علاوةً على قرار رسمي بوقف بث القناة، أصدرت محكمة عراقية، في 31 آب/ أغسطس، مذكرة قبض بحق صاحب قناة دجلة الفضائية، في أحدث تطور للغضب المتصاعد إثر بثً القناة أغاني في عطلة عاشوراء، وهو ما رآه فريق كبير من العراقيين "انتهاكاً لحرمة الذكرى الأليمة" و"مساساً بالسلم الأهلي".
وفي بيان تداولته الصحافة المحلية، قالت محكمة تحقيق الرصافة: "بناءً على شكوى تقدم بها عدد من المحامين أمام المحكمة بخصوص تعمد الإساءة إلى شعائر إحدى الطوائف الدينية في العراق، وبحسب نص المادة (372/1) من قانون العقوبات، قررت المحكمة إصدار مذكرة قبض بحق مالك قناة دجلة الفضائية جمال الكربولي (رئيس حزب الحل) لمجهولية محل إقامته في العراق".
وأضافت: "كما قررت المحكمة إشعار هيئة الإعلام والاتصالات باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية الداخلة ضمن اختصاص الهيئة بحق القناة".
قرارات متتالية ضد القناة
واتخذت عدة محافظات عراقية قرارات منفردة بوقف عمل القناة لديها. وكانت محافظة ميسان السباقة إلى إيقاف عمل القناة في المحافظة، معتبرةً أنها "أساءت إلى الشعائر الحسينية".
"حمايةً لوحدة المجتمع وتماسكه"... إيقاف قناة عراقية بثّ حفلة غنائية في ذكرى استشهاد الحسين وأمر قضائي بالقبض على صاحبها. القناة اعتذرت زاعمة أن ما حدث "لم يكن مقصوداً" لكن الشيعة في البلاد يتهمونها بـ"تعمد زرع الفتنة والشقاق"
ثم قررت محافظة كربلاء وقف القناة شهراً قابلاً للتجديد في حال عدم تقديم إدارة القناة اعتذاراً عما حصل. الموقف نفسه اتخذته محافظة ذي قار قائلةً إن القناة "هتكت حرمة يوم سيد الشهداء"، ملزمةً جميع دوائرها ومسؤوليها بعدم التعامل مع القناة.
وقال محافظ بابل حسن منديل في بيان: "نظراً لعدم احترام قناة دجلة مشاعر أنصار الحسين ليلة الاستشهاد وعدم مراعاة أدنى قواعد الشريعة الإسلامية، قررنا عدم السماح لمراسل الفضائية العمل في المحافظة واعتبار الفضائية تسعى إلى زرع الفتنة والشقاق بين أفراد المجتمع العراقي".
المؤسسة: لم يكن مقصوداً ونعتذر
عبر موقعها الرسمي، توجّهت "مؤسسة دجلة للإعلام" باعتذار إلى "كل المؤمنين في العراق"، مبرزةً أن ما جرى "لم يكن مقصوداً" وأنها "تأسست وفق المبادئ الوطنية والمهنية، معتبرةً أن العراق خط أحمر لا يمكن النقاش فيه، ومعتمدةً مفهوم الاحترام الكبير والحقيقي لكل المرجعيات الدينية في العراق وجميع الأديان".
وأضافت: "نستمد من رسالة الإمام الحسين وواقعة الطف ترسيخ مبدأ الحرية والإصلاح والاستمرار برسالة الشجعان وبناء الوطن".
ولفتت المؤسسة إلى أنها قررت غلق قناة "دجلة طرب" مؤقتاً احتراماً لعظمة المناسبة ولمشاعر الجميع، متعهدةً "إجراء إدارياً جوهرياً في موضوع إدارة القناة" إزاء استمرار البث من دون تثبيت "خصوصية الليلة الحزينة والمفجعة".
وختمت بأن ذلك يأتي "حرصاً منها على الحفاظ على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي".
"حذفها واجب شرعي وأخلاقي"... عراقيون يشنّون حملة ضد قناة بثت حفلة غنائية في عطلة عاشوراء، ويتهمونها بتعمد استفزاز الشيعة والسير على نهج صدام حسين في السخرية من "الحزن الشيعي"
دعوة إلى مقاطعتها
لكن اعتذار القناة لم يهدئ الغضب ضدها، خاصةً أن عراقيين اتهموها بالكذب، لافتين إلى أن الحفلة الغنائية هي نسخة قديمة لمهرجان بابل بُثت عبر قناتها العامة وليس الطربية.
وعبر وسمَي: #قناة_دجلة_الكاولية #قاطعوا_قناه_دجله دعا الكثير من المواطنين إلى مقاطعة "القناة السنية" و"البعثية" -نسبةً إلى حزب البعث- متهمين إياها بـ"تعمد استفزاز الشيعة". وذكروا بأن ما فعلته يتماشى مع نهج الرئيس الراحل صدام حسين الذي قالوا إنه كان يتعمد إقامة الحفلات الغنائية الراقصة أو مناسبات الزواج الجماعي في ليلة العاشر من المحرم نكاية بـ"الحزن الشيعي".
واعتبر مغردون أن حذف القناة "واجب شرعي وأخلاقي"، فيما شارك آخرون مقطع فيديو لطريقة حذف القناة، معلقين عليه: "لبيك يا حسين".
وجرى الحديث عن استقالة بعض العاملين في القناة، من الشيعة، استنكاراً لموقف القناة تجاه "القضية الحسينية". من هؤلاء المراسل الرياضي علي مهاوي ومسؤول القسم الرياضي أحمد الغزالي، في حين دعا ناشطون إلى تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مقر القناة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 12 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت