شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
عصام العريان… ضحيّة جديدة لـ

عصام العريان… ضحيّة جديدة لـ"سياسة القتل البطيء" في سجون مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 13 أغسطس 202005:41 م

قضى عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، فجر 13 آب/ أغسطس، داخل سجنه عن عمر ناهز 66 عاماً.

وفيما أكدّت وسائل إعلام مصرية رسمية أن الوفاة "طبيعية" جراء "أزمة قلبية أصيب بها عقب مشادة مع قيادي إخواني آخر" لم تذكر اسمه، اتهم ناشطون حقوقيون وسياسيون معارضون لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، السلطات بـ"قتله على نحو بطيء" عبر إهمال حقه الرعاية الصحية الضرورية.

وصرح محامي العريان، عبد المنعم عبد المقصود، لوكالة "فرانس برس": "نعم، الخبر صحيح، أخطرتني السلطات بوفاته وقد أبلغت أسرته من أجل ترتيبات استلام الجثمان"، موضحاً أنه أُبلغ بأن الوفاة "طبيعية" من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

"أُصيب بالتهاب الكبد (سي) داخل السجن وشكا الحرمان من العلاج وأدوات النظافة الشخصية"… القيادي الإخواني العريان قضى في السجن، والإعلام المصري يروّج لوجود "نيران صديقة" خلف الوفاة

والعريان، وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 25 كانون الثاني/ يناير عام 2011)، ومثّل الشعب في البرلمان عدة دورات، محكوم بالسجن المؤبد في قضية "اقتحام الحدود الشرقية". كذلك صدرت بحقه عدة أحكام نتيجة اتهامات تتعلق بـ"التخريب واستخدام العنف والتحريض عليه"، في محاكمات تعتقد منظمات حقوقية أنها "انتقامية".

وحين توفي، كان العريان، الذي أوقف في تشرين الأول/أكتوبر عام 2013، أي عقب ثلاثة أشهر من إطاحة الجيش المصري الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي، لا يزال يحاكم في عدة قضايا، وعُقدت "آخر جلسة محاكمة له في كانون الأول/ديسمبر الماضي"، وفق محاميه.

وأضاف: "عدد السنوات النهائية التي كان محكوماً بها - حتى الآن - 150 عاماً".

"القتل البطيء"

ورثاه السياسي المصري أيمن نور: "صديقي وأخي الشهيد… سجين كل العصور الذي عاش مظلوماً ومات مقتولاً بفعل إجرام نظام العار"، مضيفاً: "دم الشهيد في رقبة السيسي".

واكتفى الناشط الحقوقي المصري بهي الدين حسن، رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالقول: "#عصام_العريان سياسة القتل البطيء في مصر".

وحسبما يظهر في مقاطع مصورة قديمة من جلسات محاكمته، شكا العريان مراراً لقاضيه "نحن محرومون من كل حاجة" حتى أبسط الأشياء المتعلقة بالنظافة الشخصية مثل صابون غسل الوجه وفرشاة الأسنان والمعجون.

عام 2018، وقف عصام العريان أمام القاضي يشكو الحرمان "من كل حاجة" حتى أبسط الأشياء كفرشاة الأسنان وصابونة غسل الوجه. كان الراحل محكوماً بالسجن 150 عاماً فيما تستمر محاكمته في عدة قضايا أخرى

كما ذكر أنه أصيب بـ"فيروس سي" (الالتهاب الكبدي سي) داخل السجن مناشداً نقله إلى معهد الكبد لتشخيص حالته بشكل نهائي وتقديم العلاج المناسب له.

واعتبرت الناشطة السياسية والحقوقية منى سيف أن وفاة العريان دليل على أن هناك "مستوى ظلم وقسوة فوق الخيال. اللي بيحكمونا قرروا أن السجون تبقى مقابر فعلاً، والمعتقلين يموتوا بالاهمال والتنكيل موت بطيء وإحنا عاجزين بشكل مرعب".

وسألت: "هل ده الحكم؟ كلهم يفضلوا في السجن لحد ما يموتوا؟!".

يُذكر أن العريان هو رابع قيادي من جماعة الإخوان يقضي في السجن، بعد الرئيس الأسبق محمد مرسي في حزيران/ يونيو عام 2019، والمرشد السابق للجماعة مهدي عاكف في أيلول/ سبتمبر عام 2017، وفريد إسماعيل، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي السابق في البرلمان، في أيار/ مايو عام 2015.

في إطار متصل، استدعى موالون للرئيس السيسي حديثاً سابقاً للعريان مع وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى يؤكد له فيه أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لن يبرح السجن إلا إلى قبره، لافتين إلى المفارقة المتمثلة في تشييع مبارك في جنازة عسكرية ووفاته في سجنه.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image