شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"هآرتس": بين إسرائيل والإمارات شراكة عمرها 25 سنة"رُفعت عباءتها السرية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 21 أغسطس 202001:22 م

اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن اتفاق السلام مع الإمارات لا يأتي بجديد، مذكرةً بأن "إسرائيل والإمارات لديهما تاريخ طويل من العلاقات المفتوحة، والسرية بشكل خاص، التي شهدت صعوداً وهبوطاً" منذ ستينيات القرن الماضي وربما قبل ذلك.

لكنها لم تقلل من شأن الاتفاق الذي قالت إنه يعكس "رفع عباءة السرية" عن العلاقات الوطيدة بين البلدين فقط، مشبهةً هذا الاتفاق باتفاقية "وادي عربة" للسلام بين تل أبيب والأردن عام 1994. وأوضحت أن هذه الاتفاقية أطلقت علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين بعدما استمرت سراً - بما في ذلك الاجتماعات السرية بين القادة الإسرائيليين والعاهل الأردني الراحل الملك حسين - نحو ثلاثة عقود.

وأضافت "هآرتس": "على غرار ما حدث مع دول خليجية أخرى، بدأت علاقات إسرائيل مع الإمارات في ستينيات القرن الماضي وتولاها رئيس الموساد ومعاونوه في "فرقة تيفيل" الخاصة بالعلاقات السياسية والخارجية داخل الموساد".

وبيّنت أنه حتى قبل تلك الفترة، ساعد الإسرائيليون والبريطانيون في تدريب القوات الخاصة وفرق المظليين بأسلحة للقوات الملكية في اليمن بعلم السعوديين.

وأكدت: "من الناحية العملية، التقى كل رئيس للموساد، منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، قادة الخليج ونظراءهم في هذه الدول، بما في ذلك السعودية، وليس مرة واحدة فقط"، مبررةً ذلك بـ"حاجة دول الخليج إلى إسرائيل بسبب خوفها من إيران، بما في ذلك تطلعاتها النووية وخططها للهيمنة الإقليمية".

"إسرائيل والإمارات لديهما تاريخ طويل من العلاقات المفتوحة، والسرية"... صحيفة إسرائيلية تكشف عن تطور العلاقات الإماراتية الإسرائيلية التي بدأت في ستينيات القرن الماضي برعاية الموساد

ورأت الصحيفة أن "إسرائيل منحت دول الخليج أكثر بكثير مما تلقته في المقابل".

رجل خفي خلف الصداقة

دور مهم لعبه دبلوماسي إسرائيلي "متواضع، لا يسعى إلى الشهرة" و"يعمل في الخفاء" لتعزيز "الثقة" والعلاقات الجيدة بين القادة الإماراتيين خاصة والخليجيين عامة، وإسرائيل.

بحسب "هآرتس"، فإن هذا الشخص هو بروس كشدان الذي يعمل "مستشاراً" بموجب عقد خاص، ويرتبط بعلاقة صداقة مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان.

عندما قتل عملاء الموساد القيادي البارز في حماس محمود المبحوح في كانون الثاني/ يناير عام 2010 بالسم في دبي، كان كشدان يعمل في الإمارة. لكن رئيس الموساد آنذاك، مئير دغان، لم يبلغه مسبقاً بعملية الاغتيال، فعلم بالأمر من وسائل الإعلام.

في وقت لاحق، قال بن زايد لكشدان إنه يعلم أنه لم يكن على علم بالعملية. ويعدّ هذا "مثالاً على الثقة الكبيرة التي تراكمت على مدى السنوات الـ25 الماضية بين كشدان وقادة الخليج".

وانتقدت الصحيفة الإسرائيلية "استغلال" بعض الإسرائيليين عدم رغبة كشدان في الظهور علناً ونسبة ثمار جهوده في توطيد العلاقات بين الخليجيين وإسرائيل إليهم، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

"متواضع لا يسعى إلى الشهرة ويعمل في الخفاء"... من هو الدبلوماسي الإسرائيلي "مستشار" القادة الخليجيين وصديق محمد بن زايد الذي ساهم في توطيد التطبيع سراً على مدار 25 عاماً؟

واستنكرت على نحو خاص نسيان كشدان وقت إعلان اتفاق السلام مع الإمارات وعدم اصطحابه في الرحلات والاجتماعات "التي يعمل بجد لانعقادها" ويجني الثناء عوضاً عنه رئيس الموساد يوسي كوهين، وأحياناً مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.

"التشدق بالقضية الفلسطينية"

لم تفت "هآرتس" الإشارة إلى سبب تدهور العلاقات الإسرائيلية الإماراتية في فترات متباعدة، لافتةً إلى أنها، كما العلاقات مع معظم الدول العربية، هي أحد روافد القضية الفلسطينية.

وتابعت: "حتى لو سئم معظم القادة العرب وتعبوا من عبء القضية الفلسطينية، فإنهم مجبرون على التشدق بالكلام خوفاً من أن تثور شعوبهم عليهم".

وهذا هو السبب في امتداح القادة العرب إسرائيل وتعزيز علاقاتهم بها في كل مرة يتم فيها إحراز تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهو أيضاً ما اتضح جلياَ في تسعينيات القرن الماضي بعد اتفاقيات أوسلو وإنشاء السلطة الفلسطينية كخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية. ازدهرت علاقات عشرات الدول في آسيا وإفريقيا -بما في ذلك العالم العربي- مع إسرائيل حينذاك.

لكن أحداثاً سلبية أخرى ساهمت في تدهور هذه العلاقات بينها الانتفاضتان الفلسطينيتان الأولى والثانية. في ما يتصل بالإمارات تحديداً، أدى اغتيال المبحوح إلى توتر كبير مع الإمارات، التي ألغت حتى صفقة أسلحة كبيرة مع شركة إيرونوتكس المحدودة لصناعة الطائرات بدون طيار ومقرها مدينة يفنيه في الداخل المحتل.

عقب هذه الأزمة، وعد الموساد بأن إسرائيل لن تفعل شيئاً كهذا مرة أخرى على الأراضي الإماراتية، وأُصلحت العلاقات. بعد عامين على جريمة الاغتيال، التقى نتنياهو وحاكم الإمارات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

برغم ذلك، تشدد "هآرتس" على أن "العلاقات السرية مع دول الخليج لم تتضرر بسبب تقلبات العلاقات الإسرائيلية مع الفلسطينيين". ودللت على ذلك بوثيقة تعود إلى عام 2009 نقل فيها دبلوماسي أمريكي عن حاكم الإمارات قوله إن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت تسيبي ليفني.

أدى اغتيال الموساد القيادي الحمساوي محمود المبحوح في دبي عام 2010 إلى توتر كبير في العلاقات الإسرائيلية الإماراتية فألغت أبوظبي صفقة أسلحة مع شركة إسرائيلية حتى تعهد الموساد عدم تكرار الأمر و"أُصلحت العلاقات"

شراكة عميقة أمنياً وتجارياً

تركزت علاقة "الشراكة العميقة" بين إسرائيل والإمارات خلال السنوات الماضية -على عكس الساحتين الدبلوماسية والإستراتيجية- على قطاعي الأعمال والأمن حيث يُسمح لمئات من رجال الأعمال وتجار الأسلحة والخبراء الإلكترونيين بدخول الإمارات وممارسة الأعمال التجارية في إماراتها السبع.

علماً أن مشاريع إسرائيلية بمليارات الدولارات، معظمها في مجال الاستخبارات والأمن والحرب الإلكترونية، ازدهرت في الإمارات. ولا يزال المسؤولون السابقون في الموساد وجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) وجيش الاحتلال الإسرائيلي يدخلون البلاد، غالباً، بجوازات سفر أجنبية وإسرائيلية في دور المستشارين والخبراء.

قدم هؤلاء استشاراتهم بشأن كيفية الحماية المادية والإلكترونية لقصور الحكام والفنادق والمؤسسات العامة الأخرى هناك. ومنهم، على سبيل المثال لا الحصر، تاجر الأسلحة الإسرائيلي ماتي كوخافي الذي فازت شركته بعقود أمنية واستخباراتية في الخليج، ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق عاموس مالكا، وقائد سابق للقوات الجوية الإسرائيلية، هو إيتان بن إلياهو، ومسؤولون تنفيذيون كبار من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.

أقام هؤلاء أنظمة الأمن الداخلي لحماية مرافق الغاز الطبيعي في الإمارات، وركبوا نظام فالكون آي للمراقبة والحماية.

ووافق رجل أعمال أوروبي يحمل الجنسية الإسرائيلية على منح مكتبه في دبي لشركة Elbit Systems الإسرائيلية، ووصل اثنان من موظفيه في بروكسل إلى دبي بجوازات سفر إسرائيلية وأجنبية.

وقد حظيت جميع صفقات تصدير أجهزة الدفاع مع الإمارات بموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية والموساد، وهذا ما أدى إلى إنشاء صلة يتعرف من خلالها مسؤولو الدفاع الإسرائيليون على ما يجري في الخليج وتمهد لهم العمل هناك بعد تقاعدهم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image