يميل العديد من الرؤساء والحكام العرب إلى تلقي العلاج في الخارج عندما تلمّ بهم وعكة صحية من الصنف الصعب، وهذا ما يعزوه مواطنون ومعلقون إلى عدم الثقة بالقطاعات الطبية في بلدانهم أو الرغبة في خصوصية التقارير الطبية وعدم فضح ما تتضمنه خلال حياتهم أو حتى عقب وفاتهم.
من أبرز الحكام والملوك الذين اشتهروا بكثرة رحلاتهم العلاجية إلى الخارج، الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، والعاهل المغربي الحالي الملك محمد السادس.
في المقابل، تفضل قلة منهم تلقي العلاج في الداخل مع إمكان استقدام فرق طبية متخصصة من الخارج.
وفي كثير من الحالات لم تفلح الرحلات العلاجية الخارجية في وقف تدهور صحة الحكام/ الملوك العرب الذين قضوا أثناءها أو بعدها ببضعة أشهر.
السلطان قابوس بن سعيد
في الساعات الأولى من صباح 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن ديوان البلاط السلطاني وفاة سلطان عُمان قابوس بن سعيد. جاء ذلك عقب زيارة علاجية قصيرة إلى بلجيكا خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
الأمير سلطان بن عبد العزيز
كان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولياً للعهد في السعودية لشقيقه العاهل الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز من آب/ أغسطس عام 2005 حتى تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، حين توفي أثناء رحلة علاج في الولايات المتحدة.
وكان الأمير الذي توفي عن عمر ناهز الـ86 عاماً، يحتفظ بمنصبَي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.
الأمير نايف بن عبد العزيز
قرابة ثمانية أشهر أمضاها وزير الداخلية السعودي الأمير نايف في منصب ولي العهد السعودي قيد الاستشفاء، ثم توفي في 27 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2012 خلال رحلة علاجية في جنيف بسويسرا عن 78 عاماً، ليكون ولي العهد الثاني الذي توفّي في عهد الملك الراحل عبد الله.
بعضهم أثيرت شكوك حيال تعرضهم لـ"الاغتيال"... حكام وملوك عرب قضوا أثناء رحلات علاجية خارج بلدانهم أو عقب عودتهم منها
عبد الله يوسف أحمد
في آذار/ مارس عام 2012، قضى الرئيس الصومالي الأسبق عبد الله يوسف أحمد عن عمر يناهز 78 عاماً في أحد مستشفيات دولة الإمارات التي صرف فيها نحو عام لغرض العلاج. وكان أحمد قد تولى رئاسة البلاد بين عامي 2004 و2008 قبل أن يقدم استقالته إلى البرلمان، معتبراً أنه "أخفق في تحقيق السلام"، ثم انتقل إلى اليمن ومنها إلى أبوظبي.
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
خلال السنوات الأخيرة من حكمه، عانى أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الحاكم الثالث عشر، والثالث بعد الاستقلال (بين عامي 1977 و2006)، من تدهور حالته الصحية على عدة مستويات، وتكررت رحلاته العلاجية إلى الخارج لا سيما إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي إحدى هذه الرحلات، قضى أمير الكويت 117 يوماً، من 21 أيلول/ سبتمبر عام 2001 حتى 15 كانون الثاني/ يناير عام 2002، في العلاج من نزف دماغي أصابه في بريطانيا.
وقبل وفاته في كانون الثاني/ يناير عام 2006، كانت آخر رحلاته العلاجية إلى الولايات المتحدة لإجراء جراحة في الساق في أيار/ مايو 2005.
ياسر عرفات
حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات داخل مقرّ إقامته مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية منذ كانون الأول/ ديسمبر عام 2001. تدهورت حالته الصحية عام 2004، وتوفي في مستشفى بيرسي دي كلامار Percy de Clamart في باريس. ولا يزال كثير من الفلسطينيين والعرب يطرحون علامات استفهام حول موته ويتهمون إسرائيل بقتله بالسمّ.
رابح بيطاط
حكم رابح بيطاط الجزائر 45 يوماً في فترة انتقالية أعقبت وفاة الرئيس هواري بومدين، قبل أن يختار الجيشُ العقيدَ الشاذلي بن جديد، ليكون المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية عام 1979. وقد توفي بيطاط في 10 نيسان/ أبريل عام 2000 أثناء تلقي العلاج في مستشفى بروستي بمدينة باريس في فرنسا.
الكثير من الحكام العرب يفضلون العلاج في الخارج، إما لعدم الثقة بالكوادر الطبية في بلدانهم أو حرصاً على خصوصية تقاريرهم الطبية. لكن قلة تميل إلى العلاج في الداخل مع إمكان استقدام فرق طبية متخصصة من الغرب
الملك حسين
في 7 شباط/ فبراير عام 1999، قضى العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال بعد صراع طويل مع مرض سرطان الغدد اللمفاوية، الذي أصابه عام 1992. وذلك في العاصمة عمان بعدما قطع رحلة علاج طويلة في الولايات المتحدة، لينقل ولاية العهد من شقيقه الأمير الحسن بن طلال إلى نجله الأكبر، العاهل الأردني الحالي، الملك عبد الله.
ويعتبر كثيرون أن الملك حسين عاد من أمريكا "شبه ميت" من أجل تنظيم السلطة من بعده.
الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود
تولى الملك سعود بن عبد العزيز حكم السعودية بين عامي 1953 و1964 حين عُزل من منصبه وعُيّن مكانه ولي العهد آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز.
ثم سافر الملك السعودي الأسبق في رحلة علاجية إلى اليونان أُعلنت خلالها وفاته في 23 شباط/ فبراير عام 1969، وأعيد جثمانه إلى البلاد حيث دُفن في مقابر العود بالرياض.
الملك فيصل الأول
مطلع أيلول/ سبتمبر عام 1933، اتجه الملك فيصل بن الحسين (الشهير بفيصل الأول) إلى مدينة بيرن السويسرية للعلاج. وبعد أقل من أسبوع أُعلنت وفاته جراء "أزمة قلبية". لكن مصادر عراقية شككت كثيراً في ملابسات وفاته وزعمت أن ممرضة بريطانية وضعت له السُّم بناء على تحريض من السلطات البريطانية لدوره الكبير في الثورة العربية وتحديداً في القضية الفلسطينية.
وخلال الساعات الماضية، أفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) بأن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح (91 عاماً) غادر البلاد فجر 23 تموز/ يوليو إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج الطبي بعدما أعلن مكتب الشيخ صباح أنه خضع لجراحة ناجحة في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
في الأثناء، يباشر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز مهماته من داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي الرياض حيث أجريت له جراحة لاستئصال المرارة في 23 تموز/ يوليو.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...