شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تضامن واسع مع لبنان إثر الانفجار المروّع... ولبنانيون ينتقدون

تضامن واسع مع لبنان إثر الانفجار المروّع... ولبنانيون ينتقدون "تسوّل" النظام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 5 أغسطس 202007:43 م

ما إن وقع انفجار مرفأ بيروت وتناقلته وسائل الإعلام الدولية، حتى صدرت تعليقات وتحليلات مثيرة للجدل، منها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ما جرى نجم عن قنبلة من نوع ما.

وأعرب الرئيس الأمريكي عن تعاطفه واستعداده لمساعدة الشعب اللبناني بعد الانفجارات التي خلفت عشرات القتلى وجرح الآلاف، مشيراً إلى الحادث على أنه "هجوم رهيب".

وأضاف ترامب، وهو يقرأ من ورقة الملاحظات الموجودة على المنصة الخاصة به: "يبدو أنه هجوم رهيب".

وسألت صحافية ترامب إذا كان واثقاً ما إذا كان الانفجار"هجوماً وليس حادثاً"، فردّ بأن الأمر يبدو كذلك، بناء على ما قاله له مسؤولون عسكريون.

وأردف: "التقيت مع بعض جنرالاتنا العظماء ويبدو أنهم يشعرون أنه لم يكن نوعاً ما من أنواع الانفجار الصناعي… يبدو أنهم يعتقدون أنه كان هجوماً. هم يعرفون أفضل مما كنت أعرف، كانت قنبلة من نوع ما".

سرعان ما نفى ثلاثة من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لشبكة "سي أن أن "الأمريكية، الرواية التي جاءت على لسان ترامب، مؤكدين أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن الانفجارات الضخمة كانت هجوماً. وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم إنهم لا يعرفون ما يتحدث عنه الرئيس الأمريكي.

وكشف مسؤولان لـ"رويترز"، شرط عدم الكشف عن هويتهما، أنه لم يتضح من أين يحصل ترامب على معلوماته، مشيرين إلى أن المعلومات الأولية لا توضح على ما يبدو أن الانفجار بسبب هجوم. وقال المسؤولان إن المعلومات إلى الآن متسقة بشكل متقارب مع ما قاله المسؤولون اللبنانيون عن الحادث.

من جهة أخرى، نشر موقع "إندبندنت العربية" التي يرأس تحريرها الصحافي السعودي عضوان الأحمري، تغريدة جاء فيها: "نشرت السفارة الكندية في بيروت، توجيهات إلى موظفيها، تقول فيها إن الانفجار ناتج عن قنبلة ملقاة تحتوي على اليورانيوم المستنفد -تسبب باللون الأحمر للانفجار، اطلبوا من جميع أحبائكم الابتعاد عن المكان وتجنب التنشق والذهاب بعكس اتجاه الرياح".

سرعان ما نفى سفير كندا في العراق إلريك شانون صحة هذه الرواية، قائلاً: "غير صحيح إطلاقاً. من فضلكم حذف هذه التغريدة المضللة".

وقال القائم بأعمال السفير الكندي لدى لبنان، غريغوري غاليغان في تغريدة: "التقارير المتداولة عبر الإنترنت بأن سفارة كندا حذرت مواطنيها أو موظفيها، من أن انفجار بيروت احتوى على اليورانيوم المستنفد غير صحيحة".

واعتذرت "إندبندنت العربية" عن نشر هذه التغريدة وحذفتها، قائلة: "تعتذر إندبندنت العربية للقراء عن نشر معلومة غير دقيقة حول رسالة من السفارة الكندية لموظفيها في لبنان، وسننشر لاحقاً أي تفاصيل مرتبطة".

إثر الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، أثار تعليق ترامب الجدل وكذلك "التضامن الإسرائيلي"، في وقت تداعت دول عدة للتعبير عن دعمها للبنان، بينما يتوجه الرئيس الفرنسي شخصياً إلى بيروت

أما في إسرائيل التي شكّ كثيرون بداية بضلوعها في التفجير، اندلع جدل كبير بعدما أعلن عمدة تل أبيب رون هولداي أن مبنى المدينة سوف يضيء بألوان العلم اللبناني لإظهار التضامن مع لبنان في هذا الوقت الصعب.

واعترض العديد من جماعة اليمين المتشدد على هذه الخطوة، منهم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، وكتب على تويتر: "التلويح بعلم دولة عدوه جريمة جنائية".

وفي السعودية، بدا لافتاً غياب الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان عن قائمة رؤساء دول العالم المتضامنين مع لبنان في محنته.

وجاء تعليق السعودية على الحادث من خلال وزارة الخارجية التي صرحت أن "حكومة المملكة العربية السعودية تتابع ببالغ القلق والاهتمام تداعيات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وما أسفر عنه من سقوط قتلى ومصابين".

غياب الملك ونجله ولي العهد أثار انتباه كثيرين، خصوصاً بعدما غرد المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز أن المملكة ستشهد حدثاً كبيراً يوم الأربعاء 5 آب/أغسطس. وقال الناشط السعودي على تويتر: "غداً سيكون هناك حدث هام يتعلق بالسعودية سيحول الأنظار من بيروت إلى الرياض".

تضامن عربي ودولي مع لبنان

في زيارة تهدف إلى الوقوف بجانب لبنان، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوف يزور لبنان غداً الخميس، في 6 آب/ أغسطس، بموازاة إرسال باريس لطائرتين عسكريتين إلى لبنان لتقديم الدعم الطبي للمصابين، على متنهما 55 فرداً من فرق الحماية المدنية وأطنان من المستلزمات الضرورية.

وصرّح وزير الخارجية الفرنسي عن القيام بحملة لتعبئة المجتمع الدولي من أجل التحرك لتقديم الدعم للبنان، في وقت جرى الإعلان عن البدء بتحقيق في الحادث على خلفية إصابة 21 فرنسياً على الأقل في انفجار مرفأ بيروت.

وأرسل الرئيس السوري بشار الأسد برقية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون ليبلغه "بوقوف دمشق إلى جانب لبنان الشقيق والتضامن مع شعبه المقاوم" في هذه المأساة.
وفي روسيا، قال بيان صادر عن الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين بعث برقية تعزية إلى عون، أكد فيها على استعداد موسكو لدعم لبنان لتجاوز تداعيات الانفجار.
كذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده جاهزة لتقديم الدعم للبنان بأي طريقة ممكنة، معرباً عن مواساته للضحايا وأسرهم.

عبّر لبنانيون كثر عن رفضهم لما يمارسه النظام الفاسد من "تسوّل" دولي بحجة الكارثة التي ارتكبها هو نفسه بحقهم، في وقت تسهم المساعدات الدولية في إعطائه المزيد من الشرعية، مشككين بأنها قد تصل بالفعل إلى المحتاجين

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن "تضامن مصر حكومة وشعباً مع الأشقاء في لبنان"، معرباً عن "استعداد بلاده لتسخير كافة الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان في محنته". بموازاة ذلك، أعلنت سفارة مصر في لبنان عن إطلاق جسر جوي من القاهرة إلى بيروت لنقل الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى.

بدوره، قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعازيه للبنان وأسر الضحايا، مؤكداً أن تركيا ستقف دائماً إلى جانب اللبنانيين.

وكتب أردوغان على تويتر: "أقدم التعازي إلى أقارب وذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وأسأل الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين"، مضيفاً "نحن في تركيا سنقف دائماً إلى جانب لبنان وأشقائنا اللبنانيين".

وأمر أمير دولة قطر تميم بن حمد بإرسال مستشفيات ميدانية، لمساعدة السلطات في علاج المصابين. وكتب على تويتر: "أجريت اتصالاً هاتفياً مع فخامة الرئيس اللبناني ميشال عون، للتعبير عن وقوف قطر إلى جانب الأشقاء في لبنان".

وقال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إن دولة الإمارات تقف بجانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة. وكتب عبر تويتر: "نقف مع الشعب اللبناني الشقيق في هذه الظروف الصعبة ونؤكد تضامننا معه".

كذلك قررت كل من تونس والكويت إرسال طائرات عسكرية على وجه السرعة محملة بالمساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لـ"دعم الشعب اللبناني والمساهمة في إسعاف الجرحى والمصابين في حادث مرفأ بيروت الأليم". 

ونقلت وسائل إعلام لبنانية خبر تلقي وزير الخارجية اللبناني 17 اتصالاً من وزراء خارجية دول أعربوا عن استعدادهم لمساعدة لبنان. بموازاة ذلك، عبّر لبنانيون كثر عن رفضهم لما يمارسه النظام الفاسد من "تسوّل" دولي بحجة الكارثة التي ارتكبها هو نفسه بحقهم، في وقت تسهم المساعدات الدولية في إعطائه المزيد من الشرعية، مشككين بأنها قد تصل بالفعل إلى المحتاجين إليها لما للنظام من سوابق في التعامل مع المساعدات التي وصلت للبنان بعد كوارث سابقة حلّت به. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image