 27 آب/ أغسطس، قالت عرفات إنها تتحدث الآن لأول مرة مع التلفزيون الإسرائيلي لتبعث بـ"رسالة لا لبس فيها" إلى قادة السلطة الفلسطينية، مفادها: "إذا تسببوا بإيذائها أو إيذاء أي من أفراد عائلتها، فستقاوم بكل قوة".

مضايقات واتهام بالخيانة

ترى عرفات أن "السلطة الفلسطينية بدأت فعلاً بمضايقة أفراد عائلتها"، إذ استُدعي شقيقها الذي يشغل منصب السفير الفلسطيني في قبرص للاستجواب في رام الله على خلفية رفضه تنظيم أنشطة مناهضة لدولة الإمارات في مجمع السفارة.

وأدى الإعلان الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي المشترك عن محادثات تفضي إلى اتفاق سلام وتطبيع كامل للعلاقات بين الإمارة الخليجية ودولة الاحتلال في وقت سابق من الشهر الجاري إلى غضب فلسطيني واسع وإدانة رسمية.

لكن أرملة الرئيس الراحل اتخذت موقفاً مغايراً إذ نشرت عبر حسابها الرسمي في انستغرام صورةً لزوجها مع الرئيس الإماراتي الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، معلقةً عليها: "أريد أن أعتذر باسم الشرفاء من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الإماراتي وقيادته عن تدنيس وحرق علم الإمارات في القدس وفلسطين وعن شتم رموز دولة الإمارات الحبيبة".

"أحب أبو مازن لكنهم يضللونه"... سهى عرفات تبعث بـ"رسالة لا لبس فيها" لقيادات السلطة الفلسطينية عبر التلفزيون الإسرائيلي الرسمي: "عرفات كتب عن كل منكم"

وأضافت: "هذه ليست من شيمنا وأخلاقنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا. الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية. أقول لأجيالنا أن تقرأ التاريخ جيداً لتعرف كيف كانت الإمارات ماضياً وحاضراً تدعم الشعب الفلسطيني والقضية".

وختمت: "أعتذر إلى شعب الإمارات وقيادتها عن أي ضرر صدر من أي فلسطيني لهذا الشعب المعطاء اللطيف الذي استقبلنا دائماً بكل ترحاب. وأعتذر من أمّ الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن هذه التصرفات غير المسؤولة".

وأغضب موقف عرفات فلسطينيين كثراً وسخر منه بعضهم. 

وفي مقابلتها مع التلفزيون الإسرائيلي، تحدثت سهى عن "تعليمات أني أخوّن (أُصوّر خائنة)"، مبرزةً أن هذه التعليمات "صادرة من مكتب (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن"، تحديداً من مديرة مكتبه انتصار أبو عمارة التي ادعت أنها "تحكم فلسطين من خلال الرئيس".

ولامت عرفات أبو مازن، قائلةً: "إنه بعيد عن كل شيء، لكنهم يضللونه. أنا أحب أبو مازن. كلهم يضللونه. الكل يضلله وينتظر اللحظة. لكن أبو مازن سيعيش 100 عام ويعيش أكثر من (الرئيس الإسرائيلي الأسبق) شمعون بيريز لأن صحته جيدة. لكن من حوله؟ يريدون تدمير عائلة عرفات. نحن أقوى، لدينا أناس أكثر منهم".

"إما الحماية والمخصصات أو جهنم"

وطلبت عرفات "الحماية من أبو مازن الذي أحبه، لكن من حوله يزودونه معلومات خاطئة"، وناشدته "توفير الحماية لي قبل أن أتوجه إلى أي زعيم أو رئيس في العالم لحمايتي".

وحذرت عرفات السلطة من وقف المخصصات المالية التي تتلقاها هي وابنتها شهرياً ومقدارها "10 آلاف يورو (أكثر من 118 ألف دولار أمريكي)"، بحسب قولها.

"لو كان عرفات حيّاً لما تصرف هكذا"... سهى عرفات غاضبة من استدعاء شقيقها الذي يشغل منصب سفير فلسطين في قبرص لرفضه فعاليات معارضة للإمارات وتخشى قطع المخصصات الشهرية التي تصرف لها ولابنتها: نحو 118 ألف دولار أمريكي

وعادت إلى لهجة التحذير، قائلةً: "إذا حاولوا إيذاءنا حتى شعرة منا، فسوف أُحمِل المسؤولية إلى السلطة. إذا أرادوا فتح أبواب الجحيم، فسأفتحها أيضاً"، مضيفةً: "سأفتح أبواب جهنم ع راسهم، إذا رغبوا بفتح صفحاتهم. وياسر عندي مذكراته. كتب عن كل واحد منهم. إذا نشرت نقطة في قصقوصة ورقة مما كتب ياسر عنهم فسأحرقهم أمام الفلسطينيين".

واستغربت سهى لتعرضها لهذا كله "لمجرد أنني دعوت إلى عدم حرق الأعلام؟ هذا إرهاب فكري. هل لهذا السبب تتلقى السلطة الفلسطينية أموالاً من إسرائيل والأمريكيين، تريد تهديد العالم كله؟".

ولفتت إلى أن زوجها "لو كان على قيد الحياة، لما تصرف مع الإمارات كما تفعل السلطة الفلسطينية... كان سيذهب إلى (ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للبلاد محمد) بن زايد ويطلب مساعدته ضد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ويطلب من بن زايد العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى وتغيير صفقة القرن".

وختمت: "أنا باجي وأخوّن بلد عربي؟ بيكفي مزاودات (مزايدات). إحنا بنقعد مع الإسرائيليين، بنقعد مع الشاباك، وبنقعد مع الموساد، ع مين بدهم يضحكوا؟".

وفور تداول المقابلة، سخر عدد من الفلسطينيين من تصريحات سهى. وكتب أحدهم: "بدون ما تنشري الغسيل الوسخ، عارفينهم وعارفينك".

واتهمها آخرون باختيار منصة إسرائيلية كي تحدث تصريحاتها "فرقعة وصدى واسعين" لأن الكثيرين لم يهتمّوا باعتذارها السابق إلى الإماراتيين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image