شهدت الساعات الماضية صدامات عنيفة في مدينة مالمو السويدية إثر فعالية مناهضة للإسلام، برغم محاولة السلطات السويدية تفادي الأزمة بمنع زعيم حزب دنماركي يميني قومي معروف بأعماله الاستفزازية ضد المسلمين من دخول البلاد لتنظيم تظاهرة.
قبيل انتصاف ليل 28/ 29 آب/ أغسطس، تحدثت شرطة المدينة، عبر الإنترنت، عن وجود "نحو 300 شخص في الشارع"، فيما أشارت وسائل أعلام محلية إلى اندلاع الصدامات مساءً في ثالثة كبرى مدن المملكة، التي يقطنها 720 ألف نسمة.
جاء ذلك عقب تداول مقطع فيديو لشخص يحرق نسخة من القرآن، مردداً عبارات مسيئة.
المتحدث باسم الشرطة، ريكارد لوندكفيست، أوضح أن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بعدة أشياء وأحرقوا نفايات، لافتاً إلى أن "هذه الأفعال مرتبطة بحادثة إحراق مصحف في المنطقة في وقت سابق" من اليوم نفسه، وفقاً لصحيفة "إكسبريسن" الشعبية.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تبرز الكم الهائل من العنف الذي حصل، لافتين إلى أن المناهضين للإسلام بدأوا الاستفزاز عندما تبادلوا المصحف ركلاً.
وسُمع في أحد المقاطع متظاهرون مسلمون يرددون: "الله أكبر" و"تكبير" و"الله أكبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود".
Chants of "Allah Akbar" and "Takbir" in Rosengård, Malmo, Sweden as protests over the burning of a Quran by a far-right Danish group intensify. https://t.co/UwgIU20beF
— Investigation Confidential (@TheICAgency) August 28, 2020
"عدو الإسلام" يُشعل الصدامات
أعقبت الصدامات منع السلطات السويدية راسموس بالودان، زعيم حزب "النهج المتشدد"، من التوجه إلى مالمو (جنوب البلاد) لتنظيم تظاهرة ضد المسلمين.
وقالت متحدّثة باسم شرطة مالمو لوكالة فرانس برس: "نشتبه في أنّ بالودان سيرتكب مخالفة للقانون في السويد"، مصيفةً: "هناك خطر أيضاً بأن يُشكّل سلوكه تهديداً للمصالح الأساسيّة للمجتمع".
يمينيون يخشون "أسلمة المجتمع"... صدامات عنيفة في ثالثة كبرى المدن السويدية عقب حرق نسخة من المصحف وركل ثانية كالكرة بين أنصار اليمين المتطرف. "الله أكبر"و"الله أكبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود" هتافان يعلوان في المكان
يُذكر أن بالودان ممنوع من دخول الأراضي السويدية مدة عامين. وكان قد قدّم طلباً للحصول على تصريح دخول أخيراً، لكنّ طلبه رُفض إذ "لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارّة أو المتظاهرين المناوئين" له خلال التظاهرة التي يعتزم تنظيمها.
برغم ذلك، حاول بالودان الوصول إلى المدينة الجنوبية، لكنّه أوقِف عند ليرناكين القريبة. ويشكل انتهاك بالودان الحظر المفروض على دخوله السويد "سبباً لترحيله".
تعقيباً على ذلك، قال بالودان، عبر فيسبوك إنه طُرد ومُنع من دخول السويد لمدّة عامين." لكنّ المغتصبين والقتلة مرحّب بهم دائماً!"، في إشارة إلى اللاجئين والمهاجرين الذين طالما ناهض وصولهم إلى أوروبا.
بانتظام، يعقد بالودان، المحامي النشط على يوتيوب، تظاهرات معارضة لاستقبال المهاجرين التي حذّر مراراً من أن ذلك سيؤدي إلى "أسلمة المجتمع". وكثيراً ما استفز المسلمين وفي العام الماضي أحرق مصحفاً.
الإسلام ثاني أكثر الأديان انتشاراً في السويد وأوروبا وأكثرها نمواً خلال الـ50 عاماً الأخيرة. أحد التقديرات لفت إلى أن نسبة المسلمين في السويد 8.1% من جملة السكان (810 ألف مسلم) ومناهضون للإسلام يحذرون من "أسلمة المجتمع"
الإسلام في السويد
ليس هنالك إحصاء رسمي بعدد المسلمين في السويد إذ لا تُجرى هناك أي إحصاءات رسمية على أساس عرقي أو ديني "لما يحمله ذلك من سمات التمييز العنصري".
لكن تقديرات ودراسات عدة تشير إلى أن الإسلام ثاني أكثر الأديان انتشاراً في السويد وأوروبا، وأكثرها نمواً خلال الأعوام الخمسين الأخيرة.
وفي إحصاء حديث، أفاد مركز "بيو" للأبحاث الديموغرافية بأن نسبة المسلمين في السويد بلغت 8.1% من جملة السكان الذين ناهزوا الـ10 ملايين نسمة، أي ما يعادل 810 ألف مسلم.
غالبية هذه الفئة من المهاجرين واللاجئين هي من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال والبوسنة وكوسوفو والشيشان وفلسطين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 19 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت