إلى ثائرات وثوّار تشرين: تحية وسلام
لقد مضى 10 أشهر منذ أن دشنتم الـ 17 من تشرين الأول، يوماً مجيداً.
أصابكم خلالها اليأس مراراً والإحباط تكراراً، وفقدتم أي بصيص أمل بغدٍ مشرق، وكادت أن تفلت الراية البيضاء من بين أصابعكم. كيف لا وقد مرّ علينا خلالها جميع أنواع الأزمات والفاجعات، وجوبهنا بكل أنواع القمع والكذب والإجرام.
اعلموا أنكم تهددون وجودهم وتكسرون هيبتهم، فتوقّعوا أشرس أنواع المقاومة.
أولاً:
اعلموا أنكم تواجهون مافيا مسيطرة على جميع مرافق الحياة منذ أكثر من 50 عاماً.
فصبراً ولا تيأسوا.
اعلموا أنهم مسيطرون على الإعلام والأمن والمال، ومدعومون دولياً وإقليمياً، وأنتم، شباب وصبايا، متسلحون بالحناجر والأمل لا غير.
فصبراً ولا تيأسوا.
اعلموا أنكم تهددون وجودهم وتكسرون هيبتهم، فتوقّعوا أشرس أنواع المقاومة.
فصبراً ولا تيأسوا.
اعلموا أنهم سيخوّنوكم ويتهمونكم بالعمالة، الخيانة والشيطنة.
فصبراً ولا تيأسوا.
توقعوا أن تقلّ أعدادكم وأن تفقدوا حماسكم وأن يهزأ منكم الأقربون قبل الأبعدين.
فصبراً ولا تيأسوا.
تذكروا أن مقاوماتنا المسلحة استغرقت عقوداً لتطرد المحتلين، فهل لكم أن تتخيّلوا مساعي شباب أعزل يحاربون زمرة مجرمين محتلّين؟
أصابكم خلالها اليأس مراراً والإحباط تكراراً، وفقدتم أي بصيص أمل بغدٍ مشرق، وكادت أن تفلت الراية البيضاء من بين أصابعكم. كيف لا وقد مرّ علينا خلالها جميع أنواع الأزمات والفاجعات، وجوبهنا بكل أنواع القمع والكذب والإجرام
ثانياً:
سيعاتبكم الشعب لأنكم لم تتوحّدوا وتتفقوا على قيادة مركزية.
اطمأنوا، فهم لم يعهدوا هذا الصنف من الثورات التي تخلق عضوياً من رحم الأحزان. هم لا يريدون التفاوض، بل يبغون قائداً ليتمكنوا من استهدافه واغتياله سياسياً.
سيعاتبكم مناصرو الأحزاب لأنكم لا تصعّدون تحركاتكم، ويرددون "منّا ثورة إذا ما فيها دم"، فهم اعتادوا الوصول إلى أهدافهم بالعنف، ويتناسون وينكرون دماء شهداء الحق الذين سقطوا.
اطمأنوا، فهذا دليل إفلاسهم.
استوعبوا حجم انفجار 4 من آب واسألوا أنفسكم: هل يمكن أن يكون ما قبله كما بعده؟ هل يجوز تجاهل الفاجعة والمضي بحياتنا طبيعياً كأن شيئاً لم يكن؟ فرجاءً، لا تنكفئوا
ثالثاً:
استوعبوا حجم انفجار 4 من آب واسألوا أنفسكم: هل يمكن أن يكون ما قبله كما بعده؟ هل يجوز تجاهل الفاجعة والمضي بحياتنا طبيعياً كأن شيئاً لم يكن؟
فرجاءً، لا تنكفئوا.
استوعبوا كيف أدى فسادهم وإجرامهم إلى تدمير ذكرياتكم وبيوتكم، خطف أحباءكم وشوّه معالم مدينتكم الحبيبة.
فرجاءً، لا تنكفئوا.
استوعبوا مدى إهمالهم وعدم اكتراثهم واسترخاصهم بأرواحنا.
فرجاءً، لا تنكفئوا.
استغلوا هذا اليوم. نعم اغتنموا فرصة ارتكابهم جريمة العصر بحقنا واخلعوهم عن عروشهم، فهذا اليوم سيكون جسر عبورنا إلى لبنان الجديد.
ثابروا، آمنوا، استمروا، قاوموا، اضغطوا، فأنتم على بعد قيد أنملة من النصر الكبير.
10 أشهر فترة كافية لوضع مولود جديد. وبالفعل، ها نحن اليوم قد بدأنا نرى لبناننا يخلق من رحم مثابرتكم وعنادكم وعزمكم… وغبائهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين